بعد فترة سبات طويلة للحراك أو محاولات للخروج بشيء مشترك ما بين إسلامي الوطن " ؟ " وحراك الوطن كانت النتيجة بوصلة تائهة لاتجد لها أقطاب كي تستقر على إحداها ، ورغم التصريحات المجتمعية وليس السياسية من قبل قادة الإخوان بقيت بقيت ساحة الحراك للجنوب فقط وهو حراك له صفة الاستمرارية والبقاء وتوحد الخطاب نتيجة للبعد الجغرافي ما بين الإصلاح وبين الجنوب ويرافقه البعد السياسي ، وأظهرت الحكومة للمرة الألف فشلها كحكومة أردنية في فهم معادلة الجنوب الأردني وإن مارست دورها المسرحي في جولاتها الجماعية للجنوب والجلوس في قاعات عامة حضرها أزلام من يتولون قيادة غرفة التخدير الحكومي في الجنوب ، والنتيجة شارع جنوبي فصل فصلا تاما عن القرار السياسي الحكومي لأن هذا القرار إكتفى من جولاته بخطط ولجان وبقية كلاشيهات الساسة وأزلامهم في الجنوب .
ويقال أن الطفيلة والكرك يتصدران مشهد الحراك كل يوم جمعة وبمطالبات متكررة أصبحت تمثل كلاشيهات في واقع حياة المواطن الجنوبي ، مكافحة الفاسد والبحث عن مفاهيم جديدة للأمن والأمان كخروج من فزاعة الدولة الأردنية " أمن وأمان " التي أصرت على تكرارها في كل خطاب موجه لهذا الحراك وبقناعة كاملة لدى تلك الدولة ورجالها من سياسين وأمنيين أن الأمن يطغي على أية مطالب أخرى وأحيانا قد يغطي على لقمة الخبز ، وهي بذلك تقوم بإعادة كتابة التاريخ بكل أخطاءه لأنها لم تتمكن من قراءته بالشكل الصحيح وإكتفت بقلب المعادلة على أمل أن تتحقق لها نتائج تؤدي إلى إبقاء الهاجس الأمني هو الوحيد المسيطر على فكر هذا الحراك الذي وحده فقط يعلم أن الأمن ليس مطلبا رئيسيا لأنه يعشق وطنه وتعلم من تجارب غيره من شعوب الربيع العربي .
وينتقل المشهد الحراكي لبعض مدن الوطن من باب الاعلان عن الوجود فقط دون اية محاولة للخروج بنهج موحد يحقق اجماع عام حول بقاء أو عدم بقاء الحكومة التي ألقت بكل أخطائها على عاتق الشارع كي يتحمل وحده مهمة البقاء واقفا " منتصب القامة " وهي تعلم علم اليقين أن الوقوف أمام الإعصار " الفساد " لايمكن لأنها كحكومة تقر دائما أن هذا الإعصار أكبر من حجمها وأصبح إعصار متكرر الحدوث وصعب السيطرة عليه وكل محاولاتها للخروج منه سالمة عبر الكثير من الوسائل " نزاهة وطنية " و" هيئة مكافحة فساد " وبقية مسلتزمات الدعاية للشفافية كانت نتيجها تراجع رقم الوطن في مؤشر الفساد العالمي الجديد ثلاثة درجات .
وبين معركة الإصرار على " الأمن والأمان " ومعركة "الفساد" تصر الحكومة على إبقاء اللعب لديها في الساحة الخلفية للوطن ممثلة بمجلس الأمة الذي أعطى المساحة الضرورية للحكومة بأن تلعب كما تشاء وتسجل لنفسها الأهداف في مرمى الوطن وإن كان على حساب حقيقة ثابته هنا هي أن البقاء دائما للأصلح وهو الشعب وليس أية حكومة أو مجلس نيبابي أو أعيان ، وما يدور في واجهة الملعب الشعبي من حراك وبقية مظاهر المطالبات مجرد لعب يتم على شاشات الاعلام والهدف منه فقط الإبقاء على الواجهة الديموقراطية للدولة والحكومة تعمل في زمن الربيع العربي وهم يلعبون في الساحة الخلفية للوطن ويسجلون أهدفهم دون حراس مرمة