أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون استعدادا للسيناريو الأسوأ .. إسرائيل تجهز مشفى تحت الأرض استشهاد (روح) بعد عدة أيام من إخراجها من رحم والدتها حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول لحزب سياسي إسرائيل تساوم بـ"اجتياح رفح" في مفاوضات غزة .. ووفد مصري إلى تل أبيب أوقاف القدس: 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مسؤول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما مسيرة في وسط البلد دعمًا لـ غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن
وأد الحكومة كان مبكرا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة وأد الحكومة كان مبكرا

وأد الحكومة كان مبكرا

13-09-2019 06:02 PM



ماهر أبو طير


لن أتحدث عن شخص رئيس الوزراء، هذا اليوم، لكنني سوف أتحدث عن وزراء في حكومته، ونحن نرى الكلفة الكبيرة، لطريقة اختيار الوزراء، وهي كلفة تتكرر في كل حكومة تأتي إلى الأردن، وليست جديدة، لكنها هذه المرة تستحق ان تخضع للتحليل. الوزراء في الحكومة الحالية، ثلاثة أنواع، دون ان نسمي أسماء الوزراء، النوع الأول، هو النوع المختبئ، وهو يتوارى منذ تكليف الوزراء بمواقعهم، ويفضل أصحاب هذا النوع الابتعاد عن الظهور وعن المماحكات البرلمانية أو عن الاعلام، والعمل بعيدا عن الضجيج، ليس لاعتبارات مهنية محضة، ولكن تحوطا وحذرا، وهؤلاء يتسببون بضعف الحكومة، كونهم يحمون انفسهم شخصيا، وعلاقتهم بالحكومة فقط عبر اجتماعات مجلس الوزراء، ويعودون بعد ذلك إلى بيوتهم أو مكاتبهم، ولا يقدمون أي إضافة إيجابية، لكنهم لا يتسببون بأزمات علنية للحكومة، جراء الاختباء والحذر والتواري لاعتبارات شخصية. النوع الثاني الوزراء الذين أداروا أزمات كبرى، وظهروا امام الرأي العام، بسبب أزمات مختلفة، في قضايا متعددة، ويشمل هذا الصنف عدة وزراء، أغلبهم زاد من حدة الأزمات، واستدرج كل الحكومة خلفه إلى الزاوية الحرجة التي يجلس بها، بسبب سوء الإدارة، وهذا النوع من الوزراء تسبب بكلفة عالية على الرئيس ذاته، وعلى حكومته، وكان ممكنا ان يديروا كثيرا من الازمات أو الملفات بطريقة مختلفة، لكنهم اختاروا الشكل التقليدي واخضعوا كل الحكومة لطريقتهم، كون الملفات التي أديرت كانت غير محصورة بمساحة محدودة بل تحت اعين الناس جميعا، وهؤلاء وان كانت قراراتهم وإدارتهم تجري عبر قنوات تنسيق مع الحكومة ذاتها، وداخل مجلس الوزراء، الا انهم تمكنوا من صبغ كل الحكومة بلونهم من حيث الشكل الذي يتبنونه في إدارة الملفات، أو اتخاذ هذه القرارات. النوع الثالث وهو الأسوأ في حكومة الرزاز، يعيش على صناعة السمعة، أو صناعة الصورة، فلا هو تسبب بأزمات، ولا هو توارى، ولا هو قدم شيئا ملموسا، بل كرس كل موقعه وإمكانات وزارته من اجل صناعة سمعته المهنية، أو الوزارية، أو الشخصية، وكان واضحا ان هذا الصنف يضم أيضا عدة أنواع من الوزراء، الذين يبحثون عن سمعة حسنة، أو شعبية، أو شهادات في مناخات تتسم أصلا بالتوتر جراء وزراء الازمات، أو تتصف بالضعف جراء وزراء التواري، الذين كان يهمهم النجاة بأنفسهم فقط. إذا اردنا ان نتحدث بصراحة، فهذا يعني ان موسيقيات الحكومة الحالية، لا تعمل معا، والسبب في ذلك يعود في الأساس إلى اختيار الوزراء وفقا لمعايير شخصية، أو معايير جهات ثانية، أو بسبب الترشيحات، أو قصص المحاصصة والجهوية والأصول والمنابت والدين، وبقية المعايير التي تتداخل مع خبرة الشخص الذي يتم اختياره، وبالمحصلة يكون لدينا فريق وزاري، غير متجانس، في الأداء، عبر التقسيمات الثلاثة، فوق الكيد السياسي المخفي، الذي يكيد فيه وزراء لبعضهم البعض، أو يكيد فيه وزراء للرئيس، أو يكيد فيه الكل للكل، لكن السؤال الأهم يتمحور حول سبب هذه التلوينات الثلاثة، وهل هي طبيعية، أو مقصودة لغاية لم يتم ادراكها الا متأخراً.؟!. ربما يأتي من يقول ان هذه ظاهرة ليست جديدة، فلم نكن يوما امام وحدة واحدة لهذه الحكومات، لكن يمكن الرد هنا بكل بساطة عبر إعادة التذكير بأمرين، أولهما ان الحكومة تم تقديمها في ايامها الأولى، باعتبارها مختلفة، وذات سمات خاصة، وثانيهما ان هذه الحكومة كانت حكومة الفرصة الأخيرة، من حيث النموذج، وان سقوطها، يعني سقوط الخيارات، والعودة إلى المربع الأول بسماته المحافظة والتقليدية. المفارقة هنا، ان تلوينات الحكومة الداخلية، اثبتت اننا امام أخلاط، اذ في الازمات يسيطر المحافظون، وفي الليبرالية يسيطر صناع السمعة والدعائيون، وفي الحياد والتواري يسيطر الفاشلون، وبما يثبت ان هناك من استطاع شنق الحكومة، منذ يومها اليوم، وقبل ان تبدأ، وكأن هناك يداً خفياً وأدت كل “المشروع الأصلي” الذي كان وراء هذه الحكومة، عبر هذه التلوينات العجيبة التي تتسم بها الحكومة، والتي اثمرت النتيجة التي نراها هذه الأيام، وهي نتيجة لم يتمكن الرئيس من تجنبها، بل استسلم لها، لاعتبارات كثيرة. الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع