بُحّـت الحناجر دعاوِ وهتافات ، وحدها الشعوب العربية التي تتقن فن الهتاف ، وفن الدعاء على الآخرين ، وفن الحوارات الصارخة ، وفن الفرح المصحوب بالرصاص ، إننا أمّـةٌ صوتية فقط ، أمّةٌ تملك صوتاً ، بل أصواتاً متداخلة ، منذ خمسينيات القرن الماضي ونحن نهتف فليسقط الاستعمار ، وندعي على الكافرين بالموت والدمار.
حتى خُطب المساجد لا تكون إلا بالصوت العالي ، اللهم امحق اليهود ، واجعل نساءهم سبايا لنا ، يا إلهي كم هو مخجل هذا الدعاء ، إننا شعوب قاعدة صائتة .
الشعوب العربية إذا كرهت صاحت ، وإذا أحبت صاحت ، وإذا غضبت صاحت ، وإذا رضيت صاحت ، وحين تخاف تدعو سراً على الحاكم بالموت والقهر ، وتدعو سراً على أمريكا وإسرائيل بالفناء ، فالحاكم العربي ومن معه من التابعين يسوسون الشعوب ظلماً .
وأصحاب القرار يسوسون الحكام والتابعين ظلماً ، فلماذا لا يخرج الساسة والحكام العرب في مظاهرات ويطالبوا بسقوط الاستعمار ، لماذا لا يشاركون الشعوب العربية بهذه الهتافات فالمصاب واحد.