تعج كافة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات المتكررة لنبذ التعصب العشائري في الانتخابات النيابية القادمة أملا في انجاح نواب على كفاءة عالية لا تأخذهم في الحق لومة لائم لتحقيق طموحات المواطنين في انتاج مجلس نواب له المقدرة واليد الطولي والكلمة الفصل فيما يطرح عليه من تشريعات وانظمة تمس كافة مناحي الحياة.
وينبري كافة المواطنين ومن كافة الأعمار والأطياف في الدعوة لعدم اختيار مرشحين اعتمادا على علاقات القربى والنسب بغض النظر عن مدى الكفاءة والمقدرة.
فمن المعروف والمؤكد ان الاختيار القائم على العشائرية المحضة يدفع الناس للانغلاق على انفسهم في تجمعات عشائرية تؤدي في النهاية الى تضخيم بعض الأفراد الضعفاء واعطائهم الحجم والمكان الذي لا يتناسب معهم لا لشيء الا لكونهم محسوبين عل هذا التجمع العشائري أو ذاك أملا في اذلال الطرف المنافس والشعور بمتعة التفوق و الانتصار الآنية المؤقتة.
ربما يعتقد البعض ان الدعوة لتشكيل قوائم مشتركة ليست الا ترفا فكريا محضا لن يمنع غلاة المتعصبين من انتخاب اقاربهم فقط مهما كان الثمن، لكنها من وجهة نظري تبقى وسيلة ومحاولة مهمة وخطوة في الاتجاه الصحيح اذا ماحكم الناخبون ضمائرهم واختاروا الاشخاص الاكفاء مهما كانت انتماءاتهم العشائرية.
الى متى نبقى ندعو لنبذ العشائرية دون ترجمة حقيقية على أرض الواقع؟، فعن ابي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((ان الله لا ينظر الى أحسابكم، ولا الى أنسابكم، ولا الى أجسامكم، ولا الى أموالكم، ولكن ينظر الى قلوبكم، فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه، وانما أنتم بنو آدم، وأحبكم اليه أتقاكم)).
ويقول الشاعر عامر بن الطفيل في تأكيده على اسس الاختيار الحكيم:
واني وان كنت ابن سيد عامر....وفارسها المشهور في كل موكب
فما سودتني عامر عن وراثة....ابـــا الله ان اسمـــو بأم ولا بأب
ولكني احمي حماها واتقي.... اذاها وارمي مـــن رمــاها بمنكــــب
فلنصدق وعلى الدوام في تحكيم ضمائرنا لاختيار من يمثلنا حق التمثيل ولا نكتفي برفع الشعارات واطلاق الأمنيات التي سرعان ما تتبخر عند أول تجربة لقوة الارادة وصدق النوايا واختبار الضمير.