الى مصطفى حمارنه ..

... بداية لا اخفي لك سعادتي وعموم ابناء الاردن عما واجهته من " بهدلة " رجال من ابناء الوطن تحت قبة البرلمان اليوم ، فقد تجاوزت حدودك وبت معاديا لشعلك عاقا لوطنك ،وننتظر ان يتولاك اهل مادبا وعشيرتها الطيبة آل الحمارنه كي يلزموك ملازم الوطنية ويضعون حدا لسقطاتك المتعمدة بحق شعبك وبحق ابناء فلسطين حيث ولدت هناك حين كان والدك يعمل ، فخنت عيشهم وعيشنا وخنت ملحهم وملحنا .
تدرجت بفضل انتهازيتك واستعدادك للاستغناء عن محبيك واصدقائك وسعيت خلف بناء مصلحتك بعد وصولك للبرلمان غير عابىء بوطن او شعب او أهل راعوك وحموك وجاوروك وخنت عيشهم وملحهم وتصفهم بالمليشيات ! رغم انك وصلت للبرلمان بفعل العشيرة والطائفة التي نحترم من ابناء شعبناء والتي لابد انك شاورت رجالاتها ورحت تدور على منازلهم ومضاربهم تحشيدا لك لتصل الى البرلمان الذي وصلت اليه وصلت بفعل قانون انتخابات متخلف اجاز للطوائف انتخاب ممثليها وهو شكل غير حضاري في التمثيل كما تعلم ، لكنك تعلم كما نحن نعلم أن من يريد التسلق الى اعلى لابد ان يشتم ابناء الوطن ورجالاتها وعشائرها ويلقي في صدرها افاعي سامة حيث يلقى الحظوة والتعزيز ويصل الى ما وصلت اليه انت وسلفك ممن شتمونا ووصفونا بأوصاف لاتليق ببشر ، وكنت ومنذ ان برق نجمك في مركز الدراسات الاستراتيجي في الجامعة تقيم مكتب ارتباط تدريس وايفاد ابناء الوطن الى الجامعات الاسرائيلية لعلك تبدل من مفاهيمهم وثقافتهم ومواقفهم تجاه الاحتلال وممارساته العنصرية بحق ابناء شعبنا في فلسطين ودول الجوار ..
ليس الخلاف كما تدعي اننا نخشى ان نكون اقلية في وطننا ، ومن ثم ، لماذا يجب علينا ان نكون اقلية في وطن بناه اجدادنا ودافعوا عنه دفاع الاسود عن عرينها امام كل محاولات سرقته او اسقاط نظامه كما تعلم !! ولماذا علينا ان نكون اقلية لبرامج تصفية قضية شعب واحتلال ارضه ! ولماذا علينا ان نكون مستودع ازمات المحيط بنا ! لم تحتلنا دولة وتطرد سكان بلادنا وتأتي بالمهاجرين غير الشرعيين حتى نكون اقلية ، وإن بتنا أقلية هنا فهذا يعني ان المؤامرة قد نجحت وان الوطن البديل قد مر بفعل المؤامرات والخيانات ، ولذلك لا نقبل ان نكون اقلية خشية أن يمر هذا البرنامج المؤامراتي وليس خشية من أحد هنا ،فنحن ادرى كأبناء عشائر كيف نسيّس الامور ونتولى الزمام وندافع عن حقوقنا ومكاسبنا ولنا فيها جولات وصولات تذكرها ويذكرها غيرك ، ومن هنا ، فأن كانت العشائر الاردنية قد استقبلت بحفاوة وتكريم قادة الثورة العربية من آل هاشم وقبلت راضية بحكمهم، فذلك لا يعني ان نسمح لمثلك او غيرك أن يتولى امر بلادنا وان ينث سمومه على ابناء الوطن ويثير الفتن والمحن فيها ، فلست منا ولسنا منك لافكرا ولامنهجا ،وأنني اخشى ما اخشاه ان يدفعنا البعض على شاكلتك من ان تتحول العشائر الى مليشيات مسلحة دفاعا عن وطنها وتراب ارضها المقدسة وعن هويتها في وجه كل طاغية ومطبع وخانع للمشاريع التصفوية التي تستهدف شعبنا وارضنا وهويتنا وتستهدف اخوتنا من الشعب الفلسطيني .
دع عنك النفاق وامضي ، فخوف الاردنيين كما كان وسيبقى ان تنتزع الصهيونية التي يحاول البعض التقرب منها وانت منهم ما تبقى من ارض فلسطين على حساب شعبك واهلك هناك ، ونخشى ان نكون وهم ضحايا مؤامرات تصفية حق الشعب الفلسطيني في ارضه ومقدساته ،ونخشى ان نكون نحن من يهيء عبر اجندة مشبوهة يحملها مثلك لتلك المؤامرة ويفرضها على الدولة باسم مبادرة نيابية ، وحين نرفض ونصرخ مطالبين بقوننة قرار فك الارتباط لوضع حد لكل التجاوزات وتمرير المشروع التصفوي وتحديد من هو الفلسطيني الذي يجب ان يعود لارضه رغما عن اسرائيل ، فهذا لمصلحة الشعبين ، وحين ننادي ان نحمي نسائنا من مصير الزواج العابر والمصالح ونطالب بتضيق الخناق على كل محاولات جلب ابناء فلسطين من كل الشتات الى الاردن وترك ارضهم كي يحظى بالتوطين والاستقرار وادارة ظهره لحقوقه في فلسطين فهذا من اجل مصلحة شعبنا الفلسطيني .
العشائر يا ايها المطبع كانت وستبقى المؤسسة الوطنية والاجتماعية والسياسية التي نلتف حولها ،وحين تفوز انت او غيرك من قبل مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني في دولة مدنية ذات مؤسسات وطنية ديموقراطية حقّه ، فيمكنك حينها الحديث عن تأخير دور العشيرة او تطويره ،فأنت اصلا وما تتمتع به نتاج " اصوات أقلية " طائفية" اوصلتك للبرلمان بالرغم من معرفتنا ان غالبية من منحوك اصواتهم كانوا من ابناء العشائر ،وانت الاعلم أن بلادنا تخلو من منظمات مجتمع مدني قادرة على توفير البديل عن العشيرة ، فلا احزابنا التي تعرف مرجعياتها وتاريخها وانتماءاتها الخارجية ستكون يوما بديلا ، ولا حتى مؤسسات الوطن من قضاء او تشريع وسلطة تنفيذية قادرة ان تحقق العدل والشفافية والنزاهة بين ابناء الوطن حتى نتخلى عن العشيرة ، ولازلنا نعاني من االنظام وسياساته ما نعاني ، واعتقد وانت تعلم ان النظام نفسه يحارب تلك المنظمات الاجتماعية والاحزاب وكل ما يمكن ان ينقلنا الى مجتمع منظمات مدنية وحضارية ،وكنت اتمنى لو اني سمعت لك صوتا يندد بالتجاوزات الانتخابية والتدخلات والمال السياسي الذي اوصل غالبيتكم الى البرلمان ،وكان عليك ان تبدأ مبادرتك بتغيير قانون الانتخاب واسس الانتخاب كي نحظى بقانون عصري ونؤسس لمجتمع مدني ، لكنك كنت احد المستفيدين من القانون وتوزيعاته المناطقية والطائفية وهو الأمر الذي اوصلك للمدلس اكثر من مره . .
ثم من قال ان العشيرة مليشيات كما تدعي ،فهل التزام ابناء الوطن وتمسكهم بعشيرتهم كان يوما على حساب الوطن ومؤسساته! ألم تنهض العشائر وابنائها دفاعا عن الوطن في كل منعطف خطير واجهته منذ عشرينيات القرن الماضي ! ألم تقدم العشائر ابنائها درعا للوطن ودماءا طاهرة زكية فدوة له ولترتبه ، ألم تؤثر العشائر ابنائها على خدمة الوطن والالتحاق بقطار تنميته على ان تحمل علومها وما اكتسبته من خبرة سعيا وراء اعمال وتجارة خارج البلاد في فورة اقتصادية عاشتها البلاد ومناطق الخليج واوروبا لكسب المال فيما رفض اخرين الالتحاق بمؤسسات الوطن وآثروا المال على بلادهم !!
حين تنجح انت ومشاريعك في تحويل الاردن الى دولة مؤسسات وقانون ومنظمات مجتمع مدني فحينها تكلم عن العشائر وطالب بتطويرها ،وحتى ذلك الحين ، فلا تمضي كثيرا في سبنا وشتمنا ،ودع عنك النفاق ، فمن تنافقهم سيتخلون عنك ويلقونك جانبا إرضاءا للعشائر المتماسكة المتراصة القوية كما فعلوا مع غيرك ممن ذهبوا او ممن لازالوا في السجون،فمثلك سمعنا ورأينا الكثير ، لكن العشائر برجالاتها هم الذين يقررون مصيرهم ويدافعون عن هويتهم ومكاسبهم وسترى ان هذا ما سيقرره ابناء العشائر قريبا وحينها ستكون انت اول من ستحاكمه العشائر لطولة لسانه .