أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السعايدة يفتتح اجتماع لمراجعة الخطة المتكاملة لاستدامة الأمن النووي في الأردن الملكية تنفي بيع رئيسها التنفيذي لأكثر من نصف أسهمه تحذير من انفجار مخلفات الجيش الإسرائيلي في غزة. كاميرون: هناك عرض لوقف إطلاق النار بغزة لمدة 40 يوما. وصول طائرة مساعدات بولندية إلى مطار ماركا العسكري الأرصاد: أمطار غزيرة وبرق ورعد جنوبي وشرق الأردن برنامج "Jordan Source" يشارك في مؤتمر العقبة المنعقد برعاية جلالة الملك ضمن قمة مستقبل الرياضات الإلكترونية والتقنية الخريشة: الانتخابات القادمة ستكون فرصة تاريخية للمرأة الأردنية هانيبال القذافي من سجن لبناني تحت الأرض: أريد أوكسجين قتلى وجرحى في هجوم على نقطة للشرطة جنوبي روسيا لواء احتياط إسرائيلي: الهجوم على رفح قد ينتهي من دون أسرى أحياء واشنطن تبني قاعدة عسكرية في "إسرائيل " اتفاقية لتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية في الأردن بوريل يرجح أن تعترف عدة دول أوروبية بالدولة الفلسطينية بنهاية أيار إعلان الجدول الزمني التفصيلي للانتخابات النيابية عمل الأعيان تشارك بأعمال مؤتمر العمل العربي في بغداد قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية ليرتفع العدد إلى 8505 الصليب الأحمر: لن نحل مكان الأونروا في غزة الأمن": العثور على جثة أربعيني قرب كلية عجلون بين الاحراش بعد الإبلاغ عن فقدانه منذ عدة أيام 700 ألف دينار لصيانة وافتتاح طرق غرب إربد
انتبهوا.. كيف ستصرف الشعوب هذا الغضب؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة انتبهوا .. كيف ستصرف الشعوب هذا الغضب؟

انتبهوا .. كيف ستصرف الشعوب هذا الغضب؟

12-11-2023 04:54 AM

أين ستصرف الشعوب العربية هذا الرصيد الكبير من القهر والغضب، والإحساس بالعجز والهوان، بعد انتهاء محرقة غزة؟
‏أترك الإجابة لفطنة القارئ الكريم، لكن أشير، فقط، إلى أن ما حدث في غزة كان بمثابة «انفجار التاريخ» العربي، كل الانحباسات التي تحولت إلى دمامل كبيرة، وتراكمت عبر تجربتنا التاريخية في الصراع مع الاحتلال وحلفائه، سواء أكان وراءها خيبات سياسية، أو جراحات دينية، أو عصر ثقافي، أو تخلف حضاري، وصلت، بعد ما شاهدناه في غزة، إلى درجة الانفجار، هذا الانفجار سيكون قريبا، وربما يفوق في قوته ما حدث أثناء الربيع العربي، و يتجاوز محيطنا الإقليمي إلى العالم أيضا.
‏قلت : انفجار التاريخ، وأنا أعرف أن هذا التاريخ الجديد بدأ بـ 7 أكتوبر وسيمتد إلى نهاية هذه الحرب، مهما تكن نتيجتها، وإلى ما هو أبعد من ذلك، فالذات العربية المجروحة التي تابعت على الشاشات إحراق غزة، تحت سمع العالم وبصره، وبمباركة مواثيقه وشرائعه الإنسانية والسياسية والقانونية، ولم تجد أمامها إلا الحناجر لتقاوم سطوة الصورة، لا يمكن، أبدا، أن تهضم ما دخل إلى خزاناتها من قهر وإحساس بقلة الحيلة، ومن كراهية للفاعلين والمحرضين والمتفرجين، وعندها سوف تجتر ذلك كله في لحظة ما، قد لا نعرفها، لكنها قادمة بالتأكيد.
‏كيف سيكون ذلك؟ لا اعرف، ربما من خلال انبعاث تطرف ديني جديد، عابر للحدود ومتوحش أكثر مما نتوقع، ربما يكون على شكل انفجارات اجتماعية وسياسية داخل المجتمعات العربية، ربما سيكون مقاومات لأجيال قادمة ضد كل من جرح كرامتنا، واستهان بدماء أطفالنا، لهذا لا بد أن نستدعي، منذ الآن، ما لدينا من حكمة وحكماء لكي نخفف، على الاقل، من تداعيات الانفجار، أو نجد ما يلزم من قنوات لتصريفه في اتجاهات تصب بمصلحة بلادنا، أقصد أن نبدأ بمراجعة للذات أولا، وعلاقاتنا مع الآخرين ثانيا، والاهم، الخروج من التبعية إلى الاعتمادية، ومن الإحساس بالضعف إلى التمكين والقوة، هذا يحتاج إلى حديث طويل، اتركه لأهل الاختصاص في السياسة والاقتصاد، وغيرهما من المجالات المعنية بصناعة الإنسان، وتحصين المجتمعات، وبناء عناصر المنعة والصمود.
‏حين دعوت، أكثر من مرة، إلى «عقلنة» الخطاب العام، كنت أدرك، تماما، أن الحرب على غزة مجرد «افتتاحية» لتحولات خطيرة قادمة، وأننا لم نستعد لها كما يجب، على الرغم من أنها لم تفاجئنا، لأننا نعرف أعداءنا، كما نعرف إمكانياتنا، لكن ما دام أن ساعة الحقيقة دقت، و انكشفت أمامنا صورتنا، وصورة الآخرين الذين سقطت عنهم كل الأقنعه، صار لزاما علينا- أقصد الدولة النخب- أن نتجاوز مرحلة الانفعال والغضب، لنفكر بعقل بارد بما يمكن أن نفعله، وما يجب أن نبدأ به، منذ الآن، لحماية انفسنا وبلدنا من «التسونامي» القادم.
‏أعرف، بالطبع، أن حركة ماكينة السياسة باتجاه العدو وحلفائه ستكون محدودة وبطيئة، بحكم الاضطرارات والاستحقاقات التي لا نستطيع التحلل منها بسرعة، أعرف، أيضا، أن بلدنا أصبح وحيدا بلا أي ظهير أو رديف سياسي، بحكم واقع التحالفات في الإقليم والعالم، أعرف، ثالثا، أننا وضعنا انفسنا على خط النار، بكل ما لدينا من طاقات، لاعتبارات مفهومة في سياق حماية أمننا الوطني، لكن مع ذلك كله يبقى الأهم، وهو حركة الدولة باتجاه المجتمع على سكة المصارحات والمصالحات الوطنية، هذه تشكل الرهان الوحيد لمواجهة أي خطر قادم، وهي الأرضية للانطلاق نحو أي مراجعات سياسية تسعى لتجنب ارتدادات زلزال الحرب على غزة وما بعدها، ثم كبح جماح « المارد» الذي خرج من قمقمه، ولن يعود.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع