أيها المرشحون .. نحن من يقبض مقبض الرحى ..!!
بعد أن بدأت رحى ألانتخابات النيابية دورانها على ما أسقط بين عجلاتها ، وبعد أن بدأت ملامح شخوصها " مرشحيها " ترتسم على الساحة الانتخابية ، يصولون ويجلون كالعادة في الزقاق والحواري التي أبداً لم يكن ليدخلوها لولا حاجتهم لأصوات ساكنيها ، فمنهم من يردّ التقرب من هذه الفئة ومعرفة أوجاعها فعلاً وكشف أسرار قهرها وجوعها تحت قبة البرلمان ، ومنهم من يسأل ويجيب بصورة أخرى ، ولأن البرد والشتاء دخل بيوت هذه الزقاق والحواري وشاركهم همومهم ، هَمَّ بعضاً من المرشحين " والله أعلم بالنوايا " بتقديم ما يلزم للحيلولة بينهم وبين الشتاء والبرد ، فأغدقوا عليهم المدافيء والحرامات وقليلاً من مونة الشتاء علّها تطبق المثل القائل " اطعم الثم تستحي العين " ناهيك عن شراء بعض آلامهم بـ " مالهم الفاسد " لتكون النتيجة حصد أكبر عدد ممكن من الأصوات توصلهم لسدة البرلمان ..!!
فـ " المال الفاسد " لا يقدمه إلاّ فاسداً ، ومن يقبل به هو مشارك بالأكيد بفساد هؤلاء المرشحين وشيوع الفساد والمفسدين في الوطن في الوقت الذي نحن بأشد الحاجة لمحاربته والقضاء عليه من داخلنا خاصة والوطن عامة ..!!
ورغم قناعتنا بوجود بعض المرشحين المكررين والمكشوفين للكبير والمقمّط بالسرير ، الذين لم تغب بعد سيرتهم الفاسدة عن ذاكرتنا ، إلاّ أنه آآآن علينا نحن من يقبض مقبض الرحى وندوّر عجلاتها ، أن ندرك أنه ليس كل ما يسقط بين عجلات الرحى زكيُّ المذاق وطيب الرائحة ، لذا يجب علينا ومن أجل الحصول على مخرجات سليمة من بين عجلات هذه الرحى أن نفرز وننقي ما قد نسقطه بين العجلات قبل أن تهضمه أمعائنا ويفتك بأجسادنا ..!!
وهكذا هو مشهدنا الانتخابي ، فليس كل من ترشح ليمثلنا هو حيّ الضمير ، وليس كل من عاش ونمى على ثرى هذا الوطن وارتوى من ماءه واستنشق من هوائه ينتمي له ويخاف عليه كما أبناءه الذين لا زال الضمير فيهم حيّاً ونقياً ويفتدونه بأرواحهم ودمائهم رغم جوعهم وقهرهم الذي جسده عليهم همّ أولئك أصحاب الضمائر الميتة الذين لا يبحثون في شأننا وشأن الوطن قدر بحثهم عن مزيداً من التلميع والجلوس على مقاعد البرلمان بأيّ وسيلة حتى لو كانت كرامتنا ..!!
ولنتذكر نحن أنه وعلى الرغم من أنهمّ قلّة في جسم هذا الوطن المعطاء ، غير أن منهم مّنْ مُدّت أياديهم في خُرج هذا الوطن وأصابوه بعدوى وبائهم النجس وتوجهاتهم النتنة ، ونذكّرهُمْ أننا بتنا نعيّ بأنهم من ذوي البطون الجرباء التي لا تشبع حتى ولو بكثرة الدسم ..!!
وإدراكنا الآن نحن كمواطنين وكشفنا للمستور الذي طالما صممّنا سمعنا وغشيّنا أبصارنا عنه من أجل أمن وأمان هذا الوطن ، آن علينا أن نُشَنِفَ أذاننا ونزيل ألغشاوة عن أبصارنا ونقف نداً حقاً في وجه هؤلاء الذين كانوا ولا يزالوا يعتقدون أنهم الأذكياء ونحن الأغبياء ، متناسين أن أبناء هذا العصر صالوا وجالوا العالم وهم يجلسون بين جدران بيوتهم ، فهم أبناء التكنولوجيا الذين قد تشبّعوا بما استجد على العالم من سهولة الوصول إلى المعلومة والمعرفة بكل تفاصيلها وحيثياتها ..!!
وعلينا أن ندرك أيضاً أننا نحن الضعفاء لله والأقوياء في المجتمع وهم ضعفاء المجتمع والمتجبرين والمتعالين على كل الشرائع السماوية ..!! م . سالم عكور akoursalem@yahoo.com