يقال في زمن الحروب يتم التلاعب الأشخاص كما يتم التلاعب بورق الشده ، ويتم الاستغناء حتى عن الجوكر في لحظة ما من زمن اللعبة " الحرب " وقد يندهش المتفرج لأول مرة من إستغناء أحد الاعبين عن " الجوكر " لأنه يسمع دائما أن الجوكر هو اساس اللعبة ويبدأ بالسؤال لماذا حرق " الجوكر " الأن .
إن الوضع السابق يشابه إلى حد كبير علاقة الحكومة الأردنية مع السلفيين منذ بدء الثورة السورية ، ففي البداية كانت الحكومة عندما تقبض على متسللين تقوم بحبسهم للتجقيق لمدة أيام ومن ثم تخرجهم ، وعندما يسشتهد أحد أعضاء هذه التار في سوريا كانت الحكومة تغض الطرف عن حجم الاحتفال الذي يقيمه أعضاء التيار السلفي في الأردن وتكتفي بالتعليق أنهم يوزعون الكنافة النابلسية ، وعندما كان التيار يعلن أن له في سوريا أكثر من عشرين عنصر يقاتلون مع الثورة كانت الحكومة لاتعلق بل تمارس الصمت وتراقب .
واليوم ونتيجة لتغير موازين السياسة وليس موازين القوى في الساحة السورية أصبح من يمسك متسلل يتم الحكم عليه بالسجن لسنوات ، وعندما يقتل أحدهم هناك يتم التشويش على خبر مقتله من باب عدم وضوح القصة ، وهي بكل بساطة أن أعضاء التيار السلفي هم الجوكر في اللعبة الأردنية السورية الخليجية الأمريكية وخصوصا بعد أن تعددت جواكر الحركات الاسلامية بالساحة السورية ولم تقتصر على الأردنيين بل أصبح هناك " جوكر " أوروبي وأمريكي وعربي مغربي ، وفي نفس الوقت أصبح للنظام السوري والايراني جواكر كثيرة يلقون بها على طاولة اللعبة إما للربح أو للخروج من اللعبة بأقل الخسائر الممكنة وإن كانت الضرورة تجبرهم على حرق " الجوكر .
والسؤال هنا هل يفهم التيار السلفي قواعد اللعبة سواء لعبة " الشدة " أو لعبة " الحرب " ؟ ، وفي لقاء أخير لمجموعة من رجال الدين المسلمين في مصر تبجح الكثير منهم وطالبوا بالجهاد في سوريا وبعضهم أعلن عن تشكيل أولوية قتالية جهادية " جواكر " من أجل أن يصبح طرفا في هذه اللعبة التي يرفض جميع من كان مشارك في مؤتمر مصر أو غيرها أن يرسل أحد أبنائه ليصبح " جوكر " العبة التي يلقى به " محروقا " في أرض الشام .
والسؤال الأخير لمن يلعب دور الجوكر وبكل طيب خاطر من سيحاسبه على من قتل في ساحة الشام من بقية أوراق الشده ؟ .