مقولة اتفق عليها واكدها بعض المشاهير القدماء والذين كانوا متعمقين في دراسة وتحليل شؤون الدول ولديهم القدرة على استقراء الدول مستقبلا مبكرا وجيدا ويا حبذا لو ان الملايين العربية يفكرون ويتعاطون شؤون بلادهم بمثل تلك النظرة الثاقبة
ان الاغلبية الصامتة في اي مجتمع قد تصل الى ما نسبته 86% والنسبة القليلة الباقية تتفرع الى 2% وهم من يرسم السياسات ويتناوبون في ادارة شؤون الدولة و 12% يتفاعلون مع قرارات اولئك الساسة اما اولئك ال 86% فهم شبيهون بالاموات لا بل فعلا هم اموات فهم لا يهتمون الا بالبحث وتأمين الحاجات الاساسية والجلوس في االبيوت وفي الازقة وعلى الارصفة ويتابعون الاغاني والمسلسلات ويهتمون بالمباريات ولا يتمتعون الا بسماع اخبار الساعة الثامنة ووفيات الساعة العاشرة وبصعوبة نادرة يستطيعون التعرف على مرافق الدولة ومنتجعاتها السياحية والثقافية أما اولئك الذين يشكلون 12% من المجتمع فهم منقسمون الى حد كبير وجزء منهم غيرمنظم حزبيا ولكنه يتابع والجزء الاخر القليل ينتمي الى احزاب واطياف وحراكات أما اولئك الباقون والذين يقلون عن اصابع نصف اليد الواحدة في المئة فهم يشكلون مفاصل الدولة ويديرونها على طريقتهم الخاصة وبما يراعي مصالحهم واهوائهم وتطلعاتهم ويلهون بالدولة والشعب كما يشاؤون وقد ادت هذه التوزيعة الى تنامي وتفشي وانتشار ظاهرة الفساد والرشوة والتي ادت لاحقا الى انتشار الفقر والبطالة والظلم اما ظاهرة الفساد تلك فلم تبدأ قوية بل بدأت على استحياء واخذت بالتدرج والتنوع وصعود السلالم والجبال والتدحرج بين السهول الى ان تمكنت من غزو معظم مكونات الحياة والدولة وكانت هذه الظاهرة في كل مرحلة من مراحل نموها تتوقف وتقيم الحالة التي وصلت اليها وتراقب من يعيش حولها فاذا ما وجدت صمتا كانت تتقدم الى الامام باشكال جديدة متقدمة الى ان وصلت الى ما هي عليه الان وعليه فان الاغلبية الصامتة هي السبب الرئيسي في وصول الفساد الى هذا المستوى المتقدم من خلال صمتها الموروث وقبولها لجميع ما كان يحدث حولها بالرغم من وجود متناقضات في ذلك
اما تلك الفئة القليلة والتي تسير فوق الحصى وتحت اشعة الشمس الحارقة فهي فئة لا حول لها ولا قوة على الرغم من ان اهدافها نبيلة ووطنية ولكن حجمها لا يسعفها على فعل وتقديم شيء يذكر للوطن وفي ظل بقاء هذه التوزيعة فان فرعون سيحافظ على فرعنته لانه وكما قال عندما سئل لماذا يتفرعن قال لم اجد من يردني وانني اتسائل هنا واطرح سؤالا على تلك الاغلبية الصامتة الى متى ستبقون صامتون ؟؟ الا ترغبون بتذوق طعم العدل والمساواة والغنى وكما شخص ذلك جلالة الملك في خطاباته ؟؟ ان الحكومة لن تفكر بكم اذا بقيتم على هذه الشاكلة ولن تحسب لكم حسابا بل على العكس ستنحدرون يوما بعد يوم وتنتقلون الى طبقة جديدة رابعة اقل من طبقة الفقراء اذا ما بقيتم على ما انتم عليه لذلك يتوجب عليكم ان تعيدوا النظر في اسلوب حياتكم وتبدأوا بالتفاعل التدريجي والمباشر في هذا المجتمع من خلال المطالبة بما وجهكم اليه جلالة الملك فعليكم ان تنخرطوا في الاحزاب وتشاركوا في الانتخابات وترسموا السياسات وتطالبوا بالاصلاح وتحاربوا وتنحوا الفاسدين ولا تسمحوا لتلك الحكومة ان تستخف بعقولكم ...هل يعقل ان يتم توزيع كوبونات وبطاقة ذكية لتوزيع الخبز والشعير في عام 2013 ؟؟ ان هذا التوجه الحكومي المرفوض لم يكن مقبولا في الخمسينات ولو تم طرحه انذاك لقوبل بالرفض من تلك القبائل واولئك الشيوخ والوجهاء الوطنيون والقوميون
ان الفرصة ما زالت متاحة امامكم ايها الاغلبية الصامتة لكي تساهموا في اعادة بناء المجتمع وترميمه وتحديثه وتعملوا على تنقية هوائه من الغازات الفاسدة وعدم السماح للحكومة بالتمادي على حقوقكم والاستخفاف بقدراتكم وتزوير ارادتكم وطموحكم وبعكس ذلك فان الاجيال القادمة من احفادكم ستحاسبكم وانتم تحت الارض وقد تجدون من يحاسبكم وانتم فوق الارض واعتقد ان ضمائر الكثير منكم ما زالت حية ولكنهم جمدوها في الثلاجات ...عليكم بقطع الكهرباء عن تلك الثلاجات حتى يذوب الثلج وتخرج الضمائر الوطنية الحية علها تصلح ما يمكن اصلاحة اذا ما توفرت لديكم الرغبة بالمحافظة على بقايا الوطن وترابه بعيدا عن تلك النماذج الدموية والتي اطاحت بالماضي والحاضر والمستقبل سائلا العلي القدير ان يوقظ تلك الاغلبية الصامتة ويسخرها لما فيه خير الاردن علها تضع حدا لتغول الحكومة على مستقبل هذا الشعب وهذا الوطن انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين