انا هنا لست مدافعا عن نظام الأسد ولن أكون ، ولست مدافعا عن نظام جديد يقوم على أنقاض الشعب السوري البطل ولن أكون ، فالقاتل سوري والمقتولة هي سورية ، طرف يقول أنا النظام والشرعية وطرف يطالب بالحرية والديمقراطية والتعددية وإنهاء حكم الاستبداد والقبضة الأمنية ، وطرف ثالث ينتظر الهدية وهم اليهود والأمريكان والإخوان ؟؟ والهدية بالنسبة للطامعين هي تدمير وتقسيم سورية ، أما الإخوان فهديتهم الوصول إلى رأس السلطة وركوب الثورة السورية . ؟!!
لكنني مدافعاً وبشراسة عن الموقف الأردني من الأزمة السورية حيث وقف الأردن وبكل شموخ وبما استطاع من جهد إلى جانب الشعب السوري منذ اندلاع الأزمة ، فاستقبل عشرات الاف من الإخوة السوريين الفارين من بلادهم طلبا للأمن والاستقرار أو العلاج ، فأمن لهم الأمن والتعليم والعلاج و آثر على نفسه وهو به خصاصة ، ويرفض كل أنواع القتل والظلم والدمار حاول جاهداً ويحاول أن يكون من الناصحين ، يسعى وبكل جهد مخلص أن تنتهي الأزمة عند الأشقاء السورين دون أن يتكرر السيناريو الليبي أو العراقي ، عانى وما زال يعاني من كل الضغوط العربية والأجنبية التي تسعى لجعل الأردن محطة عبور لتمويل المعارضة السورية في الداخل بالمال والسلاح ، ودفع ثمناً باهظا وما يزال نتيجة هذا الموقف الذي ينأى بالأردن عن التدخل بالشأن الداخلي السوري كما يرفض أن يتدخل بشأنه الآخرون .
أبو السكر لا تلعب بالنار ولا تحاول الدق على كل الأوتار فلست أنت من يقرر للأردن المسار ، فالأردن وقف صامداً في وجه كل الضغوط والأخطار وآثر أن يقف محايداً لا مع الثوار ولا مع نظام بشار ، بل يقف مع الشعب السوري بكل مكوناته فهو فقط صاحب القرار ، فهذا قدر الأردن أن يقع دائما في بؤرة الصراع وعدم الاستقرار ورغم قلة الحيلة لا نفط ولا أموال ولا انهار لكنه دائما يقف وقفة الكبار .
أبو السكر ، نعلم جميعا انك لست ولن تكون أنت ولا حزبك احرص من الأردن على الأشقاء في سورية لكنك تحاول جاهداً زج الأردن في هذا الصراع أملا في إنهاء عهد الأسد وصولا إلى استكمال الربيع الاخواني ، فأي مجلس انتقالي تطلب من الأردن الاعتراف به اهو المجلس الذي ولد من رحم الدول الاستعمارية وجاء من رغد القصور وحياة الرفاهية ليركب قطار الثورة السورية التي دفعت وما تزال ثمنا باهظا طلبا للحرية والديمقراطية ، الأردن يا سيدي لن يقبل إلا بخيار الشعب السوري وهو فقط مصدر الشرعية .؟؟
تدعي خوف الأردن من وصول حكم الإسلاميين إلى سورية ، فهل حكم الإسلاميين في مصر جلب لها الأمن والحرية أم انه أعادها إلى عصر الدكتاتورية أو حتى الفرعونية ، تدعي نفسك وحزبك بالإسلامية فهل انتم الوكيل الحصري والمتحدث الرسمي باسم الشريعة الإسلامية ، أم أنها غطاء وادعاء للوصول إلى حيث الأمل والرجاء ، وتحقيق الحلم بدخول نادي الرؤساء والزعماء ..؟؟!