اعتقد بأن الصحفي المخضرم عبد الباري عطوان قد نسي أو تناسى بأن المملكة الأردنية الهاشمية بلد ذات سيادة ، وبأن قرارتها تتخذ من البيت الأردني الواحد وبأن أهل مكة أدرى بشعابها ، وليست بحاجة إلى من يُنظر عليها من خارج الساحة الأردنية وبأن القادة الأردنيون لا ينظرون إلى الأمور بأقليمية أو من زويا ضيقة وغير واضحة.
ربما أن السيد عبد الباري نسي أيضاً أو تناسى بأن الأردنين على مختلف منابتهم وأصولهم يعيشون هماً واحداً مشتركاً في تحديد المصير وبأن هذه اللحمة وهذا النسيج الواحد قد حقق ما لم يستطيع تحقيقه الكثير من دول الجوار العربي ، ونحن الأن في أشد المراحل الراهنة بحاجة إلى المزيد من التماسك والوحدة ولم الشمل وتوحيد الصفوف بدلاً من النعرات الملوثة والتي تستهدف شرخ هذا النسيج .
بيد أن حقوقنا على الأراضي الأردنية واحدة غير مجزوئة أو منقوصة من كلا الطرفين ، ولكن من حق قائد أي فريق تشكيل الفريق والخطط المناسبة لفريقة كما يريد لا كما يريد الغير ، كما أعتقد بأن مناخ الحريات سقفها مفتوح للجميع وهنالك من يتابع ويحلل ويفلتر ، واجه الأردن العديد من العواصف العاتية إلا أنه تجاوزها بالحكمة والإرادة ، وبتماسك النسيج الوطني المشترك بل إن الأردنيين والفلسطنيين قد تقاسموا لقمة العيش وجميعهم يحملون الرقم الوطني الأردني الواحد.
فلماذا نرى ما بين الفينة والأخرى من يحاول تعكير الصفو الأردني ، بل يحاول زرع الفتنة والتهديد بما يجري في سوريا والعراق ومصر وغيرها من البلدان العربية ، وقد راهن الكثير على الأردن ليس فقط على زمن ما يسمى الربيع العربي بل منذ تأسيس الأمارة ، ولكن لم يعلم المراهنوان بأن التركيبة الأردنية تختلف تماماً عن ما جرى وما يجري ليس لشيء ، إنما لأننا نحب الأردن ونثق بقيادته قد نختلف في بعض الأمور وقد نتفق في بعضها ولكن الخلاف لا يفسد للود قضة، كما أعتقد على كل كاتب مهما علا شأنه أو انحدر أن يتقي الله وأن يحسب الله في كل كلمة يكتبها من شأنها أن تستغل المساحات أو الفرغات الفكرية للقراء .
إن تحليلي المنطقي والفكري لمقالة الكاتب عبد الباري عطوان ( الأردن على حافة ثلاثة براكين وسياسة الاقصاء ليست الحل) بأنه تدخل مباشر من هدفه خلق توترات وتشويش على اللحمة الوطنية التي عاشها الشعبين منذ عشرات السنين ، وبأن النسيج الوطني الأردني المتشابك من العسير على أياً من كان التدخل فيه ، كما أعتقد بأن مصطلح الاقصاء هو كبير جداً ، فبالمفهوم العام تعني كلمة الاقصاء التهميش ، ولا أعتقد أبداً بأن أي فرد كان من يكون سيهمش أو مهمش في أردن الخير والعطاء ، ولكنها مسألة تقديم أو تأخير حسب معطيات الأمور ، بالنتيجة أو المحصلة هذا قرار أردني نابع من الإرادة الأردنية وخاص جداً في استراتيجتها الفكرية والقومية لن نسمح بتدخل فيه من خارج الأردن وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ).
Abosaif_68@yahoo.com