أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء حارة نسبياً أثناء النهار مسؤول أممي: هجوم رفح يؤكد أن لا مكان آمن في غزة الأردنيون لولي العهد: فـخــورون بـكــم أشدها في رفح .. غارات جوية عنيفة تستهدف مختلف مناطق القطاع (شاهد) الفلك الدولي يصدر بيانا حول موعد عيد الأضحى وهلال ذي الحجة خبير: «التعليمات الجديدة» لن ترفع أسعار سيارات الكهرباء أبو زيد : خسائر الاحتلال في الآليات كبيرة وستجربه على احد خيارين اقتصاديون: حديث ولي العهد يعكس الإدراك العميق لأهمية التنمية المستدامة كأولوية وطنية الأردن يدعو لإنشاء صندوق يدعم العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم ترامب يتعهد لمانحين يهود بدعم حرب إسرائيل وسحق المؤيدين لفلسطين وترحيل المتظاهرين مقـابـلـة ولـي العـهـد مـع «العـربـيـة» حملت مضامين وأبعادا اقتصادية مهمة المعاني: تطبيق التأمين الصحي الشامل دون المأمول عمليات كتائب القسام في اليوم الـ234 من "طوفان الأقصى" هل تشمل العطلة الرسمية بمناسبة اليوبيل الفضّي القطاع الخاص؟ تعليق الأوقاف على ترحيل حجاج أردنيين مخالفين نتنياهو مهاجما منتقديه: تقومون بالعمل نيابة عن السنوار دبلوماسي أوروبي: هجوم رفح سيجلب إدانات لإسرائيل مدرب الحسين إربد يؤكد سعي الفريق لتحقيق لقب كأس الأردن كندا تعتزم منح 5 آلاف تأشيرة لسكان غزة استئناف رحلات الحجاج الجوية من صنعاء إلى جدّة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "تفجير العدسية": الرسالة أخطر بكثير!

"تفجير العدسية": الرسالة أخطر بكثير!

16-01-2010 02:45 PM

ليس صحيحاً أنّ تفجير العدسية (أول من أمس ضد قافلة الدبلوماسيين الإسرائيليين في عمان) يعد اختراقاً أمنياً. ولا يمكن القول إنه ناجم عن تقصير أو خلل أمني، إذ ليس في مقدور أي جهاز أمني أن يتعامل مع قاعدة تهديدات وتحديات واسعة، تدلف إلى بيانات مفتوحة، لا يمكن حصرها، لمصادر الخطر!

تفجير العدسية يعكس بصورة أمينة ودقيقة حالة "التوتر الشديد"، سياسياً وأمنياً، في المنطقة، ويجسّد خطورة اللحظة التاريخية الراهنة، التي تذكّرنا بالأجواء التي سبقت أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001.

فقط بالعودة أسابيع قليلة إلى وراء، سنجد أنّنا أمام "تسخين" كبير في مشهد الصراع الدامي في الشرق الأوسط، وبسببه. فقبل تفجير خوست الأخير، كاد عمر الفاروق أن يقضي على العشرات في طائرة ديترويت، وقبلها ضابط (طبيب) من أصل أردني في الجيش الأميركي يقتل عدداً كبيراً في قاعدة تكساس.

أخطر ما في هذه العملية توقيتها، مع ارتفاع سخونة المعركة بين طالبان والولايات المتحدة في باكستان وأفغانستان، والصعود الإقليمي الجديد لقاعدة الجزيرة العربية (اليمن والسعودية) التي تشكل مع حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال وقاعدة المغرب العربي، والمسافة الجغرافية الصحراوية الواسعة في أفريقيا، قوساً جيواستراتيجياً للقاعدة مُطلاًّ على منافذ بحرية واسعة.

في الأثناء، تصطدم جهود التسوية بحائط التعنت الإسرائيلي. لكن لا تكتفي الحكومة اليمينية الإسرائيلية بجرائم حرب مروعة وقتلٍ للأطفال والنساء والمدنيين واستفزاز العرب والمسلمين كافة، حتى تشير لها إيران بأصبع المسؤولية عن اغتيال عالم نووي في طهران.

أبو دجانة الخراساني (مفجر خوست) قَلَبَت حياتَه صورُ الأطفال والنساء الشهداء في العدوان الإسرائيلي على غزة. بالتأكيد ليس وحده من تلقّى تلك الصور، وهنالك كثيرون غيره يشعرون بالإهانة، مما يحدث في بلدانهم وحولهم.

إسرائيل توسّع دائرة الاستفزاز، وتخلق قوائم من الأعداء المحترفين، وتحوّل المنطقة إلى "بركان ملتهب"، وأرض خصبة حبلى بالمفاجآت. وهنا تحديداً تصبح العلاقة معها عبئاً على أي دولة، سياسياً وأمنياً وإعلامياً، وهو ما لا يمكن لأي جهاز أمني تحمل تبعاته وتداعياته غير المحدودة.

ثمة مراجعات أمنية بدأت بعد عملية خوست، فيما يُعدُّ "تفجير العدسية" مناسبةً مهمةً لالتقاط الرسالة الخطيرة التي يبعث بها، ومضمونها أنّ المجهود الأمني، مهما بلغ، فإنه لا يمتلك القدرة على احتواء بيئة محتقنة، مثقلة بالخيبات والغضب.

لذلك، فالحل يكون بالاتجاه المعاكس للمنظور الأمني، أي بانفتاح سياسي واسع وحوارات جريئة وصريحة، وتقوية التيار الإصلاحي الإسلامي المعتدل الذي يملأ الفراغ، ويوجه الشباب بالفكر والدعوة والرسالة.

القاعدة ليست ظاهرة أمنية مجرّدة، بل حالة مركبة من أبعاد فكرية وسياسية واجتماعية وأمنية، ما يدفع إلى تغليب الجوانب الثقافية والسياسية باعتبارها "درهم وقاية" ومصدر "الحصانة الاجتماعية" وتنفيساً للاحتقانات عبر القنوات السليمة السلمية، لا عبر تفجير العبوات والأحزمة الناسفة من دماء أبنائنا، وفي أنفسنا!

محمد أبو رمان





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع