منذ ان احرق المنطاد الألماني لندن فى الحرب العالميه الاولي عام 1915 والمناطيد تعتبر سحب حرب فان ظهرت فى السماء تحملت معها صيفة "اعلان حرب " اما استخباريه تجسسية عميقه او كانت تحمل مواد عسكريه ثقيله وذلك لواسع قدرتها على حمل اوزان كبيره وقدرتها الفائقه لارسال معلومات دقيقة ليس بمقدور الاقمار الاصطناعية بيانه او الصواريخ المداريه القيام باعماله قالمناطيد تستخدم كاداه وازنه كونها تحمل حمولات ضخمه لا تحملها الطائرات الحربيه كما هى قادره على استقبال / تحليل / ارسال نماذج معرفيه ومحتويات سيبرانيه ونماذج "نانويه" اخرى بيولوجيه كما هى قادره على تعطيل عمليات اطلاق الصواريخ الثقبله ذات القدره الاستراتيجيه .
وهذا ما جعل من المنطاد الصيني يتجه فوق فضاء ولاية مونتانا الامريكيه حيث نماذج الصواريخ الاستراتيجية المتطوره فى رحله استمرت لاكثر من عشرة ايام حملته من الاسكا وكندا وجابت به واشنطن / فرجينيا حيث البيت الابيض والبنتاجون ومن ثم مونتانا حيث منصات الصواريخ الاستراتيجية الى ان خرج خارج الاجواء الاقليميه وتم الاعلان عن انتهاء جولته التى كان قد حلق فيها على ارتفاع وصل (20 كليو متر) ليس بمقدور الطائرات السمتيه الوصول اليه او صواريخ الدفع المتطور البلوغ الى ذروته وهو ما جعل من المنضاد الصيني يشكل بالسياق العسكرى خير رد على انتشار الصواريخ الاستراتيجية الامريكية حول اليابان وبحر الصين وجزيره (جوام) التى تغتبر اهم قاعدة عسكريه استراتيجية للولايات المتحده فى شرق اسيا .
مشهد المنطاد فوق الولايات المتحده ليس هو الاول وبالتاكيد لن يكون الاخير كما هو متوقع الا انه يحمل رسالة تهديد مباشره للامن الداخلى بالعمق الاستراتيجي وليس فقط بالمحتوى المحيط للامن القومي للولايات المتحدة بما يعرف بزنار الامان المحيط وهذا ما قد يذهب بالمشهد العسكرى الى مستويات عميقه ويدق الخطر والانذار العسكرى الى درجات خطرة بين الولايات المتحدة والصين .
تطور العلوم التكنولوجية للمنطاد بعد الوثبة النوعيه فى مجالات تصنيعه جعلته اكثر امانا بعد دخول وقد الهيليوم بدلا الهيدروجين وادخال نماذج وقود مختطله جعلته قادر على الطيران لمساحات كبيره ويحلق على ارتفاعات عاليه جدا وقادر على توجيه ضربات مؤثره ودقيقة جدا وواسعة التاثير .
وهو ما جعله يصبح مستهدف للاقتناء من الدول الاقليميه وكذلك من بعض النماذج العسكريه والامنيه فى الشرق الاوسط فالمنضاد التكنولوجي الصيني هو منطاد رخيص الثمن وسهل التركيب اذا
ما توفرت اساسيات عمله التى تتوفر بكثرة فى الصناعات المدنيه لنماذج صناعات الذكاء الاصطناعي الامر الذى يجعل من هذا السلاح الاستراتيجي متداول على نطاق واسع على الصعيد الافقى وليس محصور بالمستوى النوعي وهذا ما يقدمه كسلاح استراتيجي مدمر كما يمكن استخدامه بديل للاقمار الاصطناعية الاستخباريه القادره على ( الرصد والمسح والاستقبال والتحليل والبيان والتوجيه) فى آن واحد..
فاذا ما علمنا ان تكنولوجيا الرقائق الاكترونيه المستخدمه فى الذكاء الاصطناعي بكل نماذجها موجودة فى تايبيه اكثر من
بكين وان تايوان الصينيه هى جزيره مهددة بل واصبحت طاردة للاستثمار نتيجه حديه الاجواء التى تلازم محيط بحر الصين !! فهل يمكن استقطاب بعض الشركات التكنولوجية الخاصه بمجال صناعة المنطاد بحلته الجديده فى الاردن والتى يمكن التوافق حولها مدنيا على الاقل حتى لا نستفز من حولنا ، فان لم يكن بالمقدور توطين هذه الاستثمارات فى الظرف الحالي على المستوى العسكرى فالنبدا بالمجالات الاخرى لاسيما وان تايبيه /تايون تربطها بالاردن علاقات وطيدة يمكن استثمارها .
فالعلاقات الدبلوماسيه تبقى ثقيله وتحمل نتائج دون المطلوب
اذا لم يحسن استثمارها وتجسيد محتواها فى سياق المصالح المشتركة فان نموذج صناعة المنطاد يمكن توطين محتواه عبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التى تقوم عليه وهى الصناعه التى يمكنها ان تكون حاضره فى المجالات المعرفيه والامنيه والمعلوماتيه ....!
د.حازم قشوع