منذ سقوط القسطنطينية ونحن نمارس البكاء على أسوار مدننا التي سقطت وتسقط تباعاً؛ ولكن قصة البكاء على أسوار القدس هذه المرة تختلف كثيرا على قصصنا القديمة جدا والحديثة في نفس الوقت ، منذ اتفاقية أوسلو والقدس هي مقسمة ما بين " قدس شرقية وقدس غربية " في تقسيم يشابه بيروت اثناء الحرب الأهلية والى اليوم ، والجغرافيا السياسية والإدارية للقدس تم تقسيمها بناءا على هذه المعطيات المتفق عليها مسبقاً .
إذاً أين المشكلة السياسية هنا ؟ ؛ وبكل بساطة تكمن المشكلة السياسية في أن السياسي الفلسطيني كان يعلم لأنه وقع على بنود تلك الإتفاقية ، ولكن تسويقه السياسي لنفسه على أساس كذبة جعله في النهاية يصدق كذبه ولامخرج له سوى البكاء بحرقة أمام الجماهير وذلك للمزيد من التسويق لمنتجه السياسي الذي فسد بمجرد الإعلان أن القدس هي غربية وشرقية ولكل طرف من الاتفتاقية له حصته الجغرافية .
و الجديد من انتاج هذا السياسي المتباكي لن يصمد أمام منافسة منتجات سياسيين أخرون يلعبون على حاجة المستهلك العربي لبقايا شعور وهمي بأنه يمتلك الحق بالصراخ وليس البكاء ، والمضحك المبكي أن هؤلاء السياسين الذين يسوقون لمنتجهم اليوم قد فسدت منتجاتهم التي يسوقونها لشعوبهم وإنتهت صلاحيتها السياسية ومن حسن حظهم أنهم وجدوا أسواقاً جديد تستهلك تلك المنتجات .