أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. أجواء حارة نسبيا مع ظهور الغيوم «أسابيع حرجة» في الأردن تختبر كل تفصيلات «التحديث السياسي» قبل الاقتراع مباحثات "إيجابية" بخصوص صفقة التبادل .. وتعهد مصري بالضغط على حماس دراسة : تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 الأردن: استعادة ماضي الصراع في مواجهة العدو والأطماع السلطات الأمريكية تفتح تحقيقا عاجلا بعد رصد “صحن طائر” في سماء نيويورك (فيديو) حزب الله يبث مشاهد لكمين استهدف رتلا للاحتلال شمال فلسطين (فيديو) المعايطة: نعمل على زيادة عدد مراكز الاقتراع المختلطة وزير الخارجية الإسرائيلي ينشر صورة مسيئة لأردوغان .. شاهد طقس العرب يُحدد مناطق تساقط الأمطار ويُطلق تحذيرات حماس وفتح يعقدان محادثات مصالحة في بكين رقم صادم .. الأمم المتحدة تكشف عن الوقت اللازم لإزالة الركام من غزة مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق. القيادات الأمنية والسياسية تؤيد المقترح المصري ونتنياهو يرفضه أنقرة: استهداف الرئيس ينم عن الحالة النفسية لحكومة إسرائيل. مقتل خمسيني بعيار ناري بالخطأ في الكرك. 10 إصابات إثر حادث تصادم بين مركبتين في جرش. الأونروا: طفلان توفيا بسبب موجة الحر في غزة الأونروا: المعلومات التي قدمتها إسرائيل ليست كافية بتورط موظفينا في 7 أكتوبر. النجار: الشباب جزء محوري بتطوير المشروع الثقافي الأردني.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة بين عقل زويل وعقل الانتحاري في كربلاء

بين عقل زويل وعقل الانتحاري في كربلاء

04-02-2010 10:42 PM

أول من أمس تابعت لقاء تلفزيونيا ممتعا مع العقل الجوهرة  صاحب نوبل المصري الرائع أحمد زويل. ويزداد الانجذاب له بطريقة تفكيره وشخصيته الجميلة وانشغاله بالحال المصري والعربي كما تبدى في كتابه "عصر العلم" الذي تضمن سيرته الذاتية وما فيها من دروس عن البيئة التي تتيح لأفضل العقول أن تجترح أعظم الانجازات ومناقشات لسبل التقدم بمصر والعرب. وقد دار الحديث عن المعوقات التي لم تفت من عضده في مشروعه لانشاء مدينة علمية عربية في مصر.

وأمس تابعت بأسى آخر تفجير انتحاري وسط الجموع الذاهبة الى كربلاء لاحتفالات دينية  فقتل وجرح أكثر من 150 شخصا وكان قد سبقه بيومين تفجير انتحاري آخر من سيدة ذهب ضحيته ضعف هذا العدد. والحقيقة أنني أغرق في تفكير ممض وتساؤلات مؤرقة بعد كل حادثة من هذا النوع؛ فأي دماغ يسكن جمجمة الانتحاري أو الانتحارية، فهؤلاء لم يولدوا بأدمغة مختلفة عن بقية البشر؟! ونفهم في ظروف استثنائية جدا يكون فيها شخص أمام قرار بأن يضحي بنفسه لينقذ بقية أهله أو قومه أو رفاقه أو بلده، فيقوم بعمل لا يدانى في البطولة والنبل، لكن أن تنتحر بتفجير نفسك وسط هذا الجمع التعس من رجال ونساء واطفال؟! كم من الانتحاريين فجروا أنفسهم في مجالس عزاء؟! بأي حال يكون العقل الذاهب لارتكاب هذا الفعل؟! أي انزلاق كامل ومخيف للدماغ الذي فقد كل فرامل التفكير السوي التي حباها الله لعقل الانسان.

لم يكن أجمل من زويل وهو يتحدث بشغف عن الفتوحات المعرفية الرائعة التي تأخذ بالألباب وعن المساحات اللامتناهية أمام المعرفة تتحدانا لاكتشافها وعن غيرته على بلده وابناء جلدته للأخذ بأسباب التقدم والازدهار. ومن حديثه يبدو زويل وطنيا ومؤمنا لكنه لا يخلط الأمور ابدا كما يفعل كثيرون عندنا بين الدين والعلم وكأنهم يعيشون مأزقا يمسك بخناقهم، فهو لا يشعر بالحاجة لتفسير أو تكييف أو لي عنق الحقائق والنصوص بين المستويين العلمي والإيماني فيبدو في تصالح عميق على مستويين.

كلنا نولد بدماغ متشابه مع درجات متفاوتة من القدرات، عقل زويل وعقل الانتحاري الذي فجّر نفسه بالجموع التعيسة في كربلاء أو بالأهالي المحتفين بتخريج أبنائهم في بيشاور، أو النيجيري الذي حاول تفجير نفسه بالطائرة وهو ابن وزير ولم يمرّ بمآس ويأس شامل كما قد يكون حال انتحاريين في العراق. فما الذي حدث حتى انتهى هذا العدد من العقول الى اللامعقول. هل يمكن تسمية ما يحصل بغسل الدماغ أم ثمّة ما هو أبعد وأعمق في هذه الظاهرة من " العصاب الجماعي" وأنا أستعير التعبير من جورج طرابيشي في كتاب تحت عنوان "العرب والتراث: التحليل النفسي لعصاب جماعي"، صدر له سنة 1991  فأي تحدّ لتحديث البحث مع ظواهر هذه الأيام؟!

jamil.nimri@alghad.jo

جميل النمري





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع