أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
انقلاب شاحنة على طريق اربد الزرقاء. جنايات إربد تعلن "عدم مسؤولية" حدث عن الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي إسرائيل: واشنطن ستوقف تمويل الأمم المتحدة إذا منحت فلسطين العضوية الكاملة. الخصاونة لصندوق النقد: ركزنا برؤية التحديث على تحقيق معدلات نمو اقتصادي مستدام أردني يطعن آخر بسبب (دخولية ملاهي) .. والمحكمة تقول كلمتها يديعوت: مصر أغلقت معبر رفح بالإسمنت ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات مستوطنون متطرفون يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال 690 طن خضار وفواكه وردت للسوق المركزي في اربد الوزير والمحافظ السابق زياد فريز رئيسا لمجلس استثمار أموال الضمان الاجتماعي الأمن يوضح تفاصيل تسجيل صوتي متداول بالاردن. رداً على توغلها .. كتائب القسام تقصف قوات الاحتلال شرق رفح بالاسماء .. بلدية الزرقاء تطالب مواطنين بدفع أموال شاحن سيارة كهربائية يتسبب بحريق واصابة 3 أشخاص في العاصمة عمان الحكومة : لا مبرر لارتفاع سعر الدجاج 10 اصابات بحوادث مختلفة على طرق خارجية الاحتلال يزعم عثوره على أنفاق للمقاومة في معبر رفح روسيا تشهد الثلاثاء مراسم تنصيب بوتين رئيسا للبلاد ارتفاع أسـعار النفط عالميـا تحقيق فلسطيني بسرقة 70 مليون دولار من البنوك في غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة 127 ألف حرّاث في الكورة ويزيد

127 ألف حرّاث في الكورة ويزيد

28-10-2013 10:20 AM

هو عدد سكان لواء الكورة الذي يمتعض قاطنوه من سياسات التهميش وإشاحة النظر تجاهه من الحكومات المتعاقبة. هذا الخزّان البشري النّقيّ الذي لم يتلوّث بأي ميكروبات أو جراثيم من جراثيم الفساد الذي استشرى في أركان هذا البلد الطّاهر، لم يجد لحرّاث منهم متّسعًا في مجلس الأعيان الأخير. ففي الوقت الذي تأكل فيه الديدان ثمار هذا البلد، وتثير في أزهاره خرابًا وتلفًا، يحرص حرّاثو هذا اللواء على البذار والغرس المبارك في مرتفعات برقش وسهول ارخيم وأبو القين. وفي الوقت الذي يتكرّش فيه ذوو البطون الجرباء من خير هذا البلد سحتًا وحرامًا، يروي أبناء الكورة تينهم وزيتونهم بحبات العرق من جباههم السُّمْر التي لفحها شمس الشّفا.

في نظر حكوماتنا، أبناء هذا اللواء لا يصلح أن يكون أيٌّ منهم سفيرًا أو وزيرًا أو محافظًا، بل ولا حتى أمينًا عامًّا لإحدى الوزارات؛ لا سياديّة ولا خدميّة. في نظرهم، ينحصر دور اللواء في ذكره عند التّعداد السّكّاني للأردن ليس إلّا. في نظرهم، يتجمدّ دور أبنائه في الخدمة العسكرية التي نتشرف بها أبًا عن جدّ، وفي التعليم وباقي الوظائف الوسطى فقط، ولا يصلحون لخدمة بلدهم في باقي المناصب الأخرى التي اقتصرت على السلالات والمحاسيب والأصهار. وظلّت فيها هذه المناصب ضمن دائرة مغلقة على هذه الفئة بحيث ينتقل فيها السفير إلى وزير ومن ثَمَّ يعود عينًا أو دولة فلان. وإن وصل إلى أرذل العمر، فإنّه يسلّم الرّاية إلى ابنه فحفيده وهلمّ جرّا. ويبقى جبرٌ ابن أبي جبرٍ قابعًا في زاويته حتى لو ناء كاهله بما يحمل من شهادات وكفايات تعليمية وخبرات.

مَنْ لم يُمَثَّلُ في مجلس الأعيان من أحزاب لهم بَواكٍ وباكيات، أما الكورة فلا بواكٍ له. فنحن في اللواء لم نعتد البكاء ولا النّواح ولا اللطم، بل اعتدنا الكدّ والعمل بصرف النّظر عن قِصَرِ نظر غيرنا. لبس السّرسريّة الجّوخ، والحرامية الحرير، الذي لا يستر لهم عورة، في حين ارتدينا مثل غيرنا من أشراف الأردن ثياب الولاء والانتماء والحشمة. وسنبقى بعون الله تعالى على مبادئنا هذه حتى لو عضضنا على الصَّوَّان والقِرِطْيان.

قد يقول قائل أنّ هذه النّظرة المناطقية ضيّقة، ولا تتناسب مع المجتمع المدني الحديث الذي نسعى إلى تحقيقه في الأردن. وفي هذا القول كثيرٌ من الصّحّة والمصداقية، كي نتخلص من الشللية والمحسوبية وووإلخ.ولكن، أيعقل عدم وجود شخص واحد يصلح أن يكون عينًا أو محافظًا أو سفيرًا مثلًا في لواء عدد سكانه مئة وسبعة وعشرون ألفًا وأكثر. فهذا اللواء في المملكة الأردنية الهاشمية وليس في الصّومال ولا جيبوتي ولا جزر القمر. نعم النّظرة المناطقية ضيقة، ولكني أتحدث عن لواء مساحته أكثر من مئتي كيلومتر، ويضمّ بين جنباته نحو اثنتين وعشرين بلدة وقرية.

إنّ سياساتِ التّهميش التي تنتهجها الحكومات في جيوب الوطن النّظيفة من الرّجس سياساتٌ قاصرةٌ على المدى القريب منه والبعيد؛ فهذه السياسات المتعثرة هي التي تولّد الإحباط، وتفرّخ العنف، وتنسل الانحراف والتّعصب الأعمى في نفوس المواطنين الذين إن فقدوا العدالة في المؤسسات الرّسمية التي نأتمنها على مستقبلنا فإنهم سيبحثون عنها بطرق ملتوية، وسيرتمون في أحضان التّطرّف أيًّا كان نوعه.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع