صدق الملك .. إذا أين المشكلة ؟

من خلال ما رشح عن لقاءات الملك مع الحراك ( وإن كنت أحتفظ على بعض الاسماء التي وردت في اللقاء ) نأخذ بعض جمل قالها الملك مباشرة أو فهمت ضمنا من سياق كلامه ، وهي أن الملك لاعلاقة له مع ما يسمى بمسيرات الموالاة وأنه ليس مع اعتقال شباب الحراك وتقديمهم لمحكمة أمن الدولة ويستغرب في نفس الوقت لماذا ما زال هولاء معتقلين .
وهي مؤشرات تعطينا دلالة واضحة على أن الملك لايصل له ما يحدث في البلد إلا النزر اليسير ، وأن الحاجة لفتح ابواب الديوان ملحة وضرورية كي لانقع في مطب أن القصر لم يكن يعلم أو أنه علم ولكن متأخر جدا كما حدث ويحدث في بعض دول الربيع العربي ، وإذا كان هذا ما طرحه الملك مع الحراك فمن المسؤول على إيصال الأمور لحالة من التأزيم السياسي والشعبي ؟ .
هناك من يقول أن المحافظين في اركان الدولة يحرصون على إبقاء الوضع متوترا لتحقيق مكاسب سلطوية ونخبوية لهم ، وأنهم هم من يقومون بترجمة وضع البلد باللغة التي يريدونها هم للإبقاء على هذه الحالة ، وهناك من يقول أن الإخوان لهم دور في هذه الحالة من التيه ما بين القصر والشارع كونهم تصدروا معركة النظام مع الشارع وألبسو الشارع لباسهم من باب أنهم يمتلكون أكبر قاعدة جماهيرية في الحراك الأردني ، ووهمهم هذا جعلهم يتصدرون المشهد الاعلامي كطرف معارضة رئيسي .
ولكن الشيء الواضح من جمل الملك في الحوار أن الذي يرسم المشهد الأردني ليس المحافظون ولا الإخوان بل هم رجالات دولة إختلط عندهم السياسي بالأمني ، وشكلوا بينهم ما يمكن تسميته بمحفل الشيطان ويتزعهم عراب له أدواته وقدراته ونفوذه الذي لم يرثه عن عائلته بل من خلال وجوده لسنوات في قمة الهرم السياسي ، والشواهد على وجود هذا المحفل كثيرة فكل ما علينا متابعته هي صورهم التي تغطى من الصحافة الصفراء ( الورقية والالكترونية ) ومجلات المجتمع المخملي وبقية وسائل إعلامهم الخاصة بهم والمدفوعة الأجر .
ولأن كلام الملك به من الوضوح والصراحة الشيء الكثير ولايحتمل تأويله بغير محله بل أن نتعامل معه بأبسط الطرق وأصحها وهي أنه كلام من ملك شاب لجيل شاب يريد التغير مع المحافظة على الوطن للأجيال القادمة .