زاد الاردن الاخباري -
لم تكتف السفارة الهولندية في عمان بمد جسور الصداقة الدبلوماسية والسياسية بين مملكتين، وما يتبع ذلك من علاقات اقتصادية وتجارية بينهما، بل امتدت تلك العلاقات إلى مصافحة البيئة في الأردن، وذلك عندما أصبح مبنى السفارة الهولندية في عمان أخيرا أحد المباني الخضراء أو الصديقة للبيئة.
وبذلك بات مبنى سفارة مملكة الأراضي المنخفضة (أو هولندا) في عمان مبنى صديقا للبيئة، بل ثاني مبنى سفارة في العالم يحصل على شهادة من مجلس المباني الخضراء الأميركي.
وحصلت السفارة الهولندية على شهادة مجلس المباني الخضراء الأميركي "ليد" والتي تتخذ من واشنطن مقرا له، حيث يمنح المجلس تلك الشهادة لمن يلتزم بإنشاء مبان خضراء بأقل تكلفة وأكثر قدرة على توفير الطاقة.
وقالت السفيرة الهولندية في المملكة، جوانا فان فليت، "إن سياسة الحكومة الهولندية تقوم على إدارة مستدامة للبنى التحتية وبيئة طبيعية في المكاتب الحكومية بحلول العام 2015، ولتحقيق ذلك طبقت الحكومة الهولندية سياسة شراء مستدامة، وهذا ينطبق على إنشاء وإعادة تأهيل المباني الحكومية".
وقالت فليت في تصريح لـ "الغد"، "نظرا لظروف الأردن وقصر موارده من المياه والطاقة، إلا أن معظم الوقت فيه يتميز بأشعة شمس جعلت من استغلالها أمرا ممكنا مع توفير التجهيزات اللازمة، حيث تؤمن السفارة بأن موارد الأردن يجب أن تستثمر بطريقة فعالة".
وتأمل فليت "أن تكون السفارة الهولندية مثالا لغيرها من القائمين على مشاريع البناء في الأردن؛ حيث أن كفاءة الطاقة والمياه هي مسألة لمصلحة وطنية كبيرة".
وينظر الخبراء إلى المباني الخضراء باعتبارها وسيلة مهمة توفر فرصة غير مسبوقة للرد على أهم التحديات في عصرنا هذا، بما في ذلك تغير المناخ العالمي، والاعتماد على مصادر غير مستدامة ومستنزفة للطاقة، ناهيك عن الأخطار التي تهدد صحة الإنسان".
وكان المؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس المباني الخضراء الأميركي، ريك فيدرز، قال في تعقيبه على حصول مبنى السفارة الهولندية في عمان على شهادة ليد في وقت سابق إن "عمل مشاريع مبتكرة مثل بناء سفارة مملكة هولندا في عمان يشكل قوة دافعة وأساسية في بناء الحركة الخضراء".
يذكر أن المملكة تعاني من شح في مصادر المياه، بالإضافة لاستيرادها نحو 95 % سنويا من احتياجاتها من الطاقة، ما يكسب هذه المشاريع أهمية استراتيجية للاقتصاد الوطني.
ويقول المهندس راشد النسعة من شركة اتحاد المستشارين، إن "مبنى السفارة الهولندية هو في الأصل مبنى قائم، وكان يستخدم كفالة سكنية مكونة من 1250 مترامربعا، إلا أنه تم تملكه من قبل السفارة بطريقة كفؤه للغاية".
وبين أنه تم تقليل استخدام الموارد في الإنشاءات، عبر إضافة طابق للمبنى، وبذلك انخفضت نسبة استهلاك السفارة للطاقة بنسبة تتراوح بين 20 %و 30 %، مقارنة بأي مبنى مشابه.
وتصميم مبنى السفارة هو من تصميم المهندس المعماري الهولندي الحائز على جائزة Rudy Uytenhaak، بالتعاون مع شركة اتحاد المستشارين للهندسة والبيئة، وإنجاز المشروع يحقق التزام الحكومة الهولندية، ووزارة الخارجية الهولندية تحديدا، نحو الاستدامة في استراتيجية إدارة الموارد.
ولفت النسعة الى أهمية عزل مبنى السفارة واستخدام أفضل الأجهزة التي توفر الطاقة، بالإضافة الى الخلايا الشمسية الموجودة.
وبحسب بيان صحافي سابق من السفارة الهولندية بمناسبة حصولها على الجائزة، قالت السفارة " ...باستخدام كمية أقل من الطاقة والمياه، فان المباني المعتمدة من ليد توفر المال للشركات والأسر ودافعي الضرائب، وبالتالي تخفيض انبعاث غازات الدفيئة، وتسهم في خلق بيئة صحية للسكان، والعمال والمجتمع".
الى ذلك، أكدت رئيس قسم العطاءات بالإنابة في اتحاد المستشارين، المهندسة هبة العبادي، أهمية وضع قوانين جديدة في المملكة تحفز على إنشاء الأبنية الخضراء، بهدف الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة.
وبينت العبادي أن اتحاد المستشارين استثمرت في مثل هذا النوع من البناء والعمل على تجهيزه، بالتركيز على أهمية التدريب كوسيلة للنهوض بالكوادر المؤهلة القادرة على تنفيذ المشاريع.
وحول أهمية قيام شركة محلية في تنفيذ مثل هذه المشاريع، قال مدير التسويق في شركة اتحاد المستشارين أحمد الخطيب إن اتحاد المستشارين مصنف منذ الستينيات في الدرجة الأولى؛ حيث تتولى تنفيذ المشاريع العملاقة كالطرق والسدود والإنفاق، بالإضافة الى الإشراف على بعض المشاريع.
وبين الخطيب ان لاتحاد المستشارين 16 فرعا في المنطقة، ويصل عدد موظفيها نحو 450 مهندسا وإداريا.
الغد