أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. كاميرات مراقبة تنقذ طفلة من اعتداء عشريني عليها شهداء في قصف الاحتلال الإسرائيلي على رفح ومخيم النصيرات ارتفاع عدد الجنود المصابين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إلى 14 مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى قطر أمطار الاثنين .. هل ينتهي الموسم المطري غدا أم ننتظر المزيد من المفاجآت؟ حماس تسلم ردها للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار على قطاع غزة أكسيوس: إدارة بايدن أوقفت شحنة ذخيرة إلى إسرائيل قطع أراضٍ وملايين الدنانير ومكافآت شهرية لمنتخب العراق المتأهل لباريس خرق أمني يهدد بفضيحة جديدة للجيش الألماني قرابة 500 شهيد في الضفة منذ 7 أكتوبر ثلاثيني يعتدي بوحشية على ابنة شقيقه في الزرقاء مداهمة مكاتب قناة الجزيرة في القدس ومصادرة معداتها وفد حماس يغادر القاهرة للتشاور تطبيق لتحديد مواقع محطات شحن المركبات الكهربائية في الاردن ماكرون يدعو نتنياهو إلى استكمال المفاوضات مع حماس الذيابات: يجب تعاون جميع الأجهزة للنجاح بمكافحة الجريمة واشنطن بوست: شهادات عن إعدامات وممارسات الاحتلال في نور شمس وزير البيئة يلتقي وفدا من مؤسسة زايد الخيرية الإماراتية. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا جنوب تل الهوى. نتنياهو: الاستسلام لمطالب حماس بمثابة هزيمة نكراء
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة...

الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الموازين

13-12-2023 10:15 AM

كتب م. علي أبو صعيليك - أكثر من ستين يوما وفشل قوات الاحتلال مستمر في تحقيق أي نصر على المقاومة الفلسطينية، وفي نفس الوقت تنتقم يوميا من المدنيين الفلسطينيين بوجود دعم عسكري وسياسي أمريكي مطلق، والفشل يشمل حتى تحرير أسير واحد، ولذلك كان من المنتظر أن تجد الولايات المتحدة لها مخرجاً من العار والخزي الذي لحق بها على مدار شهرين، لكنها أبت إلا أن تستمر على حقيقتها التي قامت عليها منذ البداية وهي استنزاف دماء الشعوب من أجل تحقيق مصالحها والشواهد لا تعد ولا تحصى في العديد من البلدان.

خسرت الولايات المتحدة كثيراً في الجانب الشعبي على مستوى العالم وازدادت صورتها الوحشية قذارة بسبب دعمها وتمويلها ومساهمتها العسكرية في إبادة الأبرياء من الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق مصالحها، ورغم الفشل الذريع لجيش الاحتلال إلا أن الفيتو الأمريكي منح مزيداً من الوقت والغطاء السياسي للاستمرار في الإبادة التي تستهدف من خلالها تهجير الفلسطينيين نحو سيناء المصرية وذلك هو الهدف الحقيقي الذي تعمل الولايات المتحدة على تحقيقه ولكن المقاومة الفلسطينية كانت كالشوكة في حلقها، ولا يبدو أن تمديد مدة الحرب سيؤدي إلى نتائج سوى إبادة المزيد من المدنيين الفلسطينيين جنباً إلى جنب مع استمرار سقوط المزيد من القتلى والجرحى من جيش الاحتلال والخسائر المادية والعملياتية.

صحيح أنها القوة العسكرية الأكبر في العالم، لكن حديث مسؤوليها السياسي أصبح مكشوفاً وساذجاً لما يحتويه من أكاذيب هزلية متناقضة، مثلا خلال حرب روسيا وأوكرانيا التي طمسها إعلاميا طوفان الأقصى، خرج المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكي جون كيربي يحاول منع دموعه (دموع التماسيح) عندما تحدث عما قال عنه في حينها "الفضائع التي يرتكبها بوتين في أوكرانيا" وكان يتنهد ويتألم عندما تحدث عن الصور التي رأها لقتل الأبرياء في رواية أمريكية كلها أكاذيب مزيفة، بينما ظهر نفس الشخص في مؤتمر صحفي يتعلق بالحرب على غزة بوجه آخر خالٍ من المشاعر الإنسانية عندما سأله صحفيا عن إبادة المدنيين في غزة وكان تعليقه بأنها حرب دموية قبيحة يتعرض فيها المدنيون للأذى، كان يبرر الإبادة بأنها نتيجة طبيعية للحرب، يا لقذارتك.

على المستوى الشعبي، لم يعد شيئاً كما كان قبل طوفان الأقصى، ومع توثيق الجرائم ضد المدنيين التي يرتكبها جيش الاحتلال والجنود الأمريكان الذين تم الإعلان عن مشاركتهم في الحرب، وعدم تحرج الولايات المتحدة من الإعلان عن استخدام قنابلها وإلقائها على بيوت المدنيين، لم يعد هناك أي طريقة لتجميل الوجه القبيح، وبالتالي هل أمريكا قادرة وللأبد أن تحافظ على قوتها واقتصادها والسيطرة على العالم؟ طبعا لم تدم أي قوة سابقة في التاريخ، ولذلك فإن حجم الانتقام سيكون كبيراً جداً ومؤلماً، صحيح أننا نتعامل مع الواقع، لكننا أيضا مؤمنون ولن تذهب أرواح أطفال غزة دون انتقام رباني عجيب سيكون درس يخلده التاريخ.

الفيتو الذي استخدمته الولايات المتحدة وتفردت لوحدها دون جميع دول العالم في الاستمرار بدعم وحماية جرائم الاحتلال في الإبادة الجماعية كان مؤلماً جداً، ستون يوماً والأبرياء في غزة يدفعون ثمنا باهظا للطموحات الأمريكية في المنطقة، وأمريكا غارقة في وحل الأكاذيب الصهيونية، وفي كل الأحوال وحسب التاريخ فإن كل ما فعله الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما من جرائم بحق الشعب الفلسطيني إلا أنها عجزت تماما عن مسح الهوية الوطنية الفلسطينية والتي ستبقى شامخة كما ظهرت المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر.

عموماً وبعد يومين من تصويت الولايات المتحدة المشين، بدأت التسريبات الإعلامية من الجانب الصهيوني عن مفاوضات مجدداً من أجل صفقة تبادل أسرى، وما كان لهذه التصريحات أن تخرج من وزير الدفاع غالانت إلا لأن حجم الألم الصهيوني كبير جدا من حيث عدد الضباط والجنود الذين يسقطون يومياً ويتم التغطية على أعدادهم الحقيقية.

ما ارتكبته الولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر ليس بالخطأ الإستراتيجي، بل هو الخطيئة التي لا تغتفر، فلعنة أرواح أطفال غزة ستبقى تلاحق جميع مسؤوليها، ولا يمكن إلا أن تدفع الثمن باهظا حتى لو كانت هي الأقوى عسكرياً، فقد أصبح حتى رؤساء بعض الدول يتحدثون بوضوح أن العالم أفضل دون ما تفعله أمريكا.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع