أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصدار الحكم في دعوى نيكاراغوا ضد ألمانيا بشأن غزة الثلاثاء. قصر (بكنغهام) يتحضر لجنازة الملك انخفاض الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان واشنطن: هناك زخم جديد في محادثات إنهاء الحرب على غزة. مليشيات نتنياهو تدفن طفلة حيّة بمدينة خان يونس بنزيما يصعق اتحاد جدة قبل كلاسيكو الشباب .. هل اقترب الرحيل؟ تركيا .. المؤبد سبع مرات لسورية نفذت تفجير إسطنبول 2022. وفد مصري في تل أبيب لمناقشة وقف إطلاق النار بغزة هيئة فلسطينية: ألفا مفقود في غزة. حماس تنتقد بيان أمريكا لعدم تناوله المطالب الفلسطينية طلاب يغلقون مداخل جامعة (سيانس بو) في باريس احتجاجا على حرب غزة روسيا مستعدة لتعزيز التعاون العسكري مع إيران تقرير: دفن أكثر من 20 فلسطينًا أحياء داخل مجمع ناصر الطبي. استشهاد منفذ عملية الطعن بالرملة برصاص جيش الاحتلال قتيلان في استهداف مُسيرة إسرائيلية سيارة بالبقاع الغربي بلبنان. الفايز: الدم الفلسطيني ليس رخيصا شهيد وجرحى في غارة إسرائيلية غرب مخيم النصيرات الأمن العام يحذر من السيول والأحوال الجوية السبت. 1063 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي. ما تفاصيل عدم الاستقرار الجوي في الأردن الأسبوع القادم؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة جلالة الملك واعادة حساب المسار

جلالة الملك واعادة حساب المسار

24-10-2011 12:59 AM

جلالة الملك واعادة حساب المسار

 

"أما القضية الفلسطينية فهي قضيتنا الأولى وقضية كل عربي وكل مسلم، ونحن ملتزمون بموقفنا المبدئي الثابت بتقديم كل أشكال الدعم وضمن أقصى طاقاتنا للأشقاء الفلسطينيين في نضالهم من أجل استعادة حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف، والاستمرار بدورنا التاريخي في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتصدي لكل محاولات العبث بها أو تهديدها, وإنني أؤكد أيضاً لدولتكم وللعالم كافة أن أي تسوية للقضية الفلسطينية لن تكون على حساب الأردن أو أن تمس مصالحنا الوطنية."

فقرة من خطاب التكليف السامي الموجه لدولة الرئيس عون الخصاونة

لعل العبارات الاولى في الفقرة اعلاه هي عبارات يشترك فيها الاشقاء العرب كلهم وان كنا في الاردن قد ترجمناها واقعا ملموسا على مدار الستين عاما مضت, اما السطر الاخير من الفقرة اعلاه فهي ما يختص به الاردن حصريا دون غيره من بقية اقطار الوطن العربي, فقرة وان تكررت في عديد الخطابات والرسائل الملكية والحكومية الا اننا هذه المرة نجدها قد اتت ليس في اطر البروتوكولات الكتابية المتعارف عليها, واذا استثنينا الوضوح الاكثر فيما يتعلق بالاصلاحات السياسية والدستورية واستثنينا ايضا الرسالة الملكية المباشرة فيما يتعلق بالاعلام وان كانت الكلمات على المطلق الا ان ما بين السطور يختص بحالة واحدة يقصد بها خاصة اهل البيت, ان هذه الاستثنائات اعلاه يمكن اعتباراها ظرفية طارئة تنتهي بانتهاء اسباب وجودها, اما السطر المتعلق بتسوية القضية الفلسطينية وانها لن تكون على حساب الاردن او ان تمس بمصالحنا الوطنية فان هذا يمثل رسالة ملكية على المطلق وتحمل بين حروفها رسالة اخرى موجهة الى عامة وخاصة العمل السياسي والشعبي في الاردن, وضوح ملزم واعلان صريح ولعل وصفه بالتحد الاقوى جائز بل ومحبب لدى الشعب الاردني الحامل لهم الوطن الاردني والمتشكك في دور النظام في القبول باية تسويات وحلول للقضية الفلسطينية على حساب الاردن.

"ان اي تسوية للقضة الفلسطينية", هذه كلمات واضحة تعني ان هنالك اكثر من سيناريو لهذه التسوية, وان هنالك اكثر من تسوية مطروحة وليست تسوية واحدة, جلالة الملك يوضح بشكل صريح ذلك, ما هي هذه السيناريوهات وما الفترات الزمنية التي تلزم كل سيناريو ليتحقق؟؟ هذه اسئلة لن نجدها في خطب التكليف السامي او حتى تصريحات رسمية امريكية او اسرائيلية او حتى فلسطينية, لانه حين يتم الاتفاق على سيناريو معين فانه يرمى على الطاولة على انه السيناريو الوحيد الممكن تحققه ولا يوجد غيره.

" لن تكون على حساب الاردن", مكررة معادة من مختلف الاتجاهات صعودا ونزولا او حتى بالتوازي مع الاشقاء في دائرة القرار السياسي الفلسطيني او الشعبي, ولكن الاهم الان التوقيت الذي اطلقها من جديد جلالة الملك, سنجد ان الاحتمالات التي ادت الى اطلاق الملك لمثل هذه العبارة بعد توضيحه ان هنالك اكثر من سيناريو للتسوية يمكن حصرها في احتمالين:

اولا: لا يوجد سيناريوهات للتسوية على حساب الاردن وان كلمات الملك اتت من باب طمئنة الشعب الاردني وردا على المخاوف التي يعيشها الشعب الاردني بخصوص هذه النقطة والجزئية بالذات , وبالتالي هي مجرد رسالة موجهة للداخل الاردني فقط ولا تتجاوز المعنى الحرفي للكلمات او حتى للعالم لمنع التفكير بهذا الاتجاه والتاكيد على ما ليس موجود اصلا.

الاحتمال الثاني: وهو الاقرب لنا فهما وعلما, ان هنالك بعض او كل السيناريوهات للتسوية تشمل او شملت ادراج الاردن الوطن والارض والقيادة ضمنها, اما كبديل لوطن او وطن بديل, وهذا سيكون تاكيدا من جلالة الملك على مشروعية تخوف ابناء الشعب الاردني المركز مؤخرا والموجه بشكل مباشر اما بصيغ اتهام للنظام او على شكل تحذير له من هذا المخطط.

في الاحتمال الثاني وهو كما اسلفت اعلاه الاقرب للحقيقة, هو من اكثر واخطر ما سمعت لغاية الان, كلمتان تشملان على " حساب الاردن", لهما من الخطورة ما يجعل كل رد او اسلوب لمنع وقوع المحظور واجب وطني من لا يلتزم به توجب اتهامه بالخيانة العظمى, ولكن السؤال الذي دار في الخلد انه بالتوازي مع درجة خطورة الموقف والفكرة وعظم نتائجها او حتى عظم تحطيم هذا المخطط, هل يكفي ورودها كعبارة مكونة من اربع كلمات وحرف جر خطير" لن يكون على حساب الاردن", ان كانت واقعا وسيناريو يجهز ويخطط له, الم يكن الاجدر ان يكون خطاب التكليف السامي كله في نفس الموضوع بالشرح والتفصيل وبيان الخطوط العريضة لمنعه من الوقوع, اليس من الاجدر والاهم لوطننا الاردن ان تشكل حكومة انقاذ وطني هدفها الاساسي حماية الوطن ومنع اي توريط له ليكون جزءا من اي تسويات تكون على حسابه؟ اليس البقاء اولا والاصلاح ثانيا؟.

"او ان تمس مصالحنا الوطنية", حقيقة وقفت عندها كثيرة وتلمست فيها وضوحا كسابقاتها فلم اجده, احترت فيما يريد الملك فعليا من وراء هذه الكلمات, هل يريد ان يرسل برسالة الى ابناء الاردن النشامى الغيورين على تراب واسم ووجود الاردن, مفادها ان الموقف خطير وان الضغوطات قوية وكبيرة؟؟, هل يستنجد الملك بابناء الوطن الاردنيون باسلوب سياسي معين ليهبوا من اجل وطنهم الاردن وطنهم الوحيد على كوكب الارض, هل الملك يواجه ضغوطات كبيرة من اكثر من جهة خارجية او حتى داخلية تريد ان تفرض عليه القبول بجعل الاردن بندا من بنود التسوية التي ستكون الواقع المفروض على الجميع شرقي او غربي النهر؟؟؟.

بغير ذلك فان العبارة ليست منظومة ولا مفهومة" او ان تمس مصالحنا الوطنية"... مصالحنا... الضمير هنا على من يعود؟؟؟ كيف لتسوية تعتمد لحل القضية الفلسطينية لن تمس مصالحنا الوطنية كشعب اردني ثلثيه من اصول فلسطينية تجنست بعد النكبة وبعد النكسة وبعد رحيل بيروت او حتى في العشر سنوات الاخيرة؟؟؟ ان لم تكن التسوية النهائية ستمس مصالحنا الوطنية لشعب ثلثيه لاجئ او نازح وغالبيتهم لهم حق العودة والتعويض فاي تسوية هذه واي شكل نهائي ستحل به القضية؟؟؟؟ الاحتمالات هنا ايضا محصورة في اثنين :

اولا: اما ان التسوية النهائية لن تشمل الشعب الفلسطيني ولا الارض الفلسطينية وبالتالي فان الاردنيون من اصول فلسطينية لن يتاثروا بها.

ثانيا: ان الفلسطينيون المتجنسون اردنيا لم يعودوا اصلا من بنود التسوية وان ارتباطهم بفلسطين ارضا وعودة وحقا و وطنا قد انتهى وهذا سيجعل اي تسوية لا تعنيهم ولا تمس بمصالحهم ( مصالحنا ) الوطنية!!!!!.

الاحتمال الاول احتمال غير معقول, ام الثاني فهو غير مقبول, اليس هذا الاحتمال بحد ذاته ينفي ما سبق العبارة اصلا من اي تسوية لن تكون على حساب الاردن؟؟؟ اليس هذا الاحتمال هو فعليا على حساب الاردن؟؟؟؟ وضوح في الطرح اول الكلمات لفه الغموض والضبابية في النتائج في اخر الكلمات, نحتاج ونطالب بالتوضيح اكثر فاكثر والشفافية اكثر واكثر حتى نكون كلنا على نسق واحد لمصلحة الاردن الوطن الوحيد لنا في حياتنا, ان كان جلالة الملك ينادي فمن خير منا يلبي النداء وكلنا فداء الاردن, وان كانت مجرد عبارات او كلمات منمقة او حتى مكملة لاركان اي خطاب تكليف سامي فكان الاولى بكاتب الخطاب ان يجعلها اكثر وضوحا وان يقول فيها: "وإنني أؤكد أيضاً لدولتكم وللعالم كافة أن أي تسوية للقضية الفلسطينية لن تكون على حساب الأردن اكثر مما كانت أو أن تمس مصالحنا الوطنية اكثر مما مست."

وبطبيعة الحال سنرد بالاتجاه المعاكس ونقول: " خلاص فهمناكم شكر الله سعيكم".

حازم عواد المجالي

Hazmaj1@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع