قد نختلف في توصيف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ولكن علينا الاتفاق أن هذا الرجل استطاع ترك بصمته في الواقع السياسي العربي، ولا يزال مشهد خروجه من القاعة بعد خلاف مع شمعون بيريز عالقاً في أذهان المواطن العربي الذي نسي أن تركيا "أردوغان" تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الكيان الصهيوني. ولكن هذه العلاقات لا تعنينا كعرب، فما يهمنا هو الاستعراض الذي قدمه "طيب.. القلب" أردوغان وهو ما رفع أسهمه عالياً في مقابل غباء عمرو موسى الذي لم يكن بمقدوره سوى التصفيق لهذا الاستعراض المميز لرئيس الوزراء التركي.
أردوغان وقف إلى جانب الشعوب العربية في ثورات الربيع العربي، صحيح أنه تجاهل تماماً ثورة الشعب البحريني ولكن يبقى هذا حقه في استثناء دولة صغيرة ومعظم سكانها من الشيعة "الرافضة" لحكم السنة "الملكية". هذا الرجل انحاز بالكامل ل"ثورة" الشعب السوري بل إنه فتح حدوده لدخول كافة أنواع الأسلحة كي يستطيع الشعب السوري مواجهة النظام الدكتاتوري القمعي العلوي .. صحيح أن أردوغان قبل "الربيع العربي" بأشهر كان حليفاً استراتيجياً للنظام الدكتاتوري العلوي وصديقاً حميماً للنظام الفارسي الإيراني، ولكن لا يهم ما دامت ذاكرة المواطن العربي أضعف من ذاكرة السمكة.
وبمناسبة الشعب السوري، فأردوغان لديه تعريف آخر للمواطن السوري: فهو كل شخص يؤمن بضرورة محاربة العلويين والرافضة، لذلك فتح حدوده على مصراعيها للمواطن السوري الأفغاني والسوري السعودي والسوري الأردني بل والسوري الأذري والسوري الأوزبكي والسوري الشيشاني .. نعم يحق لكل هؤلاء أن يكونوا سوريين إذا كان الهدف إقامة شرع العثمانيين كما صرح أحمد داود أوغلو وزير خارجية "طيبنا" أردوغان.
في مصر، كان لأردوغان وقفة عز وشموخ فهو أول من رفع شعار "رابعة" للتأكيد على رفضه فض الاعتصامات بالقوة وذلك بالتزامن مع استخدام الشرطة التركية القوة لفض اعتصام "تقسيم" في وسط تركيا ...
"الطيب" أردوغان .. "طيب" جداً في إدخال كافة قاطعي الرؤوس إلى سوريا ....
وهو "طيب" جداً بعضويته في حلف الناتو الذي دمّر أفغانستان "الإسلامية السنية"
وهو "طيب" جداً جداً في مناوراته العسكرية المشتركة مع الكيان الصهيوني كجزء من دعم وحماية شعبنا "العثماني" في فلسطين ...
يا عمي ليش الحكي ... "الطيبون" للطيبات ... والحدق يفهم.