إن شعبك الأردني المناضل الذي عاش مراحل الحياة الأردنية بكل تفاصيلها ودقائق مراحلها الحرجة ، يعيش اليوم في ضنك شديد جراء الفساد المتفشي في أجهزة الدولة ، والسياسات الحكومية التي أثقلت كاهل المواطن الأردني البسيط بتحميله ما لايطيق من أعباء مالية جسمية استنزفت مرتباتنا الشهرية من خلال فرض جباية الضرائب المالية ورفع جميع السلع الأساسية التي تزامنت مع رفع المشتقات النفطية .
إننا نعيش اليوم غرباء في وطن تربينا به وحملناه على أكتافنا وعاش فينا كنسيج الروح للقلب، وطناً تعلمنا منه الجِد والجلد والكبرياء وايثار النفس على الذات، والحُلم عند الغضب، حتى أصبحنا أنصاراً ومهاجرين نتقاسم لقمة العيش وشربة الماء.......
إن مستقبل الأردن مهدد بشكل عام بسبب تزايد وانتشار الفقر، وكان شبح الفساد جزاءً كبيراً منه لم تستطيع الحكومات المتعاقبة على حله أو تشخيصه، مما كان السبب الرئيس في إزدياد الهوة بين الأغنياء والفقراء؛ مما آدى إلى زوال أحلام الشعب الأردني في الوصول إلى مستوى إنساني أفضل، تتوافر فيه الحياة الكريمة للأفراد.
خاصة فيما يتعلق منها بالاحتياجات الأساسية، مثل: التعليم والصحة، والمأكل والمشرب، وتؤثر اختفاء إمكانية تحقيق أمل الأردنين في التنمية، وصعوبة كفالة الحاجات الضرورية للأفراد بشكل مباشر .
ها هو قد أقبل عيد الأضحى المبارك ولا نعرف ماذا سنجيب أطفالنا عندما ينظرون إلى فرحة العيد التي لا تكتمل إلا بشراء الملابس الجديدة وإن معظم الشعب الأردني مثقل بديون والهموم والغلاء الفاحش، فماذا نجيبهم يا أبا الأردنيين هل نعدهم بالمكرمة الملكية قبل العيد ونفرحهم ؟؟؟
إن التصدي لمشكلة الفقر يا جلالة الملك تحتاج لرؤية مستقبلية واسعة مصحوبة بعمل دؤوب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية،والسياسية،والثقافية والتي عجزت حكومة الدكتور عبد الله النسور عن تحقيقها أو تحقيق جزء منها ملموس على أرض الواقع بل كانت النتائج عكسية تماماً فقد زادتنا فقراً وقهراً.