(بصراحة مع الوكيل).. (1) :
تلويحة مبتسرةٌ في عناصر المُركّب الإعلامي ؟!
/ ممدوح أبو دلهوم
[ أقفزُ ، بدايةً ، وذلك انصياعاً لشرط الحيدة بهدفها الموضوعي عن شرك التشخيص ، وأيضاً عن نظرية الشهادة المجروحة التي يسوقها في الغالب الأعم صديقٌ بحق صديقهِ ، حتى إذا ما نجوتُ من منعرج هذا التعالق البروتوكولي ، فأنا إذن سأبدأُ من فوري وقد تخففتُ من ذلكم العبء الثقيل ، بأخذكَ ، قارئي الكريم ، في رحلةٍ أرجو أن تكون ممتعةً على جناحي طائر ( خمسة سياحة ) والتسميةُ هذه هي لبرنامج إذاعي قديم ، نجولُ فيها معاً ماريين تارةً بسهول وأخرى بسهوب وثالثة بتلال وهضاب ، نحو غايتنا المرادة إذ سنكونُ وجهاً لوجه مع سدنة روضٍ من رياضِ إحدى وسائط الإعلام الحديث !
تخفف إذن والحق وهات يدك ، قارئي العزيز ، كي نقرأ معاً دليل هذه الوسيطة الإعلامية المثلى فنقف على تاريخها العريق ، إذ تعرض الصفحات الأولى لتسلسل صنوف الميديا التاريخي ، وبالمناسبة فإن الوسيطة آنفاً تأتي الثانية في هذا التسلسل الذي أرجو أن يكون دقيقاً ..
الوسيطة الأولى وان شئتم الأقنوم الأول هو الإعلام المكتوب والأدق الصحافة المكتوبة ، والتي كان تعريفها الأول وعلى أيدي روادها هو المنشور الثقافي لجماهير المتلقين ، أما الثالث فهو الاقنوم المرئي والمتمثل بالشاشة الصغيرة / التلفزيون ، الأبيض والأسود في بداياته ثم بالألوان فيما بعد ..
أما السينما الشاشة الكبيرة فالذين سموها بالفن السابع حسموا أمر انتسابها الإعلامي ، بمعنى أن لا علاقة لها بالإعلام وان كانت تنافس التلفزيون على الصعيدين الفني والثقافي أو المشترك المعرفي ، على أن الباحثين المختصين يذهبون مذهباً مختلفاً فيما يخص السينما التسجيلية والأفلام التاريخية ( الخ )، وقد يرى هؤلاء أن أقنوم الساتل أو الساتلايت وقنوات العسكرة الفضائية هو أقنوم رابع ، ويأتي أخيراً الإعلام الالكتروني بشتى تلاوينه المواقع والمدونات والصفحات كأقنوم إعلامي خامس ..
أما الاقنوم الثاني – موضوعة هذا المقال .. ولعلي أطلت !، فهو الاقنوم المسموع / الأثير / الإذاعة / الراديو أو المذياع ، والذي تطور في العقد الأخير تطوراً نوعياً مذهلاً ، حتى ليمكن أن نعرفه أيضاً بعسكرة الأثير أو بالعسكرة الهوائية ، على أن الأكثر أهمية هو التطور المهول أيضاً ، والذي طرأ على الدور التقني الضارب لهذا الأقنوم بغير مقياس وعلى الصعد كافة ..
غير أن برنامج ( بصراحة مع الوكيل ) الذي يعده ويقدمه الإعلامي اللامع محمد الوكيل ، يصطف كحالة إذاعية استثنائية سامقةِ الشأن بكل المقاييس والقواميس ، إذ احتل المرتبة الأولى أردنيا والثامنة عربياً وفق أكثر من دار قياس للرأي ، فجعل مبدعه بل عرابه محمد الوكيل الإذاعي الأكثر شهرة وبلا منازع أردنيا وعربياً .. وللحديث بقية ..]
Abudalhoum_m@yahoo.com