ان الله يحب التوبة ,الطهارة ,التوكل ,الصبر, القصد ,الاحسان, ولكل منها درجة من درجات الايمان , يرتقي اليها الانسان ,باجتياز فتنتها(الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ") فتنة تنقي الانسان من شوائب الدنيا ,ضمن هذه الحياة وأهلها , في كل مكان وزمان ,ليرتقي الانسان لمكنون حب الله فيها وحلاوة الايمان ,يتمسك الانسان بأيمانه بكل قوة ,وخوفه من الكفر من علامات التوصل لحلاوة الايمان .................
بين حب الدنيا ,وحب اعمال الاخرة في الدنيا ,برزخ ,كالبرزخ بين الاموات والأحياء ,فالإنسان بدون ايمان انسان بحكم الميت ,من انعدام الرحمة في القلوب,والهداية منبعها من الرحمة ,والعجب ان الانسان مشغول ,في معرفة ما خلف جدار البرزخ وهو عالم الاموات ,دون اكتراث لمعرفة عالم الايمان الميسر اجتياز حواجزه اي اختباراته,والغوص فيه ليكتشفوا حلي الايمان , ليتحلوا بحليه في جنة الدنيا وفي عالم البرزخ ويم البعث محجلين بنور حلي الايمان في الدنيا ,ما دام الانسان ضمن فترة التخيير في حمل الامانة اي الطاعة في الحياة الدنيا ,والتي لا تكاد تذكر في عالم برزخ الاموات في الدنيا ,وعالم خلود الاخرة .................
احباب الله تعالى في التوبه الصادقة ,كونها نابعة ,من الخوف من الله ,وخوف احباب الله حبا , فالإنسان يعبر عن الحب بالخوف ,وكونها نابعة من اليقين باليوم الاخر وحسابه ,واحبابه المتطهرون بطهارة الايمان من الشرك والكفر ,بطهارة ذنوبهم بالصدقات والمغفرة ,واحباب التوكل في معرفة الأخذ بسنن الله في الحياة الدنيا ,الاخذ بالأسباب والإيمان بمسبب الاسباب واليقين بمن توكل على الله فهو حسبه ,ليرمي الانسان احماله من احوال الدنيا وظلمها وأهلها على الله تعالى ,احباب الله في الصبر ولعظمة الصبر على النفوس ,كان الله في رعايته ,فالله تعالى مع الصابرين ,وبشر الصابرين ,ولقد جعل الله تعالى ,حلاوة للصبر ,حتى يقدر عليه المؤمن ,فبالصبر يجتاز الانسان كل الفتن ,وبالصبر ينكشف امر الله وارادته ,وهذا من يقين المؤمن ,وأحبابه المقصدين ,الذين تعاملوا مع انفسهم ومع الاخرين ومع الكون ,بميزان القصد اي العدل ,الذي وضعه الله تعالى ,عند رفع السموات,حتى لا يفسد طغيان الانسان للانسان وتفسد الاخلاق بين الناس وتفسد الحياة ,اما احبابه المحسنين الذين تجاوزوا ما فرض عليهم,وقابلو احسان الله بمن وكلهم بإحسانه ,بالإحسان الى انفسهم , من خلال رد احسان الله تعالى لخلقه , وطلبوا الاجر من الله, فزادهم الله تعالى ايمانا ,وتقبل الله طاعتهم ,وآجرهم عليها في الدنيا قبل الاخرة, أولائك الذين تحلوا حسب قدرتهم بصفات الرحمن تعالى ,فكانوا نورا بين عالم الانفس, حين عرضها الله تعالى ليشهدوا بوحدانيته , ومنهم النبيين والمرسلين واخرين نالوا درجات الانبياء والمرسلين ,ذكر اجرهم في كتاب الله تعالى مع الانبياء والمرسلين ................
د. زيد سعد ابو جسار