أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. طقس لطيف وفرصة للأمطار في سابقة إسرائيلية .. رسالة تحذير من رئيس الأركان لنتنياهو الأردن .. لص يترك سرقة المنزل ويستبيح جسد صاحبته (فيديو) "إسرائيل" .. لابيد يدعو إلى إسقاط حكومة نتنياهو أبو حمور: سياسات الإصلاح الاقتصادي تسير في الاتجاه السليم وهذه رسالة للمستثمرين اليوم الـ 218 .. القسام تواصل القصف وتكبيد العدو الخسائر / تفاصيل عمليات اليوم الـ 218 «مستقلة الانتخاب»: الإفصاح عن المرشحين الحزبيين بالدوائر المحلية أطباء القطاع الخاص يمهلون النقابة شهرا لإقرار لائحة الأجور قصف جنوني على جباليا والدفاع المدني يعجز عن انتشال الجرحى درجات حرارة أبرد من المُعتاد في الاردن الأيام القادمة وفد طبي أردني عائد من غزة .. قصص وشهادات خبراء: الزيادة السكانية المتوقعة تتطلب خططاً مسبقة لمواجهة تحدياتها توقف توريد النفط العراقي للاردن منذ 20يوم مقتل جندي إسرائيلي بمعارك حي الزيتون في غزة إعلام إسرائيلي: غالانت عقد جلسة بشأن رفح دون نتنياهو الحكومة: لا سلطة على الاحزاب روسيا: قتلى وجرحى جراء هجمات أوكرانية الدويري يعلق على دفع الاحتلال بقوات الى جباليا صحيفة تكشف: قنبلة فجرت الخلافات بين بايدن ونتنياهو الهلال بطلا للدوري السعودي للمرة 19.

لقاءُ الغرباء!

28-04-2024 09:25 AM

لن أسردَ قصةً أنا بطلُها، وحائكُ حبكتها؛ فكلُّ بطولاتِ هذا الزمن كرتونيةٌ هشة، لم تُجدِ نفعاً عند من ماتوا قتلاً، وكل الحبكات خيالية. سأسردُ هذه المرة قصةَ الإنسانية الأزلية، كيف تلاقوا في صباحاتها الأولى غرباءَ على ظهر سفينةٍ وسط أمواجٍ كالجبال، وأمسوا اليوم أعداءً يتناحرون على القليل رغم كثرته، قصة فلسفة (لقاء الغرباء).

ما أبسط هذا اللقاء البريء بلا مصالح، لا تكاد الساعة الزمنية الواحدة احتواءه، حتى لو غنته كوكب الشرق أم كلثوم بتكرارِ لا يُمَل، ونظمَ قوافيه ابراهيم ناجي، طبيب الأدباء وأديب الأطباء، في رائعته (الأطلال). فلا زال هذا اللقاء يُجرّد الانسانيةَ من قشورها وزيفها، يبحث فيه الغرباءُ بلقياهم عن أبسط الكلمات للتعبير عن أبسط الأفكار، وأبسط الأوصاف لدواخلهم الهشة.

فالبرغم أن أساسه التعارف والإحترام، (وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا) إلا أنه يُعَدُّ اللقاءُ الوحيد الذي لا تعتريه أقنعة النفاق، كلا الطرفين فيه يبدوان حقيقيين. لا يسأل أحدهما الآخر إلا عن نفسه فقط، لا عن عمله، ولا راتبه، ولا أملاكه وعقاراته، ولا حتى عن خصوصياته وزواجه وأولاده، ولا عمّاذا يمكن لأحدهما الاستفادة من الآخر. هو لقاءٌ عفويّ بلا هدف مسبق الإعداد، سوى أن طاقةً روحانيةً ما -كما يقولون - جذبت أحدهما للآخر دون تردد، وبكل تودد، ولا أمل بتجدد.

وأجمل ما فيه زمانه ومكانه؛ فزمانه صدفة، ومدته قصيرة، وبعده رحيل بلا عودة. أما مكانه فعامّ، على هامش مؤتمر ببلد غريب، أو في محطة قطار تفصل صافرته بين غرباءه، أو في قاعة مطار قبيل الإقلاع، أو في قاعة درس بمحاضرة عابرة، او أمام رفّ بمول أثناء تسوق قصير، أو بنزهة في ربوع الأرض، بغروب نهارها ينتهي كل شيء. إنه أجمل لقاء محدود الزمان والمكان والكيفية.

ليت لقاءَ الغرباء هذا يمتدُ لحياتنا الروتينية، بجمال هدفه الوحيد - التعارف والاحترام فقط. وبزمانه الفريد، وبمكانه العفوي، وبكل جماله. لقد أتعبتنا لقاءات المصالح اللامشتركة، حتى نأينا بأنفسنا وقلوبنا بعيداً عن سعادتها، رغم تقارب أجسادنا، وربما رغم تقارب دماءنا بالقرابة والمصاهرة.

خلاصة القول؛ لقاء الغرباء هو ما تحنُّ إليه النفسُ البشرية مع بعض البشر أحياناً، رغم ندرة حدوثه، وبؤس تعاستهم. لنعيش لحظاته كأننا غرباء عن الدنيا، وتنتهي بساطته بفراق جميل وابتسامة وداع، كلٌ يمضي إلى غايته، بلا أحقاد ولا أضغان - لن تدخل معنا القبور، تفيض به آنيتنا بما فيها من حب واحترام - وبهما تنضح.

الدكتور أحمد الحسبان






وسوم: #مطار#وداع


تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع