هن سيدات الارض بكل التفاصيل، وهن الكلمة والقول وفعل لا يشبه الا ادائهن، وصورة وجوههن، وعزمهن الدائم على صنع المستحيل، هن التاريخ الذي يصارع سبل الحياة ليضع الحجر فوق الآخر، وهن صوت مستقبل قريب يضمد الجرح، ويحتضن الجرح، ويقرأ موسوعة العمل ليختار منها، الأكثر صلابة وحزما، وعزما وقوة.
هن اذا اخترن منصبا يعشن ساعات العمل بأكثر من 24 ساعة، ليثبتن موجودية، وتواجدا، وقولا يتحول الى فعل، لأنهن شئن أم أبين تحت مجهر رقابة بيت واسرة، ورب عمل ومؤسسة، ترى في وجودهن تريثا بأشكال مختلفة، هن الصوت العالي بالحق لأن صوت الحكمة في عقولهن حاضر، والخوف من الرقيب دائما سلطة مبنية داخل افكارهن وأجسادهن بلا هوادة..
انهن صانعات أمة، مربيات جيل، وامهات بحجم كل الأوطان، انهن القادم من مجهول يعشن التفاصيل وكأنها كل الحياة، ويحملن فوق عاتقهن ورؤوسهن، أعباء داخل وخارج، بيت ورصيف وشارع، وحرم عمل، وقصص نجاح لأنهن دوما يخترن الأصعب ويعملن من أجل ذات انتزعت بقوة ارادة وحسن تصرف، وعلم أصبحن يضاهين العالم به..
انهن فتيات المستقبل الجميل اللاتي قصدن الغربة طريقا للدراسة والعلم والعمل، قصدن الدراسات العليا لتخصصات أكثر دقة، وأكثر تماسا مع طلب العلم في أي بلد بالعالم، انهن صانعات الموقف الايجابي إن اردن ذلك، فهن رائدات التغيير الحقيقي، بحكمة وضمير وصوت الحق إن اردن ذلك ايضا..
سيدات القول والفعل، اخترن العمل تحت قبة الحياة بصلابة وتمكين، فكانت الكوتا بكل التفاصيل بابا لدخول المعترك السياسي والعمل البلدي حتى لا يغبن عن الخارطة، أبدعن في معظمهن، لكنهن خضن التجربة بلا تردد، وبحب..
انهن من نلن شرف الوجود تحت قبة مجلس أمٌة بانتخاب، ونلن شرف الأعيان بارادة ملكية، كن لها خير حافظ، وخير سفير بتتويج صورة أمرأة تستحق المكان، ويليق بها المنصب..
انهن صانعات قصص النجاح في أسر ضاق بها ظرف العيش، فما كن الاٌ عونا وسندا، وقوٌة فحولن الأمية الى قوت حياة بإنشاء مشاريع بيتية انتاجية، كانت لها ولاسرتها زادا وحبا، وتعليما لأبناء أصبحوا الآن من علية القوم، وزادتهم تلك السيدة صبرا وفخرا بأم لا تشبه الاٌ ذاتها..
انهن سيدات البيت والأرض والسياسة، والاقتصاد، والعمل، والوزارة، والسعي قبل الفجر للقمة العيش، وسند الزوج والابناء، والوالدين، انهن صاحبات العطف والقلب الذي يظلل العالم بحنان وجهد لا تحتمله سواهن..
ولن ننسى منهن مثابرات الكلمة والمرابطات على أرض الأقصى، قارئات لغة التاريخ والمستقبل، القابضات على جمر الحياة، منهن نقرأ الحياة، وبغيابهن تنتهي النبضات..
نرفع في يوم المرأة لهن جميعا قبعات الفخر، والمحبة، والتعاطف، والصرخة لغايات رفع ظلم عن غارمة، ومطلقة تلهث وراء حق مغتال، ويتيمة خسرت تقاعد والدتها بسبب قوانين، وحضانة طفلها لتعنت زوج تعسفي، انهن الصابرات اللاتي، تكتب بهن حروف الحياة، وتروى عبرهن الحكايات والقصص والبطولات، أصل كل الحكايات هن، وأصل البشرية هن، ونجاح العمل بتفاصيل الحياة هن، فلتكن أصل حكاياتنا جميعا ولو ليوم واحد «إمرأة» و»أم».