أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
انطلاق أول صهريج يعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من الديزل سرايا القدس تستهدف مركز قيادة للاحتلال برفح جاك ليو : يجب أن تكون هناك هيئة تحكم غزة غير حماس الاحتلال يٌغرق غزّة بالنفايات ويدمّر آليات البلدية الحروب: المال الأسود حرام شرعاً ويجب إيصال من يستحق إلى البرلمان القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا شرق جباليا الاحتلال يعلن انتهاء عمليته العسكرية في حي الزيتون. الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى تحذيرات من التداعيات الخطيرة لمنع الاحتلال المرضى من العلاج خارج غزة خمسة شهداء جراء قصف الاحتلال على عدة مناطق في قطاع غزة مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية تطالب بتحركات دولية عاجلة لوقف الإبادة الجماعية فيكتور أوربان: فيتسو بين الحياة والموت بعد محاولة اغتياله كلوب يكشف سر كرهه لنجم توتنهام الدفاع المدني: 1355 حالة إسعافية مختلف خلال الـ24 ساعة الماضية (الكاشف) .. محاولة مكشوفة لزرع الفتنة بين الفلسطينيين قرار أكاديمي يحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا "الفيفا" يحيل قضايا فلسطين الرياضية إلى لجنة قانونية الفيصلي يطلب حكاما من الخارج لمواجهة الحسين إربد مشاركات بحوارية: انتخابات 2024 محطة مهمة في التحديث السياسي بدء تنفيذ عطاء تعبيد الوسط التجاري داخل محافظة جرش
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة من حكايات الوطن السعيد .. !!

من حكايات الوطن السعيد .. !!

07-01-2011 12:53 AM

أعجبني تعليق أحد المواطنين على مقال بعنوان ( اخيرا .. تتنازل الحكومة عن مظاهرها الكاذبة ) ، وقد تناولت في المقال تصريحات دولة الرئيس بتخفيض شروط استخدام السيارت الحكومة وفواتير الهاتف والتنقلات ، وكان تعليق المواطن بسيط جدا وهو أنني رجل حالم لأنني صدقت كلام الرئيس وبالتالي الحكومة ، اذا ما الذي يقنع هذا المواطن أن هناك جزء ولو يسير من كلام الحكومة قابل للتصديق أو اننا ممكن أن نمارس الصدق الذاتي مع الحكومة محاولين اقناع انفسنا ان هناك شيء من الخطاب الرسمي الصادق ، وللباحث عن مواطن الخلل في العلاقة ما بين الحكومة والمواطن وخصوصا في جانب حسن النية لوجد ان هناك مسافات شاسعة بين الطرفين ، وان سبب هذا البون الشاسع في العلاقة لايعود الى الموروث الثقافي في العلاقة بين الطرفين لأن التاريخ اثبت عكس ذلك ولعل فترة الخمسينيات والستينيات تدل على ذلك ، بل يعود الى حدوث طفرات غير طبيعية في تركيبة الجينات الحكومية لدينا ، وهذه الطفرات يعود معظمها الى حسن نية رأس الدولة بأن هناك قيادات تستحق أن تعطى الفرصة لما تملك من قدرات ومهارات تواصلية عالية ، وهي قيادات ملكت ناصية العلم وخصوصا الغربي وبالتالي هي قادرة على إدارة دفة البلاد لبر الامان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بشكل يعطي للبلد حضوره التاريخي بين مصاف الدول في العالم ، ولكن الفاجعة الكبرى في هذه القيادات انها لم تستطع أن تخرج من رحم العقلية الغربية وهي عقلية مكتسبة وليس متوارثة مما جعلها تقع مصيدة عند التطبيق ، والدليل على ذلك أننا لازلنا إلى الان ومهما كبرت مشاكلنا نرجع لحظن العشيرة وقياداتها في حل أكبر مشاكلنا سواء السياسية أو الاجتماعية ، ولعل في استدراج القيادات القديمة للحل على اسس عشائرية ومناطقية لهو كذلك أكبر دليل على فشل هذه العقليات في التعامل مع الموروث الاجتماعي للبلد ، وكمواطن احاول أن اكتسب شيء من المصداقية بيني وبين الخطاب الحكومي أجد أن الاخرين ينظرون لك بنظرة شبهة تكاد تصل لروحك لتمزقها ، وحصيلة هذه النظرة أنك محسوب على هذه الحكومة ، وتعجز في محاولات إبعاد مثل هذه التهم عنك وتكون كل محاولات دفاعك فاشلة لأن الاخرين ليس لديهم استعداد لمجرد التفكير في وضع هامش بسيط من المصداقية بينهم وبين الحكومة ، وفي هذا البون الشاسع من فقدان المصداقية تنمو كل الطحالب القاتلة لمفهوم الوطن وتذهب كل الجهود الحكومية هباء منثورا في محاولاتها لحلف أغلظ الايمان بأنها صادقة وتسعى لرفع مستوى معيشة ومشاركة المواطن في اتخاذ القرار ،والسؤال المطروح هنا ما هي الادوات التي تمكن الحكومات من تقليص هذا البون الشاسع بينها وبين المواطن من هامش المصداقية ؟ ، لعل اول هذه الادوات هو الابتعاد عن المبالغة في مصطلح الخطاب الرسمي المستخدم ، وان يتم التعامل مع المواطن بأنه يمتلك نسبة عالية من الذكاء الفطري للحكم على حجم هذه المبالغة في الخطاب ، وان يتم الابتعاد عن تفخيم المقامات عند الحديث مع هذا المواطن والاكتفاء بالاسم الاول للشخص الحكومي أو الرسمي المعني بالموضوع ، وان لانثقل على المواطن باستخدام التعابير التي تشير الى انه صاحب مشارك عالية في كل شيء يتم في البلد ونكون أكثر صدقا معه عندما نشير ألى ان امورنا لن تكون على ما يرام خلال الفترات القادمة ، وان نلقي الضوء على نقاط الضعف بنفس الحجم الذي نسلطه على نقاط القوة ، لأنه في العلاقة ما بين المواطن والحكومة يفترض بكلا الطرفين انهم يفهمون اسس هذه العلاقة القائمة على انها علاقة بنائية تستند الى الاطراف كافة كي تتم الامور على اكمل وجه ، ويكمن السر في قدرة هذه الادوات على الخروج بهذه العلاقة من مساحة الشك لليقين في اداة واحدة وهي الاعلام ، وفي الجانب الاعلامي من العلاقة ما بين الحكومة والمواطنين نجد انه كلما إزدادت حالة عدم الاستقرار وارتفعت وتيرة الاحداث في المجتمع يلجأ الافراد للوسائل الاعلامية للحصول على المعلومة التي تحقق لهم نوع من الطمأنينة والاستقرار النفسي وكي يعرفوا مدى ارتباط هذه المشاكل والتوترات في مسلك حياتهم اليومية ، وهي علاقة من الاعتماد المتبادل بين الوسيلة الاعلامية والجمهور ، وفي هذا المرحلة من عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المجتمع الاردني نجد الحكومة لاتزال تتمسك بخطابها المعهود وامام وسيلتها الاعلامية الرسيمة ، والمشاهد لنوعية هذا الخطاب وطريقة عرضه يجد انه لايوجد مشكلة أو مجموعة مشاكل بالمجتمع وأن ما يحدث هي حالات من الخروج على القانون فردية ، والمواطن كمتلقي لهذه المعلومة الغير مصدقة أصلاً من قبله يجد نفسه وبشكل عفوي يتنقل بين العديد من الوسائل الاعلامية المحلية والدولية للحصول على المعلومة الصحيحة وبعيدا على لغة التجميل والتزويق الرسمية ، وفي حالة عدم الاستقرار يبرز على الساحة الاعلامية ما يسمى بقادة الراي وهنا نجد أم مفهوم قادة الراي قد تغير عما كان تاريخيا وذلك لأن قادة الراي سابقا ونتيجة لقدرتهم على التعرض لوسائل الاتصال وبكثرة دون بقية افراد المجتمع جعل ذلك منهم مرحلة ثانية من مراحل انتقال المعلومات عبر وسائل الاتصال ، وفي الوقت الحالي ونتيجة لتعدد وتطور الوسائل الاتصالية وسهولة الحصول عليها وانتشارها بين نسبة كبيرة من افراد المجتمع نجد أن دور قادة الراي ونوعيتهم قد تغير !، اذا دورهم اصبح يقوم بالتحليل والربط بين الاحداث والخروج بنتائج مقنعة للحمهور وليس مجرد ناقل للمعلومة ، وان نوعية هؤلاء القادة قد تغيرت وتنوعت بحيث انها قد خرجت من ايدي القادة القريبين من صنع القرار السياسي أو الذين يحضون بشرف الجلوس مع رجالات الدولة في صالوناتها واستخدام وسائلها في نقل المعلومة المؤطرة بإطار رسمي هدفه الوحيد خلق حالة من الاستقرار الاجتماعي والسياسي في البلد حتى ولو كان على حساب الحقيقة ، وبرز نتيجة لذلك نوعية من قادة الراي تقوم بالربط بين الاحداث وتحليلها وهم اكثر قربا من الجمهور وقادرين على الخروج بنتائج قد تكون مرضية ومقنعة لهذا الجمهور ، ومما سبق نجد ان بقاء الخطاب الرسمي للدولة على ما هو عليه يعاني من أرث تاريخي في فقدان المصداقية بالنسبة للجمهور يمثل حالة من ازدواجية العلاقة بين طرفي المعادلة الحكومة والمواطن ، وعودة الى ان المواطن الاردني ذكي فأن هذه الازدواجية يشعر بها المواطن من خلال ممارسة يومية واقعية تتمثل بإزدواجية المهام المتعلقة بالدور الاعلامي للحكومة من وجود نائب للرئيس وناطق رسمي بإسمها ووزير دولة لشؤون الاعلام ، وهذه الحالة تماثل ان ينظر الانسان لمنظر ما من خلال منظورين مختلفين وبالتالي فأن نتائج النظرة تلك ستكون مختلفة تلقائيا ، وختام لهذا الحكاية من الوطن السعيد هناك مقولة تاريخية تقول أن هناك تاريخين للشعوب تاريخ يكتبه كتبة السلاطين وتاريخ يكتبه الشعب ؟؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع