كتب : فيصل ملكاوي - لم يشكل الفشل الكبير الذي مني به مهرجان جماعة الاخوان في منطقة طبربور امس مفاجاة للراي العام الاردني ولا القوى السياسية المختلفة بل كان متوقعا بكل الاحوال لان الاجندة الاخوانية انكشفت تماما وانهارت روافعها وسقطت شعاراتها امام الشعوب في الاردن وفي مختلف انحاء الوطن العربي.
الصدمة كانت للمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد واتباعه من القيادات التي الحقت اكبر الاذى في تاريخ جماعة الاخوان في الاردن اذ ان المراقب العام والاتباع وهم قلة وفي حالة انحسار شديد لا زالوا يعيشون في حالة انكار بان مشروع التنظيم الدولي واذرعه الذي بدا مع بداية الربيع العربي انهار تماما حتى ان رعاته الخارجيين اداروا ظهرهم له تماما كما انهم لم يعودوا يعولون على قيادات التنظيم وافرعه حتى «كادوات « يمكن استخدامها في أي اجندة او برنامج .
جماعة الاخوان في الاردن لا تاخذ أية عبرة من كل هذه الحقائق ولا تحاول اجراء أي وقفة مراجعة بعد تكرار حصاد الفشل حتى في مسيراتها ومهرجاناتها بل تصر على التحدث بذات الخطاب المأزوم وخلط الاوراق والدخول في ازمة تلو اخرى مرة داخلية وثانية مع الراي العام وثالثة مع القوى السياسية المختلفة وكل هذه الفئات التي تشكل قوى المجتمع الساحقة سئمت الاخوان واجندتهم وشعاراتهم الزائفة والبعيدة عن الواقع كل البعد.
مرة ثانية قدمت قيادات الجماعة في مهرجانها امس موضوع رابعة العدوية على قضية العرب والمسلمين الاولى القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها وخصوصا المسجد الاقصى المبارك حتى ان القلة التي حضرت المهرجان سارعت بالمغادرة مستنكرة ما جرى على انه حالة من اسوأ انواع التضليل والمتاجرة بالشعار لمجرد الاستعراض والظهور في المشهد مجددا دون جدوى.
لم يتوقع أي مراقب او عربي ومسلم ان تمارس قيادة جماعة الاخوان المسلمين كل هذا الزيف والتضليل المكشوف بان تدعو لمهرجان لنصرة القدس ومقدساتها وخصوصا المسجد الاقصى المبارك واذا به مهرجان لنصرة رابعة العدوية وجماعة الاخوان في مصر التي اقترفت كافة انواع الفشل قبل ان تقترف كافة انواع الاجرام بحق مصر وشعبها ومؤسساتها
لكن من الواضح ان كل هذا التضليل بات مستقرا في ذهنية ووعي المواطن ومختلف شرائح المجتمع فكان الاستنكاف الكامل والفشل الكبير « لمهرجان قيادات الجماعة « لانه بالكاد حضر المهرجان تلك القيادات والاتباع المجلوبين تحت تهديد محاكم المراقب العام التنظيمية وماله السياسي وفي المقابل موجة الرسائل الواضحة من الكثير من قيادات وقواعد الجماعة الرافضة «للمجموعة» التي تسيطر على مقاليدها واوصلتها الى هذا المستوى من الازمة والفشل اللامحدودين.
بات الراي العام الاردني بكافة شرائحة وقواه يدرك تماما حجم الافلاس الذي وصلت اليه « قيادة الجماعة « كما يدرك اكثر من ذلك سوداوية الاجندة التي لا تتزال تتمسك بها رغم انهيارها في كل مكان، اذ لن تجدي المحاولات البائسة التي تعتمد التضليل المكشوف من جلب الانصار والمؤيدين، وهي القضية التي خسرتها الجماعة منذ تاسيسها في احضان الاستعمار الاجنبي وقت كان ذات الاستعمار يعلق اعواد المشانق للعرب واحرارهم في معارك نيل استقلالهم.