أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس الاحتلال يعتقل 15 مواطنا بينهم فتاة وطفلان من الضفة سامي أبو زهري: لن نقبل أي اتفاق لا يتضمن وقف العدوان على غزة بايدن يجدد لنتنياهو التزام واشنطن بأمن إسرائيل الأورومتوسطي يدعو المجتمع الدولي لدعم عمل المحكمة الجنائية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج اجراء غير قانوني قائد الجيش الأوكراني: الوضع تدهور على الجبهة الشرقية المطبخ العالمي يعاود عمله في قطاع غزة سناتور أمريكي يشكك في تقييم واشنطن لالتزام إسرائيل بالقانون الدولي سماء الأردن على موعد مع شهب إيتا الدلويات الأحد المقبل مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في غزة. الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية بلاغ عن حادث بحري جنوب شرقي اليمن حماس تنفي خروج بعض قادتها من غزة ضمن "صفقة الهدنة" نائب:مدارس أصبحت بريستيج. البرلمان العربي يدعو لفتح تحقيق دولي في جرائم المقابر الجماعية بغزة. 825650 دينارا قروض إعمار واستغلال الأراضي الزراعية. (زعيم الجمهوريين) : الاحتجاجات الجامعية حالة خطيرة. 71% من الأميركيين غير راضين عن تعامل بايدن مع حرب غزة. خطة لزيادة كميات الضخ المائي في الطفيلة خلال فصل الصيف
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الحرية لمعتقلي الحراك

الحرية لمعتقلي الحراك

21-10-2012 04:28 PM

 نضال منصور

قبل الربيع العربي كان ما يميز الأردن منذ عام 1989 بأن سجونه تخلو من معتقلي الرأي أو السجناء السياسيين، باستثناء بعض الأشخاص الذين ينتمون لتيارات إسلامية تتهم بالحض على التغيير بالعنف، وهؤلاء كانوا يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة.

وكنا نتباهى بأن في الأردن مساحة للحريات تختلف عن دول الجوار، الذي يختفي فيها المعارضون، أو يقتلون أو يعذبون، وأنك مهما فعلت فإنك ستعتقل وسيعرف مكان توقيفك أو سجنك، ومن حق محاميك أو ذويك أن يزورك، وأن مساحة التسامح التي ترسخت بين النظام وشعبه كانت كفيلة بأن نخرج من دائرة القمع والتعذيب للمعتقلين.

هذه الأيام وفي زمن الربيع العربي تتشوه صورة الأردن، ويصبح لدينا منذ أشهر "سجناء سياسيين"، وتوجه المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية اتهامات للأجهزة الأمنية بتعذيب المعتقلين أو معاملتهم بطريقة سيئة.

تعتبر المنظمات الحقوقية الدولية كل الهتافات مهما بلغت تندرج في إطار حرية التعبير، ما داموا يستخدمون وسائل سلمية، ولا يلجأون إلى العنف، ولا تقبل هذه المنظمات التي لها تأثير كبير في صناعة الرأي العام بالعالم بأن تعتبر الهتافات التي تتطاول على رأس النظام "الملك"، تقويض لنظام الحكم، وتعتبر من جرائم الإرهاب، ويحال مرتكبوها إلى محكمة أمن الدولة.

20 ناشطاً من الحراك الشبابي يقبعون خلف جدران السجون، والتهم لغالبيتهم مناهضة وتقويض نظام الحكم، وأكثرهم يحالون لمحكمة أمن الدولة في مخالفة صريحة لنصوص الدستور التي تمنع إحالة مدنيين إلى هذه المحكمة، إلا إذا قاموا بأعمال إرهابية أو تورطوا بقضايا مخدرات.

وليس هذا فحسب، بل تتناقض الروايات حول أوضاعهم الصحية، بعد أن أعلن بعضهم إضراباً عن الطعام، ففي وقت يؤكد محامو عدد من المعتقلين أنهم يتعرضون لسوء معاملة، ولا يلقون رعاية طبية، ومعزولون بزنازين انفرادية، ينفي الأمن العام هذا الكلام ويعتبره عار عن الصحة.

المشكلة أن المؤسسات الحقوقية الأردنية صامتة، ولا تقول للناس ماذا تفعل، هل تقوم بدورها، هل زارت المعتقلين، ما هي ظروف اعتقالهم، هل خضعوا للتعذيب، كيف يعامل من أعلن الإضراب أو الامتناع عن الإضراب، هل أجبروا على فك إضرابهم، هل معايير إدارة مراكز الإصلاح والسجون تتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان والصليب الأحمر .. أسئلة كثيرة لا نجد لها إجابات، وللأسف مؤسساتنا الحقوقية تلوذ بصمت القبور، ولن يغفر لها المجتمع هذا التقصير؟!.

كلما تأخر الإفراج عن هؤلاء الشباب من السجون، كلما تعقدت الأزمة بالأردن، وواجهنا عثرات حقيقية بمسار الإصلاح، ومن يعتقد بأن تأديب الشباب بزجهم بالسجن والتعامل معهم بقسوة، سيشذب سلوكهم، ويقصر ألسنتهم، واهم ولم يقرأ تجارب الشعوب، وها هم الشباب مستمرون في اعتصاماتهم ورغم سجن رفاقهم فإن سقوف الشعارات ما تزال مرتفعة ولا تترك حصانة لأحد!.

بصراحة لست ممن يؤيدون أو يسعدون بشعارات تتطاول على الملك، فعدا عن أن الملك محصن بالدستور عن المساءلة، فهو أمر يحرف مسيرة الإصلاح ولا يخدمها، فما هي الرسالة التي تؤديها الشتيمة حتى وإن كانت بحق أي مواطن؟!.

الضغط على النظام السياسي للمضي في الإصلاح يكون بالقدرة على حشد الناس على برامج سياسية، وإنشاء مراصد تكشف الفساد، والانتهاكات، وأيضاً في ابتكار كل وسائل المواجهة السلمية، وبالتأكيد ليس من بينها الإساءات، أو العبارات التي لا تليق بحركات شبابية تقدمية تنشد التغيير.

أول اختبار لحكومة الدكتور عبدالله النسور أن يثبت قدرته على نزع الألغام من طريقه، بالإفراج الفوري عن هؤلاء الشباب، ومنع هذه المحاكمات العسكرية التي تسيء لصورة الأردن، وتعيدنا إلى الوراء بوضع أسوأ من أيام الأحكام العرفية، وإذا كانوا يصرون على محاكمتهم، فلتحال قضاياهم إلى القضاء النظامي المدني.

المواجهة والتصعيد لا يعبدان الطريق لإجراء الانتخابات، بل تزيد الاحتقان والأزمة ويسود حوار الطرشان الذي لا يقودنا إلا للمتاهة والخوف من المستقبل.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع