توقفوا!!! مستقبل الأردن في خطر
الدكتور سطام الشقور
بدأت تنكشف طبيعة النوايا الإسرائيلية تجاه الأردن ونظامه والتي تظهر حقيقة ما تؤمن به المؤسسة الإسرائيلية حيالنا، ومع أنها – تلك النوايا - الحقيقة الوحيدة التي رافقت تاريخ هذا الكيان وسارت متلونة مع حرارة المواقف العربية وظروف المنطقة فقد عايشتها الأجيال الإسرائيلية وتربت عليها بالشروط ذاتها لم تتبدل ولن تتبدل قط، وما كَبْتُها خلال العقود الماضية إلا لظروف استثنائية أرغمتهم على التعايش معها في موضعها استعدادا لصياغتها صياغة جديدة تناسب ظروف المرحلة الجديدة.
وإنني أجد – مع الأسف – كل التصريحات الإسرائيلية تشكل مقدارا هائلا من القلق على مستقبل الأردن – النظام والشعب – وانه لا يمكن شرح ما وراء سطورها خارج هذه الحقيقة التي باتت ترى بالعين وتسمع بالأذن، حيث كانت البداية مع الجنرال يائير نافيه قائد المنطقة العسكرية لوسط إسرائيل عام 2006 التي بثتها إذاعة الجيش الإسرائيلي على لسانه بالتزامن مع تصريح نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال موشيه كابلينسكي حول إشارات زعزعة الاستقرار في مصر وسورية، ومرورا بموافقة الكنيست على مشروع (الأردن هو فلسطين) بأغلبية 53 صوتاً، ثم ما صرح به عوزي دايان العضو السابق في حزب الليكود ورئيس مجلس الأمن القومي قوله\" إن أفضل حل هو إقامة المملكة الهاشمية الفلسطينية، ناهيك عن تصريحات الداد ذات الطعم المخيف.
ولنلاحظ بأن هذه التصريحات تأخذ اصدءا أقوى بالتزامن مع اتساع رقعة الحراك وشدته في الأردن، وأصبح مفهوما - بما لاشك فيه – أن المخططات الإسرائيلية متوقفة على اندلاع الفوضى في الشارع الأردني (الثورة) حيث لا زال حراكنا الشعبي والشبابي تحت الرقابة الإسرائيلية ومن خلفهـــا الأمريكية – ولا اقصد الرعاية - لتأصل داء التوسع على حساب الشعوب وحرياتهم في عقيدة هاتين الدولتين، وان أي تنافر داخل الأردن يهدد بضياعه ويفقد شعبنا كرامته، ومن المؤكد أن إسرائيل تخطط لعمل عسكري ضد الأردن وتنتظر الفوضى - لحماية حدودها - ذريعتها التي تساهم في اصطناعها لتفرض علينا شعبا جديدا وسلطة جديدة، ونحن مع كل قوانا الشعبية وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية سننتهي إلى أن نواحه حقيقة الوطن البديل.
ولم يبق من الوقت طويلا حتى نعيش هذه الحقيقة المحزنة شئنا أم أبينا، لذا ما علينا إلا أن نقف مع أنفسنا ومع وطننا وقيادتنا في هذه الظروف لوضع حد لازمة محرجة نحن مقبلون عليها إذا ما استمرت قوى المعارضة بتوسيع وتسريع جبهة الحراك، وليعلم الأردنيون أن للديمقراطية وجهان مختلفان احدهما سيقودنا حتماً للهلاك، وعلينا كذلك أن لا نغامر بمستقبلنا وان لا نراهن على قوة قد لاتجاري موازين القوى في ظل عمى المجتمع الدولي عن الغطرسة الإسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومع أني اعلم بان هناك سينعتني كما غيري بـ (السحيج والمنافق ....) إلا أنني أؤمن بما اكتب والله على ذلك شهيد، وأخيرا أقول: توقفوا !!! توقفوا!!! قبل فوات الأوان.
sattamhamaeda@yahoo.com