الشارع والثورة للشعوب ولو أراد الأردنيين الثورة لكانوا بالملايين ...
لطالما كان الشارع للشعوب وثوراتهم ومسيراتهم ضد سياسات أو أنظمه ، ولكن لم يكن كذلك على الإطلاق للأحزاب السياسية ، فالأحزاب طريقها الانتخابات التشريعية سواء مرشحاً أو منتخباً ، وأن فشل أي حزب بالوصول إلى السلطة ومصنع القرار لا يعطيه الحق بالنزول إلى الشارع وإنما أعادة المحاولة بإقناع الناخب ببرامجه الأصلاحيه السياسية والأقتصاديه والاجتماعية وغيرها .
إن القول بان قانون الأنتخابات لا يلبي طموح الحزب هو قول قاصر ، فالقوانين لا تبنى على مقاس ومزاج حزب معين ، وإذا كان الحزب قادراً على أقناع الشارع فأنه يستطيع حصد الأصوات بغض النظر عن ماهية القانون والطريقة التي وضع بها ، وفي الحالة الأردنية فإذا كان للجماعة شعبيه تمكنها من حصد الأصوات فإن بإمكانهم الترشح لممثليهم الراغبين بخوض غمار الانتخابات عن طريقي القائمة الوطنية وخارج القائمة الوطنية كأفراد مستقلين وحصد الأصوات والمقاعد على اعتبار شعبيتهم كما يدعون .
ولأن الجماعة وصقورها المتطرفين لا يرغبون بالوصول إلى السلطة بطريقه حضاريه وديمقراطيه متبعه في جميع دول العالم لأنهم غير قادرين على أقناع الشارع ببرامجهم ، فإنهم يحاولون استغلال الربيع العربي بالوصول إلى السلطة عبر الدماء ولذلك عبر أحد أبرز قادة الجماعة عن رأيه بداية الحراك بقوله من يموت فهو شهيد ، الأمر الذي يدلل ضيق فكرهم ومدى قزمه .
في دول العالم المتحضر تقوم الأحزاب على نهج سياسي واقتصادي واجتماعي متكامل هدفه الأول الدولة ونمو اقتصادها والمجتمع وتقديم أفضل الخدمات والرعاية الأجتماعيه له بكافة نواحيها ، ولكن في الأردن والعالم العربي وبعض دول العالم الثالث فإن الأحزاب تقوم على معتقدات دينيه وفكرية عقائديه لا تخدم بالضرورة شعوبها بقدر ما تخدم مصالحها الحزبية والفكرية ومعتقداتها الدينية وأيدلوجيتها المتعفنة .
استمرار الجماعة في نهجها بالنزول للشارع والتصعيد المستمر لصقورها المتطرفين هو نهج فكري ضيق يعبر عن حالة التردي التي وصلت إليه الجماعة في الأردن وعجزها عن الوصول كحزب إلى مراكز صنع القرار لعدم اقتناع الشعب بهم ، ولا يعبر عن حقيقة الشارع الأردني فالثورات للشعوب ولو أراد الأردنيين الثورة لكانوا بالملايين في شوارع المملكة وليس مجرد بضعة الآلاف يمثل 75 % منهم أحزاب يساريه سقطت على الوطن بالمظلة من خارجه بما فيهم حزب الجماعة .