لا مخرج ولا خلاص من واقع الضعف والدوران العربي في الحلقات المطبقة بالشلل والسلبية سوى الوحدة والتوحد في وجه الأخطار الخارجية أولا المتمثلة بالمشروع الاستعماري الصهيوني وعلاقاته الدولية.
والأخطار الداخلية ثانياً المتمثلة بالتجزئة السياسية والجهل والتخلف الاجتماعي الاقتصادي القائمين والمتحكمين بكل بواعث التقدم والنهوض في سائر مناحي الحياة العربية.
مقولتين متكررتين في كل حديث عن واقع الحال العربي وحاضرتين في كل بحث او نقاش حول هذا الواقع.
لذلك لابد من الخروج عن عرض الحال الذي يعرفه الجميع والدخول فوراً في نقاش النتائج المرعبة لهذا الحال .
1-من يريد الإنتصار على المشروع الاستعماري الصهيوني بقوة الأمة وارداتها الموحدة. عليه أن يبني جيشاً عربيا وطنيا واحدا.ينتمي لأمته وليس لكراسي قادتها وحكامها جيشا يقدس التضحية والشهادة دفاعاً عن التراب العربي الطهور تقوم عقيدته القتالية على إعتبار الوطن العربي بكل مقوماته المادية والروحية وكل شعوبه واقطاره وكل ثرواته النفطية والطبيعية وحدة إقليمية واحدة لا تتجزء.
2-اعتبار اقتصاد الأمة العربية إقتصاد حرب يجتزأ منه ثمن رغيف خبز وأحد مع ثمن لتر ماء لكل مواطن عربي وبقية الموارد والثروات العربية تحول للإنفاق على المجهود الحربي وخدمة المحاربين وشروط انتصارهم فيها.
3-بناء جبهة وطنية عريضة لتوحيد الشعوب العربية من خلف ابنائها المحاربين على جبهات القتال والمواجهة وتزويدهم بالطاقات الشبابية والامداد البشري المستعد للتضحية لأن وطنا يهين أبنائه هو وطن لا يستحق التضحية بالتنفس والمال وفقا لشروط الإنتصار في معارك الأمم والشعوب الحية.
الجبهة الوطنية العريضة هنا هي ضرورة من ضرورات الانتصار في معركة وطنية بحجم معركة تحرير فلسطين وهزيمة أخطر مشروع استعماري استيطاني في التاريخ.
4-جعل الدبلوماسية العربية قائمة على تبرير حق الأمة العربية في شن هذه الحرب على أعدائها لاسترداد حقوقها المهدورة وليس دبلوماسية قائمة على تبرير حق الحاكم العربي في البقاء على الكرسي وتصريف شؤون الأمة وفقا لشروط واملاءات الأعداء في هزيمتها وإخضاعها كما هو جاري الآن من بعض الدول العربية.
5-التحالف مع حليف دولي أو إقليمي له مصلحة استراتيجية اسياسية في هزيمة المشروع الاستعماري الصهيوني لتوفير الدعم والغطاء الدولي على الساحة العالمية والدفاع عن عدالة الأهداف التي تشن من أجلها الحرب ويتم بوسيلتها اجتراح النصر العظيم لاسيما وأن الحرب كما الحرباء تتبدل طبيعتها في كل لحظة ملموسة من تطور المعارك على الأرض ومع هذا التبدل تتبدل طبائع ومصالح الحلفاء وبالتالي لا بد أن يكون الحليف الدولي أو الإقليمي له نفس مصلح الأمة العربية في هزيمة أعدائها وخاصة في مثل الصراع الذي تخوضه مع المشروع الاستعماري الصهيوني الذي يتعدى طابع الصراع على ثروات البلاد العربية والموقع الجغرافي للوطن العربي إلى الطابع الحضاري والسمات الروحية لهذا الصراع الذي أعلنت فيه الحضارة المادية الصناعيه الغربية افتقادها له وإفلاسها لهذا البعد من الصراع على الشرق والحضارات الشرقية المادية والروحية.
وأخيرا إن البند الاهم في مواجهة هذه الحرب وهو البند الذي لم أكتبه ولم أشر إليه الذي هو وحدة القيادة العربية وعقيدتها القتالية وسماتها التاريخية والفكرية وثقافية التي تمثل اركان حرب الأمة العربية في صراع مثل الصراع العربي الصهيوني بمجمله والتي يمثل شرط وجودها الشرط الاهم لبناء واستملاك شروط الانتصار في هذا الصراع وذلك ليس عجزاً أو خشيته من احد بل رغبة في محاولة إطلاق حقا الأجيال العربية الصاعدة في تحديد مسارات انتصارات المستقبل والتخلص من هزائم الماضي وأدواته المتحكمة في واقع الأمة العربية.
تحريرا في 24/4/2024
الكاتب والمفكر الفلسطيني
العميد يونس سالم الرجوب