خاص - عيسى محارب العجارمه - كلما وطئت قدماي أرض العاصمة الأردنية الهاشمية الحبيبة، قادما من قريتي الوادعة في ريفها الجنوبي الاغر، لغاية عمل أو تسوق، فأنني انزه الطرف بمنظر قباب المسجد الحسيني الكبير، وجنود القوات المسلحة والشرطة المدنية يجوبون شوارعها وازقتها وحواريها، بدوريات آلية وراجلة، ومن ضمنهم خلية للمخابرات العامة، أراهم بعين القلب لا البصر، جنودا للحق وقوسا للنصر وترسا للمعركة مع عدو ظاهر وخفي يروم بالوطن شرا وغدرا وترتجف يداه قبل أن تضغط على الزناد لأنه يعرف بأنهم بالمرصاد.
مناسبة الحديث العابر، تناولي إفطار اليوم بمطعم شعبي بأحد الأزقة اللعينة، بين السابعة والثامنة وحيدا على طاولة الإفطار، لتناول طبق فتة الحمص الشهي، ومواء عدد كبير من القطط العائدة لعامل المطعم تطالبه بافطارها أيضا من السنيورة وغيرها برصيف الشارع.
إلى هنا والمشهد عادي انا استمتع بافطاري وارقب القطط الأليفة تلتقط رزقها، ليطلع علينا شخصان من ذوي الاسبقيات على ما يبدو بلباس مموه شبه عسكري يشبه لباس المليشيات المسلحة في بعض دول المنطقة العربية المبتلاه بحروب أهلية ويتسكعا ويقلدا صوت مواء القطط لافرك عيناي من هول المشهد بعمان الوادعه.
وهنا تنشق الأرض عن ليوث الحق وفرسانه من خلية مخابرات عمان على ما اعتقد لا بل أكاد أجزم فلا أحد يتمنطق بعلم الأردن غيرهم، ليفر الازعران على غير هدى سريعا الخطوة فللوطن سدنته ورجاله ولسان حالهم انا اتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك.
انا لا اجاملهم ولا اعرفهم واشحت النظر عن مشهدهم المهيب وكان فرحي بهم كفرح يوسف بيعقوب سدد الله رميهم واعانهم على حراسة عاصمة سيدنا وحبيبنا جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، والمملكة الهاشمية وشعبها من كل شر والله ولي التوفيق.