أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هآرتس تكشف تفاصيلَ محاولة اغتيال رئيس أركان الاحتلال الجيش الأردني: سقوط مسيرة مجهولة بجرش ولا إصابات الأردن .. سقوط جسم وانفجاره بين جرش وعجلون - فيديو أمطار بهذه المناطق غداً .. حالة الطقس نهاية الأسبوع وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/80 إلى أرض المهمة الإتحاد الأوروبي: ينبغي أن تواصل الأونروا عملها إيران تتوعد برد “قاس” على الهجوم الإسرائيلي مصدران اسرائيليّان: إيران تستعد لهجوم جديد من الأراضي العراقية بلينكن: تقدم جيد بمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان الأميرة رجوة بنت علي تفتتح معرض "أصوات المرجان" في قلعة العقبة بلدية السلط تستكمل المرحلة الأولى من مشروع تعديل مثلث الاعوج أميركا: يوجد 8000 جندي كوري شمالي بروسيا الفيصلي ينهي خدمات المدير الفني للفريق رأفت محمد الجـيش الأردني يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة لبنان: العدوان تسبب خروج 8 مستشفيات عن الخدمة الأوبئة: أهمية بناء قدرات العاملين بمجال الصحة العامة "أونروا": موظفونا يخشون ارتداء سترة الأمم المتحدة في غزة خبير عسكري يعدد أسباب نجاح المقاومة بغزة في مقارعة الاحتلال قرار قضائي بحق شخص سَلَب 76 ألف دينار من فرع بنك بالاردن وفد من بلدية خان يونس يزور قيادة المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/4
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة قطة تائهة وحمار جريح

قطة تائهة وحمار جريح

26-01-2010 11:10 PM

على أكثر من موقع إلكتروني محلي، نشرت قبل حوالي أسبوعين قصة اعتبرها البعض جريمة كبرى، وفي أحسن حال اعتبرها هؤلاء ترفا غير مشروع وسلوكا برجوازيا لا يخلو من استعراض، وانهالت التعليقات غير اللائقة التي وصلت إلى حدّ الإهانة والتجريح التي نالت من كرامة بطلة القصة المتهمة بجريمة الرفق بالحيوان؛ لأنها ببساطة امرأة تحب القطط وتربّي في بيتها واحدة، وتمّ من خلال تلك التعليقات التي نشرت من دون أدنى

رقابة كما يبدو، تحميل حكاية قطة السيدة التائهة تبعات قضايا المنطقة الشائكة من حصار غزة إلى حرب لبنان إلى تعثر عملية السلام إلى البطالة والفساد والفقر والجريمة والجوع، كما اقترح عليها أحد المعلقين الانتحار من باب الاستهزاء والسخرية طبعا، حزنت كثيرا من أجل تلك السيدة الأردنية الفاضلة التي فقدت قطتها فلجأت إلى الاستعانة بالأمن للعثور عليها، وهي الحبيبة إلى قلبها، وقبل ذلك نشرت المواقع ذاتها خبرا عن مبادرة فتاة أردنية لإنقاذ حمار جريح في منطقة البحر الميت، ونالت الفتاة المسكينة التي اقترفت جرم الرفق بالحيوان كذلك، حظّها من الاستنكار والتجريح والسخرية لدرجة أن البعض أعرب عن أمنيته بأن يكون حمارا لا ليتميّز بصفتي الصبر والمثابرة، بل ليحظى بالرعاية ذاتها، وهذه صورة مسيئة للغاية، وتبعث على الأسف من دون شك.

وكما هو معروف لدى الجميع فإن أخبارا كهذه كانت ستعد عادية جدا بل أقل من ذلك؛ لأنها تعبر عن سلوك إنساني رقيق رحيم تجاه مخلوق ضعيف، لو أن الواقعتين حدثتا في الغرب الذي نعده متوحشا.

فالإجراء الطبيعي عندما تضيع قطة احدهم هناك أن يحاول العثور عليها بكل الوسائل الممكنة، وإذا علقت قطة شقيّة بين أغصان شجرة فإن كوادر الدفاع المدني والمطافئ تسخّر وتستنفر لغايات إنقاذها، وحين يصادف أحدهم حيوانا جريحا فإنه يهبّ لنجدته بشكل عفوي.

خلال إقامتي في الولايات المتحدة كان ثمة كلب ذكي يعود لعجوز أميركية من أصول عربية، لطالما عانى هذا الكلب من توتّر نفسي حاد كلما زارها عرب وافدون؛ لأنهم يبدون ضيقا وخوفا واضطرابا بسبب وجوده في الحجرة ويتصرف أهل الدار باسترخاء، فتضطر لإرساله إلى القبو لحين مغادرتنا، حتى إنه صار يهبط الدرجات من تلقاء نفسه مجرد سماعها تتكلم اللغة العربية المكسرة، وأخبرتنا بكلّ تأثر أنه كان يعتب (ويحرد) منها؛ لأنها تسيئ إلى مشاعره من أجل بني جلدتها.

ولم تكن تقل ذلك من باب السخرية بل كانت جادة في كل حرف، وأظن أنها عاشت صراعا حقيقيا بين مشاعر الحنين إلى وطنٍ غادرته منذ زمن طويل تستعيد بعضا منه في التواصل معنا، وإحساسها بالذنب الفظيع تجاه كلبها الوفيّ، وكلّي يقين أنها حسمت صراعها بالنتيجة لصالح الكلب مرهف الحس؛ لأنها كفّت عن توجيه الدعوة لأي منّا؛ حرصا على مشاعره من الأذى، لم تكن تلك السيدة برجوازية جوفاء تمارس الاستعراض بل كانت امرأة عاملة كدحت عمرا لتحظى بشيخوخة مريحة، وكانت تتمتع بقلب معطاء عطوف يدرك معنى قيمة الحب بمعناه البسيط الجميل الذي يطغى ليشمل الكون بأسره، وهذه مهارة يفتقر إليها كثيرون منّا لشديد الأسف!
بسمة النسور





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع