الحملات الدعائية التي إنتشرت في شوارع وممرات الجامعة الأردنية من حيث الكمية والنوع هي تشابه لحد كبير حجم ونوع الحملات التي تمت للترشح للإنتخابات البرلمانية والبلدية وإن كانت مساحة الانتشار أقل ولايجوز إخراجها من حرم الجامعة ، وهنا لابد من طرح سؤال رئيسي هنا وهو حول التكلفة المالية لهذه الحملات ومصادر تمويلها لأننا نتحدث عن وسط طلابي بإمكانيات مالية محدودة ومقيدة من قبل الأهل أو الجهات المبتعثة .
وهذه الملاحظة تعيدنا لبعض الدراسات التي تناولت العلاقة ما بين العشيرة والطلبة ومنها دراسة نشرت وللأسف باللغة الإنجليزية من قبل باحث جامعي أشار فيها إلى الكثير من النقاط من خلال نتائج دراسته ، وهذه النتائج تؤكد حقيقة تغلغل العشائرية السياسية كبديل للمدنية السياسية في الوسط الجامعي مما يؤدي إلى مخرجات نشاهدها على مدار العام تتمثل بمشاجرات طلابية تمتد من داخل الجامعات الى خارجها وتحت مسمسى أصبح تداوله إعتياديا من قبل جميع من لهم علاقة بهذه المشاجرات سواء الجامعات وإداراتها أو الاعلام أو الوسط الأكاديمي نفسه وهو مسمى " مشاجرات عشائرية في الجامعات " .
وقد برز هذا الاتجاه في العملية الديموقراطية في الجامعات كما يشير الباحث إلى فقدان الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقصتادي بوصلته وأصبح يراوح مكانه منذ سنوات طويلة وتم خلالها سيطرة الكثير من الأطر العشائرية على العملية التعليمية بمستوى الجامعة ، والذي رسخ هذه الأطر نظام توزيع الجامعات جغرافيا على مناطق المملكة الذي إنحرف عن هدفه من أول يوم وأصبحت الجامعات في محافظات كالجنوب بؤر لترسيخ هذه الأطر .
وتعيد الدراسة كذلك اسباب سيطرة العشيرة على الفكر الجامعي بين الطلاب إلى أن هناك قيادات عشائرية ذات خلفيات سياسية أو عسكرية وإقتصادية لها دورا كبيرا في إبراز هذه الأطر ، وبهدف استخدام هؤلاء الطلبة كطابور خامس لهم يجتاجونه في حملاتهم الانتخابية سواء الخدماتية أو السياسية وهنا يتأكد للمتابع لحملات الانتخابات لمجالس الطلبة في الجامعة الأردنية أنها نسخة طبق الأصل عما يجري في بقية الانتخابات التي تحدث في البلد ولكن بفارق بسيط وهو دخول التيارات الإسلامية واليسارية فيها وذلك من باب إيجاد قواعد شبابية لهم في وسط طلابي قابل لتغير قناعاته وافكاره قبل وصوله للمرحلة التي يصعب عندها إعادة تشكيل هذه الافكار والقناعات ، وهناك من يجعل من الانتخابات الطلابية مؤشرات مهمة لديه لما سيصبح عليه الحال الانتخابي في فترات قادمة كي يتمكن من أخذ مبادرات مسبقة بغية تحقيق فوائد سياسية تتبع لما يصيب الحركة الطلابية من تغييرات وعلى قواعد انتخابية .