أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد تعرفوا على محطات تحميل وتنزيل ركاب الباص السريع (عمان - الزرقاء) تحديد موعد عطلة عيد الاستقلال أورنج الأردن شريك الاتصالات لهاكاثون الذكاء الاصطناعي الذي استقطب أكثر من 200 مبدع ومبتكر بعد تقرير عن تهديد مصر بإنهائها .. شكري يدافع عن اتفاقية السلام مع إسرائيل بطلب فلسطيني .. الفيفا يناقش عضوية "إسرائيل" 17 الجاري النيابة العامة الكويتية تتخذ اجراءات بحق معترضين على قرارات أمير البلاد والا: نتنياهو لم يستغل إنجازات الجيش بغزة الشمالي يترأس الوفد الأردني لاجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي الطعاني: إعلان عمان للسلام والتنمية المستدامة يؤكد حالة أمن وأمان المملكة انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب قرارات مجلس الوزراء 82 أسيرة فلسطينية في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي الجهنمية الملخص اليومي للبورصة القسام تقصف تجمعات لجنود الاحتلال مصر تنفي انتشار تجارة الأعضاء البشرية بين الأطباء اليونيسيف: لا مكان آمن لـ 600 ألف طفل في رفح بيان: تضاعف عدد الفلسطينيين 10 مرات منذ نكبة 1948 35034 شهيدا و78755 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة طوقان رئيساً لمجلس استثمار أموال الضَّمان الاجتماعي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة في تلاحم الشعبين الأردني الفلسطيني

في تلاحم الشعبين الأردني الفلسطيني

08-04-2011 01:16 AM

عاد حافي القدمين

ليس الفتى من قال كان أبي     إن الفتى من قال هـا أنا ذا

     تجنبت دوما الحديث عن أبي رحمه الله التزاما مني بالمبدأ الذي عبر عنه الشاعر العربي في هذا البيت الرصين، ولكنني كلما صادفت أحدا من أصدقاء والدي ولمست في تعبيرات وجهه مشاعر التأثر العميق والحنين الصادق إلى ذكريات الماضي، علمت أنه لا مناص من تناول شيء من سيرته ومسيرته في مرحلة من أدق المراحل والمنعطفات التي مرت بها الأمة في خمسينيات القرن الماضي .

     فذات مرة حدثني عن قوافل اللاجئين التي تدفقت على السلط في عام ثمانية وأربعين عندما كان صبيا، وكيف أنه نظر إلى صبي في مثل سنه من صبيانهم وهو يحمل الأمتعة وينزلها على قارعة الطريق، وإذا به عاري القدمين تلتهم حرارة الأسفلت ما تبقى من نضارة جلده المتشقق في صيف أيار، فما كان من أبي إلا أن خلع حذاءه الذي لم يكن ليحصل على مثله إلا بشق الأنفس وألبسه لهذا الفتى الذي أضحى فيما بعد صديقا وجارا وزميلا ثم تنسم بعد حين أرفع المناصب الحكومية والوزارية …

     إنني أستطيع في هذه الحادثة التاريخية أن أختصر مجلدات يمكن أن تكتب في العلاقة بين الشعبين التوأمين، وقد عبر عنها ببراءة الأطفال صبي ذو جبين أسمر من أشعة الشمس في بيادر كفر هودا، وإن كان بياض إبطيه الذي ورثه عن أمه الشامية الأجداد ليضرب به المثل .

     لم يكن أبي يومها وهو ابن خمسة عشر عاما يملك ما يقدمه تجاه نكبة شعب سوى ما صنع، وكبير جدا بكل المقاييس ما قد قدم، وشعر براحة نفسية تخفف عن ضميره بعضا من الغليان الذي أصبحنا اليوم لا نشعر به ونحن عائدون إلى دفء بيوتنا بعد مهرجانات الدعم و مسيرات الشجب واعتصامات التنديد، أما أبي فقد عاد إلى بيته الفلاحي المتداعي والمتداخل مع مغارة في بطن الجبل في واد الأكراد، يومها .. عاد حافي القدمين .

     المهندس هشام عبد الفتاح الخريسات

www.hishamkhraisat.com 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع