منذ نجاحه - غير المفاجئ - في الانتخابات البلدية الأخيرة في آب الماضي وحتى الليلة الماضية وأنا أتابع أخبار عماد المومني رئيس بلدية الزرقاء (من بعيد) مستغربا" هذا الكم الهائل من عمليات الهجوم المنسقة عليه شخصيا" وعلى البلدية عموما" ومستغربا" أكثر قدرة المومني الغريبة على (عدم الرد) تجاه الكثير من الاتهامات والاستفزازات..
بل وحتى الكثير من عمليات التشويه والاغتيال المعنوي لشخصية عماد المومني.. فالمتابع للكم الهائل من الشكاوى والاتهامات والقضايا المطروحة يظن أن بلدية الزرقاء –قبل وصول المجلس الحالي- كانت مدينة أفلاطون الفاضلة أو قطعة من جنان عدن ولا يعلم أن المومني ورث كما" هائلا" من المشاكل العالقة والقضايا الشائكة تحتاج إلى سنوات لحلها!
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن المجلس البلدي الحالي أو تعداد محاسنه فكل منا يصيب ويخطئ؛ ولكننا هنا نحاول أن نستشعر سبب هذا الهجوم الكاسح من كل الاتجاهات على بلدية الزرقاء بشكل عام وعلى رئيسها بشكل خاص.. وكأن البلاد لم يعد فيها ما يكتب عنه سوى مشاكل بلدية الزرقاء.. فمن قضية ترخيص صالة الأفراح مرورا" بقضايا (البسطات) العشوائية وليس انتهاء" بقضايا النظافة؛ نجد أن هناك حملة مقصودة لتشويه أي إنجاز وتحويله إلى جريمة..
بل وصل الأمر بالبعض إلى تحميل البلدية مسؤولية قضايا تخص جهات أخرى في المحافظة ولا علاقة للبلدية بها لا من قريب أو بعيد.. حتى بت لا أستغرب أن يكون عماد المومني هو المسؤول عن خسارة المنتخب الأردني أمام الأوروغواي بالخمسة وعن تهديد حيوان الباندا والحوت الأبيض بالانقراض!
صديقي عماد المومني.. المهندس الشاب ذو السنوات الاثنتين والخمسين إنسان كباقي البشر يصيب ويخطئ.. يغضب ويهدأ.. وليس من حقنا أن نطالبه بالقداسة أو نتهمه بما ليس فيه لمجرد اختلافنا معه أو تعارض المصلحة العامة – التي يمثلها - مع مصالحنا الخاصة الضيقة؛ وقبل أن تكيلوا له الاتهامات انظروا إلى ما أنجز وإلى حال الزرقاء قبله وحالها معه.. حاكموا ضمائركم قبل أن تحاكموه..
وقيموا إنجازاته أو أخطاءه دون أن تقيموه.. فإن حدث ونسي أن يدعوا أحدنا إلى احتفال أو لم يكن قادرا" على استقبالنا في وقت ما أو لم ينفذ لنا مطلبا" فهذا لا يعني أن نحوله إلى عدو في لمحة بصر..
لا أطالبكم بالتغاضي عن الخطأ أو بالسكوت عن التقصير.. لكن اتقوا الله فيما تكتبون وتصرحون.. وقبل أن يبادر أحد ما بضمني إلى قائمة الأعداء أقسم لكم بالله أنني - ورغم صداقتي للمهندس عماد المومني والممتدة لسنين - لم أدخل مكتبه بالبلدية حتى اللحظة..
ولست أكتب طمعا" في مغنم أو خوفا" من خسارة.. وما دفعني للكتابة عن المومني هو ذلك (السعار) الذي أراه يتزايد يوميا" وتلك الحرب العبثية التي يشنها البعض ضده وحرصي على الزرقاء وعلى منحه فرصة كافية للعمل قبل المبادرة لرمي الطوب والحجارة.. عماد المومني.. المناضل العتيق والسياسي المحنك والرجل النظيف والصديق الطيب..
بإجماع الآراء هو نفس الشخص الذي عرفته وعرفتموه طوال سنين.. ما زال هو ولم يتغير.. وقبل أن تنظروا إليه كهدف مناسب للاصطياد.. امنحوه الفرصة ليجعل الزرقاء أجمل وقبل ذلك انظروا لأنفسكم وحاسبوها قبل أن تحاسبوه.. وللحديث بقية!