خبر يستحق أن يتم التعامل معه بالكمثير من الأهمية لما فيه من دلالات فكرية ومنهجية في طريقة إدارة أمور " الثورة الاسلامية " في سوريا ، وعنوان الخبر " قطع رأس بالخطأ " وتدور تفاصيله حول قيام أفراد جماعة إسلامية سنية بقطع رأس زميلهم وهو في غرفة المستشفى لأنه ردد كلمات تدل على أنه " شيعي " وذكر إسم الحسن والحسين نتيجة لوجدوه معتقلا عند جماعة شيعية وأصيب أثناء إنقاذه منهم من قبل زملاءه .
حكاية الفكر الجهادي الذي ينادى فيه في سوريا وبقية دول الصراع الطائفي " سوريا العراق باكستان وافغانسان " والطريق مفتوحة للكثير من الدول تجعلنا نقف عندها كثيرا في هذه الفترة لأنها فترة لاتخضع لأية رقابة من أية جهة كانت وتقوم أمورها على أساس الحكم من قبل مجموعة من الأفراد ظنوا أنهم ناصية الشرع والدين وبالتالي لهم الحق في تنفيذ الشريعة في القصاص وبقية العقوبات التي تنص عليها الشرعية الاسلامية كما يريدونها هم .
والأكيد نتيجة لهذه القصة أن ما يتم هناك هو ظلام فكر وعقيدة من كلا طرفي المعركة " سنة وشيعه " ومعركة تدور من أجل البقاء فقط وليس من أحل تحقيق النصر لأي طرف من طرفي المواجهة ، وما يتم التصريه عنه أن نشره من خلال المواقع الإلكترونية يبدو أنه شيء لايذكر مقابل ما يتم على أرض الواقع وهذا يؤكد حقيقة تقول أن ما يجري في سوريا لايختلف نهائيا عما حدث في لبنان " الحرب الأهلية " ، وبالتالي فإن طرح مصالحة وطنية أو عربية لإنهاء ما يحدث ستكون نهايتها كنهاية لبنان دولة مكونة من كنتونات طائفية ترتبط بالخارج أكثر من إرتباطها بالوطن اللسوري .
والمشهد السوري سيكون أكثر قتامة من لبنان كون سوريا أصبحت مشاع لكل من يستطيع أن يعبر الحدود السورية من كافة ارجاء العالم ، وفي نفس الوقت طغيان الطائفية العرقية عليها يزيد من فشل أية محاولة للتقدم نحو الحل والدول التي تحاول أن تدعي أنها تسعى للوصول لحل هي متأكدة تماما أن الأمور قد وصلت لطريق لارجعة عنه لكل الأطراف لأن القضية أصبحت قضية صراع بقاء وليس ثورة أو إصلاح سياسي أو ديموقراطية .
ولعل المستفيد من هذه القضية هي دول الغرب ودول الجوار التي تسعى لإبراز دورها الإنساني والدولي في الخروج من المأزق السوري كي تيعد لنفهسا الإعتبار السياسي لدى شعوب المنطقة وكمحاولة لطي صفحة دورها في حرب العراق الأخيرة وحرب ليبيا وفي النهاية وقوفها إلى جانب عدم شرعية ما يحدث في مصر ، وهنا يأتي فن السياسة وبحرفية عالية كون تلك الأطراف الدولية تؤيد معركة سوريا دون أية خسائر سواء بشرية أو مادية كما حدث في العراق وافغانستان ، وعملية قطع الرؤوس بالخطأ تلك هي ما تحاول تلك الدول تجنبه في صولاتها وجولاتها السياسية للوصول إلى حل ، ولكننا هنا نتحدث عن قطع رؤوس دول " سياسيا " والعودة من نقطة الصفر في مشوار تحسين الصورة والدور لتلك الدول .