الجريمة تهدد السياحة وسط عمان

وسط البلد غير آمن ،وتعاني مناطق شارع طلال وسقف السيل والساحة الهاشمية والمدرج الروماني من فراغ أمني تام ، وانتشر الزعران وبسطوا بضاعتهم الرديئة على معظم ممرات المشاة وأجزاء كبيرة من الشارع ،وشاعت ظاهرة وضع أصحاب المحلات التجارية السلالم والكراسي في الشارع العام إمام محلاتهم لمنع وقوف سيارات المواطنين ، ليس هذا فحسب فمجمع المحطة للسفريات سقط بيد الزعران أيضا ويديره خمسة فقط من عتاة المجرمين.

قبل أيام حاولت أمانة عمان الاقتراب من المشكلة لضرورة ملحّة اقتضت إزالة جزيرة وسطية أمام بنك الإسكان، فاندلعت أعمال شغب وفوضى واعتداءات على الممتلكات الخاصة، من قبل أصحاب محال للأثاث المستعمل بالقرب من مجمع الهنيني.وقاموا بالاعتداء على المارة وتكسير المركبات، وتمكنوا من إفشال محاولة إزالة الجزيرة،وعاد الموظفون إدراجهم.

في شهر أيلول 2013 كشف أمين عمان عقل بلتاجي عن أن افتتاح الساحة الهاشمية أمام المواطنين والسياح سيتم خلال عيد الأضحى ، ليعمل ذلك على تنشيط الحركة السياحية وسط عمان.

وأكد خلال استقباله رئيس اتحاد الجمعيات السياحية العين ميشيل نزال ورؤساء الجمعيات أن الأمانة ستعمل على تعزيز وتنشيط الحركة السياحية في وسط المدينة الزاخرة بالمعالم السياحية والتراثية من جبل القلعة والمدرج الروماني وسبيل الحوريات .

لكن لأسباب أمنية ألغى معالي الأمين افتتاح الساحة الهاشمية لأن الجريمة من نواقض السياحة، وقرر صرف النظر عن الموضوع ليقينه ان ركنها الأول يقوم على الرقة والدقة والأمان ، ولأنه عجز عن توفير ضمانات السلامة للسياح، وفقد الثقة بمستوى الإجراءات الأمنية السائدة هناك بفعل انتشار السرسرية والمجرمين.
تخلو المنطقة ألآن من أي مظاهر سياحية، وأصبحت مهجورة وصامته كصمت المقابر ومتروكة لشرار الخلق ،كما اختفت المظاهر الشرطية تجنبا لحدوث مواجهات مع الزعران والخليط العجيب من حثالة اللصوص الذين يجوبون المعالم السياحية يوميا ما ان يتنفس الصبح ،ويجوسون خلالها للبحث عن سبب لإشعال الفوضى، وكانوا قد استغلوا مرور مسيرة شعبية حينها ،فأثاروا بأسرع من رجع الصدى عاصفة من الشغب، وتعرض رجال الدرك والمارة للرشق بالحجارة والاعتداء على مركبات المواطنين، إلى جانب إحراق مولد الكهرباء . وخيمة خاصة بماراثون عمان 2013 ، وكان هذا الحدث والله اعلم السبب المباشر لقرار معالي الأمين إلغاء الافتتاح في موعده المحدد في عيد الأضحى الماضي.

يقال ا ن أمين عمان يواجه صعوبة بالغة في إدارة شؤون الأمانة، ويعاني الأمرين في سبيل تنفيذ القانون بفعل غياب الأمن، ولجأ مؤخرا إلى استصدار قرارات من رئيس الوزراء تتعلق بإجراءات روتينية كان يتخذها مدراء المناطق بسهولة ويسر.
لم يخب ظن الأمين ،وكان مصيبا فيما ذهب إليه من إلغاء افتتاح الساحة، وأصبح من الضرورة بمكان أن يعيد وزير الداخلية مراجعة التقارير والتصريحات الأمنية التي تجاوزت حدود المعقول.

أمام كل هذا الانفلات الأمني غير المسبوق لا يحق لمديرية الأمن العام أن تقيّم نتائج أعمالها وتمنح نفسها شهادة حسن تنفيذ ، وكل ما يرجوه التجار أن يترجّل معالي الوزير، ويتفحص على مهل حكاية من يؤكد أنه (لا يوجد ما يعكر صفو الأمن داخل منطقة وسط البلد)، وليطلع على خلوة الساحة بعينية، ويستمع للتجار المجاورين ليستبين ويستوثق الحقيقة الجازمة بنفسه ،ويتولى الإشراف على شد وثاق المجرمين في شيكاغو عمان بعد أن تم الانتهاء من تأهيل المنطقة والساحة على وجه الخصوص لتكون كما خطط لها منطقة جاذبة للسياح والمواطنين للتمتع بالمناظر التراثية القديمة الموجودة فيها وجماليات المكان إضافة إلى عمليات التسوق , بعد ان تم تأهيلها لتضم حدائق وساحات عامة ومقاهي.