أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الصحيح ما قصرت الحكومة

الصحيح ما قصرت الحكومة

11-12-2018 12:45 AM

بداياتي مع الكتابة كانت في مواضيع الحب والخير والجمال والأخلاق وتغيير الإنسان ولا أعلم للأن متى وكيف تحولت لأكتب في السياسة والهم العام , ربما لأنني إبن الظروف وأتأثر بها , أو ربما لأنني أعيش بمنجم فحم من السياسة المفروضة علي ولابد أن تتسخ ثيابي بقذارتها وقذارة من يعمل بها .

القصة الأولى : في الولايات المتحدة الأمريكية قام رجل مغمور من عامة الناس بوضع قنبلة في محطة لأحد القطارات وكان في نيته إبلاغ الشرطة عنها قبل أن تنفجر ليكون بطلاً قومياً وتكتب عنه الصحف وتتناوله محطات التلفاز فيحصل على الشهرة والثناء بأنه المنقذ وأنه من جنب المئات من المواطنين الموت , بالفعل قام بإبلاغ الشرطة وقاموا بإصطحابه لمكان وجود القنبلة وأثناء قيامه بالدلالة عليها انفجرت به وحولته إلى أشلاء ولم ينل شهرة ولم يتم تكريمه وإنقلب السحر على الساحر .

القصة الثانية : رجل فقير يعيش مع أسرته المكونة من سبعة أطفال وزوجته في غرفة واحدة , شكى لصديقه فقره وسوء حالته المادية , فأشار عليه أن يشتري دجاجة ويضعها في الغرفة التي يقيمون بها فقام الرجل بذلك , في الأسبوع الذي يليه شاهده صديقه وسأله إن كان وضعه المادي والنفسي قد تحسن عن قبل ؟ فأجاب بالنفي وعلى العكس فإنه يزداد سوء , فقال له : لا عليك سيتحسن وضعك فقط قم بشراء خروف ودعه يقيم معكم أيضاً وبالفعل قام الرجل الفقير بذلك ثم صادفه صديقه بعد مدة أيضاً وسأله عن حاله ؟ فقال له : أصبح الوضع لا يطاق , فرد عليه صديقه لا تخف سيتحسن وضعك لو أحضرت بقرة لتعيش معكم أيضاً فوافق الفقير مكرهاً وأحضر بقرة لتقيم معهم ثم صادفه صديقه وسأله عن أحواله ؟ فقال له الوضع سيء للغاية ولقد أوشكت وعائلتي على الهلاك فرد عليه : قم ببيع الدجاجة فقام ببيعها وإلتقى به بعد يومان وسأله عن حاله ؟ فقال له : لقد تحسن وضعي ولكن ليس كثيراً فقال له : قم ببيع الخروف فقام بذلك ثم إلتقى به وسأله عن حاله ؟ فقال لقد تحسن وضعي عن ماكان عليه من قبل كثيراً فرد عليه صديقه : قم ببيع البقرة الآن وتعال لزيارتي بعد أسبوع فقام بذلك وتوجه لزيارته فسأله عن حاله ؟ فحمد الله كثيراً وأخبره بسعادته وأنه لولاه لما وصل لما وصل إليه وقام بشكره على ما قدمه له من نصائح وقام بتقديم الولاء والطاعة له ولم يعد يناقشه بأي أمر بعد ان تبين أن ما قام به لمصلحته .

منذ شهور والحكومة السابقة والحالية تلوح بإقرار تعديل قانوني ضريبة الدخل وقانون الجرائم الإلكترونية وكان الحديث بهما مجتمعين وأنهما سببا إحتقان الشارع الأردني والسخط الشعبي وبعد صد ورد ومشاورات تم إقرار قانون ضريبة الدخل بشكل سلس ومريح للحكومة ولم تكن هناك ردود أفعال شعبية يمكن أن توصف بالخطيرة وإبتلع الشعب الطعم ونام عليه واستراح .

أول أمس صرح الناطق الرسمي بإسم الحكومة : أن الحكومة ستسحب مشروع القانون المعدل لقانون الجرائم الإلكترونية والذي أحالته الحكومةالسابقة لمجلس النواب وان هذه الخطوة جاءت تجاوباً مع مطالب ممثلوا مختلف القطاعات الشبابية والحزبية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني .

الحكومة ما زالت تعاملنا كما كما عامل الصديق الرجل الفقير في القصة الثانية فقامت بلجمنا بالقانونين وحشرتنا في الزاوية فأقرت القانون المهم للدولة وهو قانون الضريبة وسحبت القانون الغير مهم وهو قانون الجرائم الإلكترونية لتنال تعاطف الشعب وبأنها تعمل لمصلحته والخائفة عليه مع العلم أن عدم إقرار قانون الجرائم الإلكترونية هو لصالح الحكومة فمن خلاله تستطيع الإطلاع على التوجه العام للشعب ومدى سخطه من خلال المقالات والمنشورات التي تنشر في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي .

مع هذه المسرحية التي لم يجيد المخرج إخراجها وتقديمها للشارع الأردني ظهرت حقيقة قلة الوعي والخبرة لدى الحكومة وبأنها مكشوفة للشعب الذي نضج مبكراً بفعل قرارات الحكومات المتعاقبة والتي فقدت المصادقية وحتى التأييد وما انا متأكد منه أن الحكومة سيصيبها ما أصاب بطل القصة الأولى الذي كان يبحث عن الشهرة والمجد من خلال البروباغندا الإعلامية وستنفجر بها القنبلة التي وضعتها مستخفة بهذا الشعب الطيب .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع