أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أفعى فلسطين تلدغ طفل يبلغ من العمر 5 سنوات في الاغوار الشمالية ارتفاع عدد الوفيات بين الحجاج الأردنيين إلى 14 والمفقودين إلى 17 الدفاع المدني يخمد حريق أعشاب جافة في الزرقاء 33 وفاة بين حجاج الدول العربية رجال الأمن يشاركون المواطنين في عيد الأضحى الامانة تغلق ملاحم وحظائر لمخالفات بالذبح خبير: المقاومة قادرة على تنفيذ عمليات بمناطق وجود الاحتلال من هو الكابتن الاسرائيلي وسيم محمود القتيل قرب رفح مع 7 جنود آخرين؟ مقتل ضابطين إسرائيليين في معارك شمال غزة الجيش العراقي يُفشل هجوما لداعش شمالي بغداد هنية: ردنا على مقترح وقف إطلاق النار متوافق مع خطاب بايدن بايدن وترامب يتفقان على قواعد المناظرة الأولى نيويورك تايمز: انفجار ناقلة الجند برفح صعّب العثور على الجثث. سرايا القدس تعلن الإيقاع بقوة إسرائيلية في رفح. لواء إسرائيلي متقاعد: الحرب في غزة فقدت غايتها إعلام إسرائيلي: لماذا تتكرر حوادث الانفجارات بمدرعة النمر؟ الاردن .. انخفاض الإقبال على الأضاحي. 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة عيد الأضحى بالأقصى الاحتلال الإسرائيلي يعلن هدنة تكتيكية بجنوبي غزة بن غفير: من اتخذ قرار الهدنة التكتيكية بغزة أحمق
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام سماحة الإسلام في التعامل مع الغير

سماحة الإسلام في التعامل مع الغير

23-05-2014 08:50 PM

سماحة الإسلام في التعامل مع الغير
نايف عبوش
يتعرض الدين الاسلامي الحنيف هذه الايام الى حملة ظالمة بقصد الاساءة الى سماحته،والمس بمنهج خيريته المطلقة للناس المتجسد بقاعدة الامر بالمعروف في كل ما من شأنه منفعتهم في دنياهم واخراهم ،والنهي عن المنكر لكل ما هو افسادي، ومصدر اساءة لهم،تمشيا مع مقاصد هذه الخيرية بمعيار(كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)،حيث بات يشاع اليوم في اكثر من مجال، بأن الاسلام انما انتشر بحد السيف، وفرض الايمان على الناس بالترهيب، والقسر، والاكراه،في حين ان الدعوة للإسلام كانت تتم ،كما هو معروف جيدا،وفقا لأعلى معايير الحوار الحضاري، القائم على المجادلة بالتي هي احسن،تساوقا مع القاعدة القرآنية (وجادلهم بالتي هي احسن).
ومن يتدبر القرآن الكريم بحيادية، وبتأمل متجرد خال من الغرض، والأحكام المسبقة، يكتشف بسهولة ويسر، ان القران الكريم الذي اقر الاسلام دينا عند الله للناس ليكون خاتم الرسالات،بما هو الانفع لهم في دنياهم وآخرتهم بمعيار(ان الدين عند الله الاسلام)،حيث ابتغاء الانسان غير سبيل الاسلام دينا،يكون مدعاة لهلاكه، وخسارته في الاخرة(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) ، باعتبار ان الاسلام هو الدين الحق من الله على قاعدة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،وبالتالي سيجد ان القران قد نهى عن حمل الناس على الايمان بالإسلام قسرا بعدما تبين لهم بالهدي الالهي سبيل الرشد القائم على الايمان بالله تعالى، والكفر بالطاغوت ايا كان شكله،حيث (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها)،مما يفند مزاعم التشهير بسماحة الاسلام تحت أي ستار.
واذا كان القران الكريم قد فصل بين جماعة المؤمنين ومجموعة الكافرين في جانب العقيدة بقياس(لكم دينكم ولي دين)وما يستوجبه هذا الفصل العقائدي من تمييز واضح للمؤمن على الكافر عند الله( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقأ لا يستوون)،الا انه في الوقت نفسه لم يفصل بينهم في الحياة المدنية المجتمعية على قياس(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)،حيث كان جار النبي في المدينة يهوديا كما معروف, وفي ذلك نلحظ ان القران الكريم لم ينه المسلمين عن بر المخالفين لهم في العقيدة من الذين لم يرفعوا السلاح بوجههم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أَن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) , ومعلوم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد دشن مسيرة الإسلام الإنساني المدني عندما أبرم عقد (صحيفة المدينة) كأول عقد اجتماعي مدني في التاريخ يستحضر مبدأ المواطنة بشكلها المدني الصريح، والذي لا يتطلب من صاحبها سوى الالتزام بحقوق المواطنة، والإيفاء بمتطلباتها، بما فيها حفظ مصالح البلد والدفاع عنه، في مقابل أن يحتفظ بدينه ، حيث كان ينظر إلى المسلمين واليهود في دولة المدينة على أنهم شعب واحد، يقع عليهم واجب الدفاع عن الوطن ودولته،وبذلك يكون الاسلام قد اسس لاحترام حقوق الانسان بأعلى المعايير،تأسيسا على قاعدة(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)،وذلك قبل ان تظهر للوجود لائحة حقوق الانسان المعاصرة بأكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان، والتي يتبجح بها المتنطعون اليوم باعتبارها اللائحة المعيارية المثلى لحقوق الانسان .
ويلاحظ ان القران الكريم لم يأمر بقتال المعاندين للإسلام الا اذا هم ابتدأوا المسلمين القتال، بل انه امر بالجنوح الى السلم معهم متى ما اظهروا الركون لها على قاعدة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)،ولم يأمر إلا بقتال من شهر السيف بوجه الإسلام، وناصبه العداء صراحة، حيث لم يبدأ الرسول بقتال اليهود كما هو معروف، الا عندما نقضوا العهود والمواثيق معه (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)،فجاء استخدام القوة في هذه الحالة من باب الدفاع المقدس عن النفس ليس الاّ.
ولقد صان الاسلام من حيث المبدأ، النفس، والمال، والعرض، والمعتقد، من أي اساءة سواء اتت من المسلم، او من الآخر تحت أي غطاء، خارج سياق تلك المعايير، والضوابط المركزية التي تمت الاشارة اليها انفا،ومن هنا نجد ان القران الكريم ، يستنكر اكراه الناس، واجبارهم على الايمان برسالته بالقوة (ولو شاء ربك لآمن من في الأَرض كلهم جميعا أَفأَنت تُكْرِهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين)، رغم كل ما يحاوله البعض المغرض اليوم من تصويره القران على انه كتاب يجبر الناس على الايمان بالله وبرسوله. ‏
ولاشك ان هذا المعنى السامي من سلوك الرحمة بالآخر، والإقساط اليه، ومودته،والإحسان اليه الذي انفرد به القران،انما يعكس حقيقة ابعاد التسامح الانساني للإسلام في التعامل مع الغير كمنهج، والتعايش معه بمقاييس ضوابط عقد المواطنة، حتى وان كان مخالفا في الرأي،مما يدحض بشكل قاطع الادعاءات المغرضة التي تثار اليوم لتبشيع الاسلام في نظر الناس، وتشويه صورته المبدئية، والتاريخية الناصعة في التسامح، بمزاعم انتهاك حرية معتقد الاخر ، وإرغامه على الايمان بالدين الاسلامي بالترهيب، والسيف،والإكراه، كما يحلو لهم ان يفتئتوا زورا وبهتانا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع