من تابع مجريات احداث القبة في العبدلي يوم أمس الأحد يجد نفسه يتابع مهزلة سياسية قائمة على مجموعة من الكومبارس من نواب الأمة الذين خرجوا عن طورهم وتجاوزوا ملاحظات المخرج مما جعله يوقف تصوير المشهد أكثر من مرة وكانت البطولة للنسور رئيس الحكومة والبطل المساعد حسين المجالي .
وكان الخروج عن النص بمثابة القشة التي قسمت ظهر بعير الفيلم ، النسور اجاز لنفسه أن يخدم أربد وفي نفس الوقت كفر سحاب والمجالي حاول أن يمارس دور رجل الأمن ولكن بزي مدني وكانت قصة خارج سياق النص المسموح به من قبل إدارة الرقابة المخابراتية للنصوص السينمائية التي تعرض في تحت قبة العبدلي .
وبخروج الكومبارس من الابواب الخلفية لاستوديوهات العبدلي بدأ كل طرف منه يكيل اللعنات للأخر والتهديدات وبطرق إستعارضية يؤكدون من خلالها على أنهم يمتلكون مهارات تمثيلية لم يكتشفها المخرج بوالتالي عليهم إظهارها أمام كاميرات المصورين وبعيدا عن كاميرة المخرج الرئيسية ، والذي شاهد هذه الصور عبر المواقع الاخبارية يتأكد لديه قناعة أنهم مجرد كومبارس ولكنهم خرجوا عن ما هو متفق عليه مع المخرج ، فمنهم من كان مبتسم أو يظهر أسنانه أو يشير بأصبعه أو يجلس على حافة مقعد أو يقف وخلفه جنوده المأزرون وجميع هذه اللقطات تصلح بداية لحملة إعلانية عن الفيلم القادم .
وخلاصة المشاهد السينمائية في العبدلي أننا كشعب أمام مجموعة من الممثلين والكومبارس سوف ينتهي بهم الأمر على ابواب المنتج الممول للفيلم كي يقبضوا اتعابهم كل حسب جهده ومهارته في التمثيل وخصوصا في المشاهد التي تسمى بتلفزيون الواقع والبعيدة عن كاميرة المخرج ، وهذه هي حكاية الأكشن الذي حدث في العبدلي في اول عرض لفيلم ..ثقة ..ثقة ..؟