أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
سرايا القدس تنعى 3 من مقاتليها استشهدوا جنوب لبنان جيش الاحتلال : سنتعامل مع رفح بالطريقة التي تناسبنا أمريكا: نراجع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل نتنياهو يتجاهل غالانت وغانتس في قانون تجنيد الأحزاب الدينية سوناك: لن نغير موقفنا بشأن تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل مسؤول إسرائيلي: نتنياهو لا يمكننا من التقدم في المفاوضات. جيش الاحتلال: غزة من أصعب ساحات القتال بالعالم. الاحتلال يزعم اغتيال قيادي بارز في المقاومة الاحتلال يخلي موقعا عسكريا خوفا من تسلل المقاومة جامعة برشلونة تقطع علاقاتها مع إسرائيل المفرق تحتفل بيوم المرور العالمي وأسبوع المرور العربي نسخة استثنائية .. ما الفرق المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا 2024-2025؟ الخميس غرة ذي القعدة في الاردن 50 شهيدا وصلوا إلى المستشفيات في رفح منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية قطر تدين قصف بلدية رفح وندعو لتحرك دولي يحول دون اجتياح المدينة "صناعة الزرقاء" تعقد لقاء حول برنامج تحديث الصناعة سفير إسرائيل في الأمم المتحدة: قرار أمريكا تعليق شحنات أسلحة محبط للغاية محاضرة توعوية حول قانون السير المعدل بتربية لواءي الطيبة والوسطية حماس : لسنا مستعدين لبحث مقترحات جديدة الأونروا: 368 هجوما على مباني الوكالة منذ بدء الحرب
الحمار المتمدن ومسلسل المختار الثقفي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الحمار المتمدن ومسلسل المختار الثقفي

الحمار المتمدن ومسلسل المختار الثقفي

20-10-2017 06:02 PM

كلنا منا مر بدك همالة وزعرنه بطريقة من الطرق وصورة من الصور ، ولأن العصر الذي نعيش عصر زعرنه وولدنه على كافة الصعد والمستويات فلا بد من ان ينخفض منسوب الكتابة لمجاراة الهبوط الثقافي الفني السياسي السائد حاليا بالبلد وكأنها حارة كل من ايده له بمسلسل غوار الطوشة ، حتى فكرت الجهات المتنفذة بحرماننا من التحرير الصحفي فلا بد من جلدهم بسلسلة من المقالات التي تكون بمثابة من القفته حجرا بفمه على حرماني انا شخصيا ، وغيري عشرات الكتاب من حقهم الدستوري بالكتابة والتعبير عن الرأي ، وبالمناسبة أعتبر نفسي وزير أعلام الظل حتى اللحظة ، واكتب حبا بال البيت لا بأؤلئك المسؤلين الفسقة الأغبياء ، الذين يريدوا تدمير البلد ثقافيا ، بعد خربوها وقعدوا على تلها اقتصاديا ودستوريا ، فنحن على موعد مع العودة لزمن الاحكام العرفية بصورة من الصور ، قاتلهم الله انى يؤفكون اعداء الملك الفعليين ، وهو منهم براء ان لم يأخذ على أيديهم فما نحن الا ناصحون مخلصون .

ولأنني كاتب غير أحادي الثقافة ومن جيل كان يقدس الجلسة بسينما الحسين ورغدان وفلسطين ويحضر خمسة افلام بدينار ضمن جلسة سلطنة وتسطيل تمتد لأكثر من عشرة ساعات ، نتابع عادل أمام وجواريه الحسان من ناديا الجندي ليسرا وغيرهن كثير مع ندمي الشديد على ما فرطت بجنب الله بذاك الامر مما دعاني اليوم لأهمال كل نتاجه الغث كمأمون واصحابه وغيرها من مسلسلات تافهة للنجم الكبير بعمره الصغير بفنه ، ونتاج السينما الهندية وممثلها الكبير أميتاب باتشان الذي نقابله بالصفير والتصفيق الشديدين لبطولاته بفلم الشعلة او العتال او قمر اكبر انطوني وفلم قرباني الفلم المفضل لدي للحظه لفيروز خان والوحش امجد خان المعروف بجبار ، فقد كنا ولا زلنا جيل يبحث عن بطل ولا يجده ، ولا تنسى افلام بروسلي المكرره لألف مره بسينما قاع المدينة بعمان المدينة الاروع وافلام امريكية مثل افلام الغرب الاميركي وجيمس بوند يعقبها جميعا التسلل لمطعم هاشم وتناول طعام العشاء لديه ويذكر من يتابع سلسلة مقالاتي عبر زاد الاردن ذاك الذي فصلته جيدا بمقال سابق لي بعنوان كيف نقضي على اسرائيل بالفول المدمس .

فذات عمر أنقضى كثيره وشارف على النفاذ ، جاء وقت البوح بما سر به الفؤاد من كينونة ثقافية هي مولد جديد بحياتي الفكرية الثقافية ، ولا أقول بعقيدتي فهي عقيدة أهل السنة والجماعة ومحبة ال البيت ، فقد تشرفت بالعمل أياما معدودات على أبواب المختار مول بعبدون الحي الراقي الأرستقراطي الغني ، بالعاصمة الأردنية عمان ، درة العواصم العربية ، وعاصمة ملك الهاشميين السعيد ، ولأن الحكومة بصدد تقديم قانون يمنع من هم على شاكلتي ، من صعاليك الصحافة الإلكترونية الأردنية ، من ممارسة التحرير الصحافي ، فقد ارتأيت الشروع بكتابة سلسلة من المقالات والمساجلات الفكرية القوية ، أودع بها القارئ الاردني والعربي عبر بوابة زاد الاردن وموقع الحوار المتمدن ، والذي سأحاكيه بموقع أخباري جديد بعنوان موقع الحمار المتمدن .

فالحمار المتمدن الذي رأيت منه نسخة بالعشرات والمئات ، ان لم نقل الألوف المؤلفة من رواد المحتار مول ، واكرر كلمة المحتار لا المختار ، من مبتعثي العناية الغربية اللهوية اللاهوتية ، لا العناية الالهية بأزيائهم الغربية الغريبة ،عن حضارتنا العربية الاسلامية ، ومنهم من يرتدي القراريط والحلق من الذكور وما هم بذكور ، وإناثا ما هن من الأنوثة بشيء ، بل من فئة عبدة الشياطين على ما اعتقد ، فكنت أقف على الباب الرئيس بلباس الامن والحماية الشبيه بلباس الشرطة ، اقوم بتفتيشهم ، وأنظر لهم بعين الولاية ، فأشاهد شياطينهم وجنهم وقرينهم ، المتلبس بهم وبهن رأي عين ، فأرثي لحالهم ولحال وطنهم وأمتهم ، وقضيتهم المركزية المقدسة ، وهم خشب مسندة من بقايا الحضارة الغربية ، من مخدراتها وسكرها وثمالتها ، وحمالة صدرها المقطوعة صلتها بالله ، ونجاحها بتجنيد تلك الفئة الحقيرة من عبدة الشياطين .

وكما ودعت المختار لا بل المحتار مول لأسباب دينية ثقافية فها انذا أودع الكتابة مكرها على يدي من أهمس بأذن دولته النطاسي غير البارع والطبيب مهشم العظام دولة المهندس هاني الملقي قائلا له : - يا هداك الله - ولا أظنه هاديك - لا تشرعن وقوفنا عن الكتابة والتحرير الصحافي فما نحن الا دعاة خير ، وان من خرج عن ثوابت الوطن والقيادة الهاشمية الرشيدة هم من يستحقوا الوأد والدفن الصحفي التحريري الاعلامي المنفلت من عقاله حتى أوصلونا جميعا للبتر وقطع أوصالنا بالمنع من الكتابة فهم والحمار المتمدن بالمحتار والمختار مول سواء وحسبنا الله ونعم الوكيل .

ولكن لن نقضي على اسرائيل بالفول المدمس وحده فالأحرى ان نقضي على المحتار مول لا المختار مول ذاك المكان الاستثماري والصرح الاقتصادي الكبير بل يجب استئصال ثقافة عبدة الشياطين من مرتادي ذاك المكان وغيره بثقافة جادة مغايرة ترتكز على حب ال البيت ومظلوميتهم التاريخية الشديدة الحلكة والسواد فقادة هذا البلد يمروا اليوم بمؤامرة فكرية شديدة الحلة ومتشابكة الأغصان الشجرية الشيطانية تحت مسمى حلف الايمان والأيمان من دعاتها براء .

أحدثكم اليوم عن واحد من ألمع وأفضل ما شاهدت عيناي بسماء الفن السابع من الفنانين والممثلين ، الممثل الإيراني فريبرز عرب نيا الذي قام بدور المختار في مسلسل المختار الثقفي فقد أعدّ التلفزيون الإيراني مسلسلاً للمخرج داود مير باقري مثل فيه أشهر الممثليين الإيرانيين منهم السيد فريبرز عرب نيا الذي مثل دور المختار نفسه، في أربعين حلقة ذات الستين دقيقة يحمل اسم المختار. تبدء أحداث المسلسل عندما يتولى عم المختار سعد بن مسعود إمارة المدائن مرورا بمراحل حياته الأخرى ونشاطاته السياسية والعسكرية حتى يُقتل المختار في الكوفة من قبل جيش مصعب بن الزبير بعد حصار أربعة أشهر. عرض تلفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحلقة الأولى للمسلسل يوم (الجمعة 1-10-2010 م) فيما عرض الحلقة الاخيرة بتاريخ (29- 7- 2011 م).(128) كما عرض المسلسل في الكثير من القنوات التلفزيونية العالمية.

وتاليا صورة أخباريه إعلامية مركزة لشخص هذا القديس الذي تم تشويه صورته ولو كان غربيا او مسيحيا او يهوديا لتم تصنيفه كواحد من اهم الشخصيات التاريخية الإنسانية ولكن لأنه من أخذ بثأر الحسين فلا بواكي له كالحسين والثورة العربية الكبرى والجيش العربي الاردني وكل من يمت للأردن الهاشمي بصلة من قريب او بعيد .

المختار الثقفي

الإسم الأصلي مختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي الطائفي
الولادة السنة الأولي من الهجرة
الطائف، المدينة، الكوفة
الوفاة 14 رمضان سنة 67 هـ في الكوفة.
سبب الوفاة قتل على يد مصعب بن الزبير
المدفن إلى جنب مسجد الكوفة في رواق مسلم بن عقيل
أعمال بارزة الاشتراك في حركة مسلم بن عقيل و الثأر لدماء الإمام الحسين عليه السلام
اللقب كيسان
الدين الإسلام
أنسباء سعد بن مسعود، أبو عبيد الثقفي، عمر بن سعد
المختار بن أبي عبيد الثقفي من قبيلة ثقيف، ولد في السنة الأولى للهجرة النبوية، اشترك في شبابه هو وأبوه وأخوته في معركة الجسر. وحينما قدم مسلم بن عقيل الكوفة حلّ ضيفاً في دار المختار، وكان أثناء استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في سجن عبيد الله بن زياد. اشتهر المختار بالثأر لدماء الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام .
وقد اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين حول الغاية من ثورة المختار ونسبه والمذهب الذي ينتمي إليه، حيث ذهب البعض إلى القول بأنّ ثورته كانت عن إذن من الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.
قُتل المختار سنة 67 هـ على يد مصعب بن الزبير بعد أن أقام حكومته في الكوفة ثمانية عشر شهراً. يقع قبره جنب مسجد الكوفة ويؤممه الكثير من الزوار طيلة أيام السنة.
ولادته، نسبه، لقبه وكنيته
وهو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو إسحاق.[١] لقب بكيسان،[٢] ونسبت إليه الفرقة الكيسانية، [٣] وكيسان تعني الفطن والذكي. روي عن الأصبغ بن نباتة: قال: رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين عليه السلام وهو يمسح رأسه ويقول: يا كيس يا كيس. [٤] وقيل لقب كيسان لأن أمير المؤمنين عليه السلام كرر كلمة \"كيس كيس\" مرتين. وقيل إنما لقب بكيسان لصاحب شرطته المكنى أبا عمرة وكان اسمه كيسان.[٥]
كان المختار من أهل الطائف[٦] وينتمي إلى قبيلة ثقيف وكان جدّه مسعود الثقفي من وجوه الحجازيين ويقال: إن مسعوداً جدّه هو عظيم القريتين،[٧] وكان والده أبو عبيد من كبار الصحابة[٨]اشترك في واقعة الجسر إحدى وقائع القادسية وقتل فيها وذلك في زمن الخليفة الثاني.[٩]
أمّه دومة بنت عمرو بن وهب التي أدرجها ابن طيفور في عداد بليغات العرب في كتابه بلاغات النساء،[١٠] وكان عمّه سعد بن مسعود الثقفي والي المدائن من قبل الإمام علي عليه السلام،[١١] أما أخوته فهم كل من وهب ومالك [١٢] وجبير قتلوا جميعاً في معركة الجسر.[١٣]
ولد المختار في السنة الأولى للهجرة[١٤] ولما حملت به أمّه دومة رأت في منامها قائلاً يقول لها:
أبشري بولد أشبه شيء بالأسد
إذا الرجال في كبد تقاتلوا على لبد
كان له حظ الأسد [١٥] فلما ولد قيل لها إن ابنك قبل أن يتسعسع، وبعد أن يترعرع، كثير التبع قليل الهلع، خنشليل غير ورع يدان بما صنع.[١٦]
المختار في مرحلة الشباب
اشترك المختار في واقعة الجسر وهُوَ ابنُ ثلاثَ عَشْرَةَ سنةً، فقد خلال المعركة كلاً من أبيه وأخوته، وكان يَتَفَلَّتُ للقتالِ فيمنعهُ سعدُ بنُ مَسعودٍ عمُّهُ فنشَأَ مِقْدَاماً شُجَاعاً لا يَتَّقِي شيْئا[١٧]
ولما نشبت حركة الخوارج اسْتَخْلف والي المدائن سعد بن مسعود على المدائن ابن أخيه المختار ابن أبى عبيد، وخرج في طلب عبد الله بن وهب وأصحابه، فلقيهم بكرخ بغداد....[١٨]
خصائصه ومميزاته
امتاز المختار بعدة مميزات منها:
شجاعته
وصفه ابن الطقطقي بقوله: كان رجلاً شريفاً في نفسه، عالي الهمّة كريماً،[١٩] ونظراً لنسبه الشريف في وسط قبيلة عرفت بالشجاعة وأسرة كان من رجالها أبوه وعمّه المشهود لها بالبسالة والإقدام من هنا- وكما قال العلامة المجلسي- نشأَ المختار مِقْدَاماً شُجَاعاً لا يَتَّقِي شَيْئاً وتعاطَى معاليَ الأُمُور.[٢٠]
العبادة
كان المختار كثير الصيام شكراً لله بسبب قتله قتلة الإمام الحسين عليه السلام، يقول المنهال بن عمرو: لما علم المختار بمقتل حرملة نزلَ عن دابَّتهِ وصلَّى ركعتين فأَطالَ السُّجُودَ ثمَّ قام فركبَ وركبتُ معهُ وسرنا فحاذَيْتُ داري فقلتُ: أَيُّهَا الأَميرُ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُشَرِّفَنِي وتُكْرِمَنِي وتَنزلَ عندي وتكرمني بِطعامي. فقال:
يا مِنْهَالُ تُعْلِمُنِي أَنَّ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام دعا بِأَرْبَعِ دعواتٍ فَأَجابهُ اللَّهُ على يَدِي ثُمَّ تأْمُرُني أَنْ آكلَ! هذا يومُ صوْمٍ شُكْراً لِلَّهِ عزَّ وجلَّ على ما فعلتُهُ بِتَوْفِيقِهِِ.[٢١]
وقال صاحب مروج الذهب: وأتي بحرم المختار فدعاهن مصعب بن الزبير إلى البراءة منه، ففعلن إلا حرمتين له إحداهما بنت سَمُرَةَ بن جندب الفزاري، والثانية ابنة النعمان بن بشير الأنصاري، وقالتا: كيف نتبرأ من رجل يقول ربّي الله؟ كان صائم نهاره قائم ليله، قد بذل دمه للَّه ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في طلب قَتَلَةِ ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهله وشيعته، فأمكنه الله منهم حتى شفي النفوس، فكتب مصعب إلى أخيه عبد الله بخبرهما وما قالتاه، فكتب إليه:
إن هما رجعتا عمّا هما عليه وتبرأتا منه وإلا فاقتلهما، فعرضهما مصعب على السيف، فرجعت بنت سمرة ولعنته وتبرأت منه، وقالت- مخاطبة ابن الزبير-: لو دعوتني إلى الكفر مع السيف لكفرت: أشهد أنّ المختار كافر، وأبت ابنة النعمان بن بشير، وقالت: شهادة أرزقها فأتركها؟ كلا! إنّها موتة ثم الجنة والقدوم على الرسول وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم. [٢٢]
المختار في ثورة الحسين عليه السلام
لم تسجل لنا المصادر التاريخة مشاركته في ثورة الإمام الحسين عليه السلام ولم يكن ذلك عن إعراض وعدم رغبة في المشاركة بل كانت للرجل مشاركة في الأحداث التي سبقت الثورة، منها:
استقبال المختار لمسلم بن عقيل في داره: كان المختار من أوائل الناس الذين استقبلوا مسلم بن عقيل[٢٣] وقد حلّ مسلم عند وصوله إلى الكوفة ضيفاً في دار المختار،[٢٤] وبعد أن علم عبيد الله بن زياد بمكان مسلم بن عقيل انتقل مسلم إلى دار هانئ بن عروة.[٢٥]
الانضمام إلى مسلم: سجلت المصادر التاريخية مناصرة المختار لمسلم بن عقيل ومبايعته له. إلا أنه قد خرج ابن عقيل يوم خرج والمختار في ضيعة له بخطرنيه، ولم يكن خروج مسلم عن مواعدة لأصحابه، إنّما خرج بداهة حين كان من أمر هانىء ما كان وقدم المختار الكوفة مسرعاً فلمّا وصلها وجد مسلماً وهانئ بن عروة قد قتلا.[٢٦]
المختار في سجن عبيد الله بن زياد: ثم إن ابن زياد جلس للناس وفتح بابه بعد شهادة مسلم بن عقيل فدخل المختار عليه فلما رآه قال له: أنت المقبل في الجموع لنصر ابن عقيل؟ ورفع ابن زياد قضيباً كان في يده فاعترض به وجه المختار فشتر عينه، وشهد له عمرو بن حريث، فقال ابن زياد: لولا شهادة عمرو لك لضربت عنقك، وأمر به فحبس فلم يزل محبوساً حتى قتل الحسين عليه السلام.[٢٧]
وبعد أن وضعت واقعة كربلاء أوزارها كتب عبد الله بن عمر إلى يزيد بن معاوية: أن ابن زياد قد حبس المختار وهو صهري (وذلك لأن صفية أخت المختار كانت زوجةً لابن عمر)[٢٨]، فإن رأيت أن تكتب إلى ابن زياد يخليه، فكتب إليه يأمره بتخليته فدعاه عبيد الله بن زياد وقال: قد أجلتك ثلاثاً فإن أدركتك بالكوفة بعدها برئت منك الذمة، فخرج إلى الحجاز.[٢٩]
المختار وثورة التوابين
لم يشترك المختار في ثورة التوابين وذلك لمعرفته بعدم توفر الثورة على مقومات النجاح من جهة وكان يرى سليمان بن صرد الخزاعي ليس ضليعا بفنون الحرب وإنه ليس له بصر بالقتال،[٣٠] وكان لعدم مشاركة المختار في ثورة التوابين الأثر الكبير في انسحاب 4 آلاف مقاتل من بين 16 ألف مقاتل بايعوه وذلك لما ذكره المختار من عدم خبرته بفنون القتال.[٣١]
ولما ثار التوابون كان المختار سجيناً، فأرسل المختار إليهم بعد فشل ثورتهم قائلاً: أمّا بعد فمرحباً بالعصبة الذين عظّم الله لهم الأجر حين انصرفوا ورضي فعلهم حين قتلوا‏... ثم توعد المختار بالأخذ بثأرهم. وكان سراة التوابين قد عزموا على إنقاذ المختار من السجن إلا أنّه حذرهم من ذلك وأخبرهم بأنّه سيخرج قريباً،[٣٢] وقد خرج فعلاً بوساطة من قبل عبد الله بن عمر. [٣٣]
مبايعة عبد الله بن الزبير
بايع المختار عبد الله بن الزبير على أن تصدر الأمور عن مشورة بين الطرفين وأن لا ينفرد ابن الزبير بأمر دونه[٣٤] وأن لا يخالفه في شيء،[٣٥] وحينما وجه يزيد بن معاوية جيشه نحو مكة لمحاصرة عبد الله بن الزبير كان المختار إلى جنبه وقاتل معه ببسالة فائقة، فلما ادعى الخلافة تركه المختار وتوجه صوب الكوفة ليعد العدّة للثورة من هناك. [٣٦]
وكان المختار قد ورد الكوفة في النصف من شهر رمضان بعد ستة أشهر من هلاك يزيد.[٣٧] حيث تمكن من طرد وإليها من قبل ابن الزبير عبد الله بن مطيع [٣٨]
ثورة المختار
مقالة مفصلة: ثورة المختار الثقفي

صورة تمثيلية للمختار الثقفي في مسلسل المختار الثقفي
خرج المختار طالباً بثأر الإمام الحسين عليه السلام في الرابع عشر من ربيع الأول سنة 66 هـ [٣٩] وكان يقول: والله لو قَتَلْتُ به- أي بالحسين- ثلثي قريش ما وفوا بأنملة من أنامله‏. [٤٠]
وقد تمكن في ثورته هذه من قتل كل من: شمر بن ذي الجوشن، خولي بن يزيد وعمر بن سعد،[٤١] وقتل عبيد الله بن زياد، وكان ابن زياد بالشام فأقبل في جيش إلى العراق فسير إليه المختار إبراهيم بن الأشتر في جيش فلقيه في أعمال الموصل فقتل ابن زياد وغيره.[٤٢]
ولما بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد إلى محمد بن الحنفية لينصبهما في المسجد الحرام، كان محمد يأكل فقال: الحمد لله أتى ابن زياد برأس الحسين عليه السلام وهو يأكل و أتينا برأس ابن زياد ونحن على هذه الحالة.[٤٣]
نهاية ثورة المختار
خاض المختار خلال ثمانية عشر شهراً مواجهة عنيفة مع المروانيين في الشام والزبيريين في الحجاز ووجهاء الكوفة حتى قتل في 14 رمضان سنة 67 هـ وله من العمر 67 سنة.[٤٤] وقد أمر مصعب بن الزبير بقطع رأس المختار ونصبه على جدار مسجد الكوفة حتى ظهر الحجاج بن يوسف فأمر بإنزاله ودفنه.[٤٥]
وأمر مصعب بكفّ المختار فقطعت وسمرت بمسمار إلى جانب المسجد، فبقيت حتى قدم الحجّاج بن يوسف فنظر إليها وسأل عنها فقيل: هذه كفّ المختار، فأمر بنزعها.[٤٦]
وكان المختار قد أراد أصحابه على أن يخرجوا- من القصر- إلى مصعب وأصحابه فيقاتلوا حتى يقتلوا، فأبوا عليه ذلك فقال لهم: إنّي خارج إليهم فمقاتلهم حتى أقتل، ولو قتلوني لم تزدادوا إلا ذلاً وضعفاً، ويستنزلونكم على حكمهم، فإذا نزلتم على حكمهم، دفع كلّ رجل منكم إلى رجل منهم ممّن قتلتم أباه وقريبه، فيقتلونكم. ولما قُتل المختار، وبقي من بقي من أصحابه في القصر- وكانوا ستة آلاف- في حصارهم، قال لهم بجير بن عبد الله المسلي: قد كان صاحبكم أشار عليكم بالرأي لو قبلتموه، يا قوم! إنّكم إن نزلتم على حكم القوم ذبحتم كما تذبح الغنم، فاخرجوا بأسيافكم فقاتلوا حتى تموتوا كراماً!
فقالوا: قد أمرنا بهذا من كان أطوع فينا منك فعصيناه، فوثب إلى سيفه فتناوله ليخرج فيقاتل فوثبوا إليه فقالوا: ننشدك الله أن تشأمنا، وانتزعوا سيفه من يده، وخرجوا إلى مصعب وأصحابه على حكمهم، فأمر بهم فكتّفوا وقدّموا إلى مصعب فأمر مصعب بن الزبير بقتلهم،[٤٧]‏ ولمّا قدم مصعب على أخيه عبد الله بعد قتل المختار، قال له ابن عمر: أ أنت الذي قتلت ستّة آلاف من أهل القبلة في غداة واحدة على دم؟ فقال: إنّهم كانوا سحرة كفرة، فقال له: والله لو كانوا غنما من تراث الزبير لقد كان ما أتيت عظيماً. [٤٨]
مقتل امرأة المختار
ودعا مصعب بامرأتي المختار، أمّ ثابت ابنة سمرة بن جندب، وعمرة بنت النعمان بن بشير، فدعاهما إلى البراءة من المختار، فأمّا أمّ ثابت فإنها تبرأت منه، وأبت عمرة أن تتبرأ منه. فأمر بها مصعب، فأخرجت إلى الجبانة، فضربت عنقها. فقال بعض الشعراء في ذلك:
إن من أعجب العجائب عندي قتل بيضاء حرّة عطبول
قتلوها بغير ذنب سفاها إن لله درها من قتيل‏
كتب القتل والقتال علينا وعلى المحصنات جرّ الذيول[٤٩]
والمرأة العطبول: هي الفتيه الجميلة الممتلئة الطويلة العنق.[٥٠]
أزواجه
تزوج المختار من أكثر من امرأة، هنّ:
أمّ ثابت بنت سمرة بن جندب وهي التي أنجبت له كلاً من محمد وإسحاق.[٥١]
عمرة بنت النعمان بن بشير وهي التي قتلها مصعب بن الزبير بعد أن طلب منها البراءة من المختار فأبت ذلك. [٥٢]
أم زيد الصغرى بنت سعيد بن زيد بن عمرو. [٥٣]
المختار والإمام السجاد
اختلفت كلمة الباحثين حول طبيعة العلاقة بين المختار والإمام السجاد عليه السلام بين من ذهب إلى القول بأن العلاقة بينهما لم تكن على ما يرام وكان الإمام يرفض هدايا المختار ولا يراه أهلاً لذلك. [٦٥] في المقابل نجد من يذهب إلى العكس من ذلك حيث يرى العلاقة بينهما كانت طبيعية وحسنة إلا أنّ الإمام السجاد عليه السلام فضَّل عدم التعاطي مع المختار مباشرة للرقابة الشديدة التي يتعرض لها من قبل المروانيين و الزبيريين. ومن هنا جعل الواسطة بينه وبين المختار عمّه محمد بن الحنفية وأمر المختار بالرجوع إليه.
روي عن الحسن بن زيد، عن عمر بن علي: أن المختار أرسل إلى علي بن الحسين عليه السلام بعشرين ألف دينار فقبلها، وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت. [٦٦]
وقيل أن المختار اشترى أمة بثلاثين ألف درهم وأهداها لعلي بن الحسين عليه السلام فولدت له زيداً. [٦٧]
روى العلامة المجلسي وغيره أن جماعة من وجوه الكوفة قد اجتمعوا فقالوا له: إن المختار يريد الخروج بنا للأخذ بالثأر وقد بايعناه ولا نعلم أرسله إلينا محمد بن الحنفية فانهضوا بنا إليه نخبره بما قدم به علينا فإن رخص لنا ابتعناه وإن نهانا تركناه فخرجوا وجاءوا إلى ابن الحنفية.... فلما سمع ابن الحنفية كلامهم قال لهم: قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين عليه السلام فلما دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم الذي جاءوا لأجله. فقال عليه السلام:
يا عم لو أن عبداً زنجياً تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت. فخرجوا وقد سمعوا كلامه وهم يقولون: أذن لنا زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية.[٦٨]
ومن هنا ذهب كل من السيد الخوئي والعلامة المامقاني إلى القول بأن ثورة المختار كانت بإذن خاص من الإمام السجاد عليه السلام. [٦٩]
المختار ومحمد بن الحنفية
‏يظهر من بعض الروايات أن المختار دعا الناس إلى إمامة محمد بن الحنفية وكان يراه المهدي الموعود، إلا أن الإربلي ينفي ذلك عن ساحة ابن الحنفية، ويرى أنه إنما تصدى لذلك ظاهراً بأمر من الإمام علي بن الحسين عليه السلام وذلك بسبب الظروف الصعبة التي كان الإمام يمر بها. [٧٠]
وممن نفوا ذهاب المختار إلى القول بإمامة محمد بن الحنفية وأكدوا إيمانه بإمامة الإمام السجاد عليه السلام، محمد بن إسماعيل المازندراني الحائري صاحب كتاب منتهى المقال. [٧١]
نجاة محمد بن الحنفية
لما قام عبد الله بن الزبير بمكة واشتدّ أمره فيها، وذلك لمّا هلك يزيد بن معاوية ووقعت الفتن، أقبل محمد بن الحنفية وعبد الله بن عبّاس بعد واقعة الحرّة حتى أتيا مكّة فعاذا بها، واعتزلا الفتنة، فدعاهما عبد الله بن الزبير إلى بيعته، فقال له محمد وعبد الله: إنّا لا نبايع إلا من اجتمعت عليه الأمّة، فإذا اجتمعت عليك الأمّة بايعناك وكنّا أمّة من الناس. فأبى عبد الله بن الزبير أن يتركهما حتى يبايعا فأبيا أن يبايعا حتى تجتمع الأمّة عليه بالبيعة، فأخذهما عبد الله فطرحهما في حجرة زمزم، ثم قال: والله لا خرجتما حتى تبايعا فأبيا فحلف لئن لم يبايعا إلى ذلك الأجل ليحرقنهما بالنار، فلما رأى عبد الله بن عباس و محمد بن علي ذلك كتبا إلى المختار بن أبي عبيد يستغيثان به و يخبرانه بالذي قد نكبهما ابن الزبير. [٧٢]
فأرسل المختار مدداً و مالاً فدخلوا المسجد الحرام بغتةً لا علم لأحد بهم ينادون يا لثارات الحسين حتى انتهوا إلى ابن الحنفية و أصحابه قد حسبوا في الحظائر ووكل بهم الحرس يحفظونهم و جمعوا الكثير من الحطب و أعدَّ لإحراقهم فأشعلوا النار في الحطب و أخرجوا ابن الحنفية و أصحابه معه إلى شعب علي بن أبي طالب و اجتمع عليه أربعة آلاف رجل فبايعوه. [٧٣]
هدايا المختار
وقد بعث المختار إلى كل من عبد الله بن عمر صهره على أخته صفية بنت أبي عبيد، وإلى محمد بن الحنفية و عبد الله بن عباس بهدايا فقبلوا ذلك منه. [٧٤]
المختار في مرويات أهل البيت
الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام.في خصوص المختار تتوزع على طائفتين: طائفة منها تذم الرجل وتشير إلى الموقف السلبي منه، في حين نرى الطائفة الثانية تثني عليه وتعده من الرجال المقبولين عند أئمة أهل البيت عليهم السلام. وقد استعرض السيد آية الله أبو القاسم الخوئي الطائفتين مرجحاً الروايات المادحة على الذامة. [٧٥]
الروايات المادحة
روي عن الإمام السجاد عليه السلام أنه قال: جزى الله المختار خيراً. [٧٦]
روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه ولما أتاه أبو الحكم ولد المختار أكرمه وقربه حتى كاد يقعده في حجره. فسأله أبو الحكم عن أبيه وقال: إن الناس قد أكثروا في أبي والقول قولك، فمدحه الإمام وترحم عليه. [٧٧] ومن هنا ذهب المامقاني إلى القول بصحة عقيدة المختار ويقول إن رضا الإمام عليه السلام تابع لرضا الباري تعالى مما يكشف عن صحة معتقد الرجل. [٧٨]
وروي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال عندما أرسل المختار برأس عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد إلى المدينة: إن المختار أدخل السرور على أهل البيت عليهم السلام.png. ثم قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث المختار إلينا برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام. [٧٩]
الروايات الذامة
روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين عليه السلام وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب علي بن الحسين عليه السلام دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإنّي لا أقبل هدايا الكذابين، ولا أقرأ كتبهم. إلاّ أنّ الرواية كما يقول السيد الخوئي ضعيفة الإسناد جداً. [٨٠]
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: كان المختار يكذب على علي بن الحسين عليه السلام. [٨١] وهذه الرواية هي الأخرى ضعيفة السند. [٨٢]
روى الصدوق مرسلاً أن الحسن عليه السلام لما صار في مظلم ساباط، ضربه أحدهم بخنجر مسموم، فعمل فيه الخنجر، فأمر عليه السلام أن يعدل به إلى بطن جريحي، وعليها عمّ المختار بن أبي عبيدة مسعود بن قيلة، فقال المختار لعمّه: تعال حتى نأخذ الحسن عليه السلام ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق. [٨٣] وقد ناقش السيد الخوئي الرواية بقوله:
وهذه الرواية لإرسالها غير قابلة للاعتماد عليها، على أنّها لو صحت لأمكن أن يقال: إنّ طلب المختار هذا لم يكن طلباً جدياً وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي عمّه، فإن علم أن عمّه يريد ذلك لقام باستخلاص الحسن عليه السلام، فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن عليه السلام. [٨٤] وقد ذهب السيد محسن الأمين إلى نفس التبرير وأنّ المختار إنما أراد اختبار موقف عمّه في هذه القضية. [٨٥]
وجاء في رواية أخرى نقلها الشيخ في تهذيب الأحكام أنّ المختار من أصحاب النار، ولكنه يخرج منها بشفاعة الإمام الحسين عليه السلام. [٨٦] إلا أنّ الرواية ضعيفة عند علماء الرجال. [٨٧]
المختار عند علماء الإمامية
ذهب أكثر علماء الإمامية إلى القول بأن المختار كان سليم الطريقة مشكور الموقف والعمل، نعم ورد عن بعض الأعلام منهم التوقف في حقه كالعلامة المجلسي. ومن تلك المواقف:
المختار عند ابن نما الحلي
قال ابن نما الحلي في حق المختار:
به خبت نار وجد سيد المرسلين و قرة عين زين العابدين و ما زال السلف يتباعدون عن زيارته و يتقاعدون عن إظهار فضيلته تباعد الضب عن الماء و الفراقد من الحصباء و نسبوه إلى القول بإمامة محمد بن الحنفية ورفضوا قبره وجعلوا قربهم إلى الله هجره مع قربه وإن قبته لكل من خرج من باب مسلم بن عقيل كالنجم اللامع.
واعلم أن كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الأخبار ولا رؤية تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ ولو تدبروا أقوال الأئمة في مدح المختار لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى - جل جلاله - في كتابه المبين ودعاء زين العابدين عليه السلام للمختار دليل واضح وبرهان لائح، على أنّه عنده من المصطفين الأخيار ولو كان على غير الطريقة المشكورة ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ويقول فيه قولاً لا يُستطاب وكان دعاؤه عليه السلام له عبثاً والإمام عليه السلام مُنزَّه عن ذلك.‏ [٨٨]
المختار عند الميرزا محمد الأسترآبادي
قال الأستر آبادي بعد استعراض الكلمات المادحة والذامة للمختار:
والذي يظهر لي ترك سبّه وعدم الاعتماد على روايته والله أعلم بحاله. [٨٩]
المختار في كلمات المامقاني
وصفه المامقاني بكونه إمامي المذهب ومؤمناً بإمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام.png وكانت ثورته وحركته بإذن من الإمام السجاد عليه السلام، وإن لم تثبت وثاقته إلا أن كلمات المدح والثناء عليه تضعه في الحسان. وإن لم يكن للرجل إلا ترحم الإمام الباقر عليه السلام عليه ثلاث مرّات في مجلس واحد لكفاه. [٩٠]
المختار عند العلامة الحلي
بما أن العلامة الحلي خص القسم الأول من كتابه بالإمامية فقط ولم يذكر فيه من غير الإمامية أحداً مهما بلغ من الوثاقة [٩١] ومن هنا نعرف أن إدراج العلامة للمختار ضمن قائمة الرجال الذين ترجم لهم في هذا القسم من كتابه بأنه يذهب إلى القول بكون المختار إمامي المذهب والمعتقد.
المختار في كلمات العلامة المجلسي
قال العلامة المجلسي (ره) بعد استعراض الروايات الكثيرة المتعرّضة للمختار:
إنه وإن لم يكن كاملاً في الإيمان واليقين ولا مأذوناً فيما فعله صريحاً من أئمة الدين، لكن لما جرى على يديه الخيرات الكثيرة وشفي بها صدور قوم مؤمنين كانت عاقبة أمره آئلة إلى النجاة فدخل بذلك تحت قوله سبحانه ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ (سورة التوبة) وأنا في شأنه من المتوقفين وإن كان الأشهر بين أصحابنا أنه من المشكورين. [٩٢]
المختار عند السيد ابن طاووس
السيد ابن طاووس هو الآخر ذهب إلى ترجيح روايات المدح على الروايات الذامة. [٩٣]
موقف السيد الخوئي
ذهب السيد الخوئي إلى القول بأن الظاهر من الروايات أن حركة المختار كانت بإذن خاص من الإمام السجاد عليه السلام. [٩٤]
المختارعند العلامة الأميني
وصفه العلامة الأميني برجل الهدى، الناهض المجاهد والبطل المغوار، المختار بن أبي عبيد الثقفي. ثم قال:
ومن عطف على التاريخ و الحديث وعلم الرجال نظرةً تشفعها بصيرة نفّاذة، علم أنَّ المختار في الطليعة من رجالات الدين و الهدى و الإخلاص، وأنَّ نهضته الكريمة لم تكن إلّا لإقامة العدل باستئصال شأفة الملحدين، و اجتياح جذوم الظلم الأموي، وأنَّه بمنتزح من المذهب الكيساني، وأنَّ كل ما نَبزوهُ من قذائف و طامّات لا مُقيلَ لها من مستوى الحقيقة و الصدق، و لذلك ترحّم عليه الأئمّة الهداة سادتنا، السجّاد و الباقر والصادق عليهم السلام.png و بالغ في الثناء عليه الإمام الباقر عليه السلام، و لم يزل مشكوراً عند أهل البيت عليهم السلام.png هو و أعماله. [٩٥]
المادحون له
فلهاوزن
ذهب فلهاوزن إلى القول بأن المختار هو الرجل الجدير بالثناء اللائق بالمدح، لسبقه في معرفة الواقع الإجتماعي والسياسي الذي كان يعيشه وتشخيصه المشكلة مبكراً وأنه لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه كثيراً وذلك لانفراد العنصر العربي بالإمتيازات والحقوق على المستويين الفردي والإجتماعي. [٩٦]
علي حسني كريوتلي
صاحب كتاب المختار الثقفي قال في حق المختار: كان المختار عادلاً أرسى قواعد حكمه على العدل والمساواة بين الناس. ورغم المشاكل والمعوقات الكثيرة التي كانت تواجهه كان يتصدّى للقضاء وفكّ الخصومات بنفسه. وكان يعمد إلى فكّ الأسرى وإطلاق سراحهم ويعفو عما اقترفوه من جرائم مكتفياً باشتراط عدم الثورة والتحرك ضدّه مرّة أخرى. [٩٧]
المختار في كلمات المخالفين
من المخالفين للمختار ابن الأثير في كتابه أسد الغابة حيث حاول التنقيص منه وذمه بذكر مجموعة من الروايات القادحة فيه [٩٨] حتى وضعوا في ذمته حديثاً على لسان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه: يخرج من ثقيف كذاب ومبير[٩٩]وأوّلت أسماء بنت أبي بكر ذلك بأن الكذاب مختار بن أبي عبيد الثقفي والمبير الحجاج بن يوسف. [١٠٠] ويبدو أنّ أوّل من وصف المختار بالكذب هو الحجاج بن يوسف الثقفي وكان يأمر بلعنه ولعن علي بن أبي طالب عليه السلام. [١٠١] وممن بالغ في ذم المختار المقريزي حينما أدرجه في عداد الخوارج. [١٠٢]
التهم الموجّهة له
الملاحظ أن المختار جعل من الكوفة مركزاً لحكومته فيما كان المروانيّون يحكمون المنطقة الشمالية المتمثلة بالشام و الزبيريون يحكمون المنطقة الجنوبية المتمثلة بمنطقة الحجاز وكان الفريقان يحكمان بعنوان كون كل واحد منهما هو الخليفة الشرعي، ومن هنا كانا ينظران إلى المختار عاصياً لهما ومتمرداً على الحكومة الشرعية، فلا بد من إسقاطه وتشويه صورته بشتّى السبل حتى لو استلزم الأمر وضع الأحاديث الذامّة وإلصاق التهم به. يضاف إلى ذلك أنّ المدارس الدينية والعلماء المخالفين للتشيع على مرّ التاريخ كانوا يرون في الرجل وجهاً منسجماً على أقل التقادير مع التشيع فلابد من التصدي والحركة الجادة بنفس الإتجاه المرواني والزبيري لإسقاطه والتشفي منه. ومن هنا ألصقوا به مجموعة من التهم، منها:
ادعاء النبّوة
نسب ابن خلدون للمختار إدعاء النبوة. [١٠٣] منطلقاً في ذلك بعبارات سجعية صدرت من المختار نفسه هنا أو هناك. [١٠٤] الذريعة الأخرى التي تذرع بها خصوم المختار هي الرسائل المزعوم إرسالها من المختار إلى الأحنف بن قيس والتي جاء فيها \"من المختار بن أبي عبيد إلى الأحنف ومن قبله، أما بعد فويل لربيعة ومضر. وإنّ الأحنف مورد قومه سقر. حين لا يستطيع لهم الصدر. وإنّي لا أملك لكم إلّا ما خطّ في الزبر، وبلغني أنكم تكذّبوني وقد كذّبت الأنبياء مثلي ولست بخير من كثير\". [١٠٥] ولا ريب أن ركاكة الرسالة وضعف مستندها وأنها لم تذكر إلا من قبل الأحنف بن قيس ذي الميول الزبيرية والذي اتخذ من الرسالة وسيلة للتقرب منهم والتشهير بخصمهم كثيراً. [١٠٦]
يضاف إلى ذلك أن المختار- وكما مرّ- إتخذ من الكوفة مركزاً لحكومته ولو كان ذلك الإدعاء صحيحاً لانتشر بين الكوفيين، ولما خفي على الكثير من الموالين لأهل البيت عليهم السلام.png ذلك الزعم الباطل ولأوصلوه إلى الأئمة المعصومين عليهم السلام.png ولظهرت ردة فعلهم في الأحاديث و الروايات.
ومن الشواهد الأخرى الدالة على بطلان تلك التهمة إكراه الزبيريين لمحمد بن الحنفية على إلصاق تهمة الكذب بالمختار بعد مقتله. [١٠٧]
تأسيس فرقة الكيسانية
ذهب البعض إلى القول بأن المختار (المسمى كيسان) هو الذي أسس هذه الفرقة التي عرف أصحابه بها. [١٠٨]وقد تعرض العلامة المامقاني لهذه التهمة لتفنيدها وردها استناداً إلى الكثير من المعطيات والشواهد التاريخية المتوفرة لديه. [١٠٩]
وقال السيد أبو القاسم الخوئي في معرض مناقشته للتهمة:
نسب بعض العامة المختار إلى الكيسانية، وقد استشهد لذلك بما في الكشي من قوله: و المختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، وسموا الكيسانية وهم المختارية، وهذا القول باطل جزماً، فإن محمد ابن الحنفية لم يدع الإمامة لنفسه حتى يدعو المختارُ الناسَ إليه، وقد قتل المختار و محمد ابن الحنفية ما زال حيّاً، وإنما حدثت الكيسانية بعد وفاة محمد ابن الحنفية. وأما أن لقب مختار، هو كيسان فإن صحّ ذلك فمنشؤه ما تقدم في رواية الكشي من قول أمير المؤمنين عليه السلام له مرتين: يا كيس، يا كيس فثني كلمة كيس، وقيل كيسان. [١١٠]
وممن فند تلك التهمة المزعومة العلامة عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير. [١١١]





إبراهيم بن مالك الأشتر

الوفاة قتل في جمادي الثاني سنة 72هـ
المدفن جنوب مدينة دُجيل، على بعد ثمانية فراسخ من سامراء
سبب الشهرة ثار ضد الأمويين ملتحقاً بالمختار للمطالبة بدم الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)
أعمال بارزة أنه كان من أنصار علي بن أبي طالب (عليه السلام) في حرب صفّين، و حارب معاوية

إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي، أبو النعمان (مقتول72 هـ/ 691 م) قائد عربي شهير ثار ضد الأمويين ملتحقاً بالمختار بن أبي عبيد الثقفي للمطالبة بدم الإمام الحسين بن علي عليه السلام.

سيرة حياته

لا تتوفّر عن حياته معلومات قبل التحاقه بالمختار الثقفي سوى ما روي أنه كان من أنصار الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في حرب صفّين، و حارب معاوية [١] مع أبيه مالك الأشتر.

دعوته لنهضة المختار

وكان المختار الذي يدّعي أنه مبعوث محمد بن الحنفية يعد العدة في 66 هـ/ 658 م، للنهوض ضد الأمويين مطالباً بدم شهداء كربلاء، فسعى بعض الشيعة المساندين للمختار في الكوفة إلى دعوة إبراهيم للنهوض لما عرف به من شخصية قوية ووفاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام، فأجابهم إبراهيم على أن يولوه الأمر، ولكن الشيعة أخبروه أن ابن الحنفية عيّن المختار الثقفي قائداً.

شكه في صحة ادعاء المختار

أتى المختار إلى إبراهيم وسلّمه رسالة ادعى أنّ ابن الحنفية قد كتبها له ، وفيها يدعو إبراهيم للنهوض مع المختار ضد الأمويين [٢]. فاستراب إبراهيم أول الأمر في نسبة الكتاب لابن الحنفية بسبب وجود مسألة في الأسلوب الذي كتب به.[٣] [٤] [٥] [٦] ولكن شهد أمثال يزيد بن أنس الأسدي و أحمر بن شُمَيط البجلي وعبد الله بن كامل الشاكري على أن هذا هو كتاب محمد بن الحنفية لإبراهيم [٧] فأجاب الدعوة للنهوض، وبايع المختار. وكان الشعبي مشاركاً في التحاق إبراهيم بنهضة المختار، وروى أكثر المؤرخين هذه الوقعة عنه، وقد شكّ نفسه في صحة الكتاب، فقام بتحقيقات واسعة سمع إثرها كيسان أبو عمرة أحد الذين شهدوا على صحة الرسالة يقول: إن المختار عندهم ثقة فصدّقوا قوله بصدور الرسالة عن محمد بن الحنفية وشهدوا حقاً [٨].

التحاقه بالمختار

اجتمع رأي إبراهيم و المختار على أن يخرجا في الكوفة في النصف من ربيع الأول 66 هــ/ تشرين الأول 685 م، ولكنهما استعدا للنهوض في الخميس بعد النصف من الشهر المذكور لعدم اتخاذ الاستعدادات اللازمة [٩] [١٠]

وكان إبراهيم يتردّد على المختار مما أساء ظن عبدالله بن مطيع أمير الكوفة من قبل عبدالله بن الزبير [١١]. ولمّا وقف على خطة النهوض ، طلب من رئيس شرطة الكوفة إياس بن مضارب أن يبثّ العيون وأرسل أشخاصاً إلى النقاط الحساسة من المدينة لمراقبة الأوضاع.

في يوم الأربعاء أي قبل يوم من الموعد المقرّر توجّه إبراهيم في جماعة عظيمة من أنصاره إلى بيت المختار، فاعترضه إياس بن مضارب ودار بينهما نزاع قتله فيه إبراهيم. ثم ما لبثت النهضة أن بدأت، ودارت حرب بين إبراهيم والمختار الثقفي وأنصارهما في الكوفة من جهة و بين ابن مطيع وراشد بن إياس من جهة أخرى ، قتل فيها راشد وتراجع ابن مطيع إلى القصر، فحاصره إبراهيم فيه، وبعد أيام فرّ ابن مطيع وانضم أنصاره إلى المختار.

دوره في نهضة المختار

استقرّ المختار بعد هذه الحرب في الكوفة، وبادر إلى الاستيلاء على سائر مدن العراق لمقاتلة الأمويين وقتلة الحسين بن علي عليه السلام. حينما ولّى المختار إبراهيم بن مالك الأشتر إمارة الموصل، ووجّهه لقتال عبيدالله بن زياد الذي سيّره عبدالملك بن مروان إلى العراق (ذي الحجة 66 هـ/ تموز 686 م، تمرّد بعض أهل الكوفة على المختار متّهمين إيّاه بأنه كاهن، فبادر المختار إلى استدعاء إبراهيم [١٢] وهذا يدلّ بوضوح على دور إبراهيم المهم في نهضة المختار، واعتماده عليه، فسارع إبراهيم إلى العودة من المدائن، واستطاع بمعية المختار أن يقضي على التمرّد بعد سلسلة من المعارك في جبّانة السبيع ومناطق أخرى.[١٣]

قتل عبيدالله بن زياد

بعد هذه الواقعة وفي 6 أو 8 من ذي الحجة [١٤] وفي رواية في 21 من ذلك الشهر [١٥] خرج إبراهيم من الكوفة لقتال ابن زياد مع رجال يبلغ عددهم من ثمانية آلاف إلى عشرين ألف رجل، جلّهم أبناء الفرس، ويُسمّون الحمراء [١٦] [١٧] [١٨]

دارت الحرب بينهما في 10 محرم 67/6 آب 686 م، على شاطئ خازر قرب الزاب على مسافة 5 فراسخ من الموصل. ويذكر البلاذري أن ميسرة إبراهيم انهزمت في بداية الحرب، وربّما كان هذا بسبب شيوع خبر مقتل ابن الأشتر ومغادرة المختار للكوفة [١٩]، ولكن أنصار إبراهيم ردّوا جيش ابن زياد وهزموه هزيمة نكراء، وقتل إبراهيم في هذه الحرب عبيدالله بن زياد وعدداً من قتلة الحسين بن علي عليه السلام منهم الحُصين بن نُمير وشُرحبيل بن ذي كلاع [٢٠] [٢١] [٢٢]، وقيل أحرقت أجسادهم [٢٣]

قتل المختار

توجّه إبراهيم بعد هذا النصر إلى الموصل، وبعث عدداً من أنصاره منهم أخوه لأمه عبدالرحمن لاحتلال وتولي مدن نصيبين وحرّان والرّها وسُمَيساط وسنجار [٢٤] [٢٥] [٢٦] ومازال إبراهيم في الموصل حتى هاجم مصعب بن الزبير الكوفة بدعوة من متمرّديها الذين نجوا من هجمات إبراهيم بن الأشتر والمختار، وقتل الأخير في الحرب الذي دارت بينهما (رمضان 67 هـ/ نيسان 687 م).

إجابة دعوة آل زبير

ثم دُعي إبراهيم إلى طاعة عبدالله بن الزبير [٢٧] ويروي ابن الأثير أن عبدالملك بن مروان دعاه إلى طاعته أيضاً ولكن إبراهيم خشي الإلتحاق بعبدالملك لقتله عبيدالله بن زياد وعدد من أشراف الشام في حربه مع الأمويين، وأجاب دعوة مصعب [٢٨]، فاسترد منه مصعب حكم الموصل والجزيرة و آذربيجان وأرمينية، ووجّهه لقتال الأزارقة، واستخلف عليها المهلّب بن أبي صُفرة، ثم مالبث أن عزل المهلّب وأمره بقتال الأزارقة، وأعاد إبراهيم إليها [٢٩] [٣٠]. ويبدو أن إبراهيم بقي في حكمه هذا إلى أن قدم عبدالملك بن مروان إلى العراق، فتصدّى له مصعب بن الزبير، و جعل إبراهيم قائداً لجيشه، فسار إلى باجُمَيري قرب أوانا.

دوره في معركة مصعب وعبدالملك بن مروان

أرسل عبدالملك بن مروان كتباً إلى أمراء الكوفة والبصرة يرغبهم فيها، ومنها كتاب أرسله إلى إبراهيم، جعل له فيه ولاية العراقين، ووعده في رواية أخرى بإقطاعه أراضي شاطئ الفرات [٣١] [٣٢] لم يكتف إبراهيم بدفع كتابه إلى مصعب ورفض دعوة عبدالملك، بل حذّر مصعباً من أن يكون عبدالملك قد رغّب سائر أمراء العراق بمثل هذه الوعود. وطلب منه أن يحبسهم أو ينفيهم إلى مكة [٣٣] غير أن مصعباً أبى ذلك، وسار نحو عبدالملك ونزل بدير الجاثليق في مسكٍن.

قتل إبراهيم بن مالك

دارت معركة بين إبراهيم و محمد بن مروان قبل يوم واحد من المعركة الأصلية التي وقعت بين عبدالملك و مصعب. ورغم ما أبدى ابن الأشتر فيها من شجاعة فائقة فقد هزم وقتل لخيانة عَتّاب بن الورقاء التميمي الذي تراجع على مواطأة كما يبدو مع عبدالملك [٣٤] [٣٥] وعندئذٍ قتل مولى لبني عذرة يقال له عبيد بن ميسرة ابنَ الأشتر واحتزّ رأسه وأحرق جثّته وهو موالي حُصين بن نمير الذي قتله إبراهيم في حرب خازر[٣٦].

تاريخ قتله

وقد اختلف المؤرخون في تاريخ قتل إبراهيم. فرغم أنّ ابن الأثير [٣٧] والطبري [٣٨] ذكرا بناءً على إحدى الروايات عام 71 هـ/ 690 م، إلا أن أكثر المؤرخين، يرون أنّه كان 72هـ/ 691 م[٣٩] [٤٠] [٤١] وأن التاريخ الدقيق لهذه الواقعة كان على الأرجح في جمادي الثانية/ تشرين الثاني من تلك السنة [٤٢]

قصائد في رثاءه

وقد نظم عدد من الشعراء قصائد في رثاء إبراهيم بعد قتله [٤٣]، ونسب له أبو الفرج أبياتاً [٤٤] ويذكر ابن الحجر العسقلاني عن ابن حيّان أنه كان راوية ثقة ، روي عن أبيه وعمر، وروي عنه آخرون مثل ابنه مالك ومجاهد. [٤٥]

مدفنه

يقع قبره جنوب مدينة دُجيل وتعرف بالإبراهيمية نسبة له ، على بعد ثمانية فراسخ من سامراء وعلى الشارع القديم بين سامراء و بغداد.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع