أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
خبير: المقاومة قادرة على تنفيذ عمليات بمناطق وجود الاحتلال من هو الكابتن الاسرائيلي وسيم محمود القتيل قرب رفح مع 7 جنود آخرين؟ مقتل ضابطين إسرائيليين في معارك شمال غزة الجيش العراقي يُفشل هجوما لداعش شمالي بغداد هنية: ردنا على مقترح وقف إطلاق النار متوافق مع خطاب بايدن بايدن وترامب يتفقان على قواعد المناظرة الأولى نيويورك تايمز: انفجار ناقلة الجند برفح صعّب العثور على الجثث. سرايا القدس تعلن الإيقاع بقوة إسرائيلية في رفح. لواء إسرائيلي متقاعد: الحرب في غزة فقدت غايتها إعلام إسرائيلي: لماذا تتكرر حوادث الانفجارات بمدرعة النمر؟ الاردن .. انخفاض الإقبال على الأضاحي. 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة عيد الأضحى بالأقصى الاحتلال الإسرائيلي يعلن هدنة تكتيكية بجنوبي غزة بن غفير: من اتخذ قرار الهدنة التكتيكية بغزة أحمق الاردن .. أجواء حارة أول وثاني أيام العيد زاد الاردن تهنيء الشعب الاردني و قيادته بمناسبة عيد الاضحى المبارك نتنياهو يعلق على مقتل 8 جنود بكمين رفح ارتفاع عدد الوفيات الى 17 حاجا اردنيا في عرفة – اسماء ضيوف الرحمن ينفرون إلى مزدلفة بعد الوقوف بعرفات في ثالث محطات الحج (بث مباشر) فلسطينيات بغزة يسردن القرآن كاملا عن ظهر غيب في يوم عرفة (شاهد)
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة النفاق الإجتماعي والإداري .. آفة العصر

النفاق الإجتماعي والإداري .. آفة العصر

10-03-2024 03:21 PM

لقد ابتلي الأردن بالعديد من المنافقين في الميادين المختلفة، وهم أشد على الوطن من أعداءه، وأخطرهم عليه، فهم يتلوَّنون حسب البيئة، يظهرون بمظهر الأخ المشفق، بينما هم ذئاب في جلد بني الإنسان، ويظهر ذلك في جميع مجالات الدولة بشكل واضح، كما نشاهد بعض علماء السلطان، الذين يتقربون من القرار السياسي، وإعلاميون مأجورون فسدة يقلبون الحقائق، ويزورون التاريخ، يتصفون بهذه الصفات من أجل حجز كرسي أو مكانة ما.

إن أشد ما ابتلي به الأردن اليوم هو النفاق بكل ألوانه وأشكاله؛ لأن النفاق يقلب الصورة فيحسن القبيح، ويثني على الممارسات مهما كانت خاطئة، وحين يأتي النفاق من المسؤول إلى من هو أعلى منه رتبة ومن المستشار المؤتمن، والمسؤول أمام الله عما يشير به فإن ذلك منتهى الخيانة للوطن.

إن من أشد الأمور إلحاحاً في عصرنا الحاضر، هو حاجتنا الضرورية إلى الصدق مع الله، ومع النفس، ومع المسؤول أياً كانت مسؤوليته ومكانته، وفي إستقرائي للنكبات التي تكاد تدمر بعض أوطاننا العربية وجدت أنها حدثت بسبب تغرير المنافقين بحكامهم، وتغيير صورة الواقع لهم، وتحسين ما ليس بالحسن في أعينهم، ويا للأسف إن هذا الغلو في النفاق يأتي من بعض الذين يُظن بهم الصلاح، والثقافة، والعلم، والمؤتمنين على مؤسسات الوطن ومصالحه إذ نجدهم يكيلون المدائح، ويطرون بالثناء الزائد، ووصف الأمور وصفاً يفوق حقيقتها، فهم يتحدثون مادحين فيما يعرفون وما لا يعرفون.

وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في مواطن كثيرة، كما جاء عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوله: (إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكُم بعدي كلُّ مُنافقٍ عليمِ اللِّسانِ).
لقد خسر أهل النفاق، وضيّعوا أنفسهم، وضلّوا عن سواء السبيل، واستحقّوا بأفعالهم المشينة، وعقيدتهم الخبيثة، عداوة الشعب و أهل الثقة و الإيمان.

فهم إذا خالطوا الناس فتنوهم وأثاروهم، ووسوسوا في صدورهم بما يوهن العزائم، ويوغر الصدور، ويثير الأحقاد، قال تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ ٱبۡتَغَوُا۟ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُوا۟ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَاۤءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَـٰرِهُونَ) (التوبة: 47 ـ 48).

فالمنافقون يمتلكون من صفات الخسة والخداع الكثير، فهم متآمرون وماكرون مكر السوء، يتصرفون بخبث حسب الظروف التي يقعون فيها، فهم يتسترون بالإيمان أمام شعوبهم ورعاياهم للنيل منهم والتحريض عليهم وإلحاق الأذى بهم، بينما يظهرون على حقيقتهم أمام أصدقائهم من المنافقين أمثالهم.

فالمنافق لا يحب إلا منفعته ولا يهمه غير ذاته الأمّارة بالسوء، فهو يريد لها النجاة وحدها، والعلو عن غيرها، ولا يبغي أن يصيب الخير غيره، لأنه لا يحب غير نفسه، ولا يود الخير لأحد، ويفرح لما يصيب غيره من مصيبة، ويحزن لما يناله من خير.
فلا يتورع المنافقون أن يبذلوا الأيمان المغلظة يحلفون بها ليصدقهم الناس، لأن كلمة الله وعهده لا يساوي عندهم ما يبتغون من عرض الدنيا، ومن متاعها القليل، يقول الله تعالى: (وَیَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَـٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٌ یَفۡرَقُونَ) (التوبة: 56).

لا يعرف المنافق الحق، وليس من خلقه التسليم به، بل مصلحته هي الحق، ومنفعته الذاتية هي العدل، ولهذا نرى المنافقين في كل عصر أكثر الناس في التفنن والتحايل للحصول على ما يشتهون من غير وجه حق، بعيدًا عن السبيل المشروع، ففي الوظائف يصل إلى الترقية بالكذب والمداهنة والرياء، وفي التجارة يحقق أرباحه الوفيرة بالحلف والكذب والغش والخداع، وفي السياسة والمناصب يصل إلى ما يريد بالأساليب الملتوية، والسبل المعوجة.

فالمنافق يرى أنه أحق من غيره بالخير والفضل، وأنه يستحق من الجاه والأموال أكثر مما يمنح الله لغيره، وما دام المنافق لا يؤمن بالله، لأن النفاق والإيمان نقيضان لا يلتقيان، فأنى له أن يؤمن بقضاء الله وقدره، وقسمته العادلة بين خلقه.
فالمنافقون يدّعون الإصلاح في الأرض بينما هم المفسدون الذين يثيرون في الأرض فسادًا وظلمًا، ويعملون على تخريب كل خير، وكل طيبة موجودة في الأرض.
يقول الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُون) (البقرة: 11 ـ 12).

فهم أناس لا عهد لهم ولا وعد، يعاهدون الله على فعل الخير، وفي ذات الوقت يبيّتون في القلب الكفر والفساد، قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ) (التوبة: 75 ـ 77).

الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع