"الغرقان يتخمش الزبد"

                                          بسم الله الرحمن الرحين
                                          "الغرقان يتخمش الزبد"

لم استخدم عنوان الـغـــــريق يتعلق بالقشة لان القشة الخبيثة قصمت ظهر البعير مسكينة تلك القشة مع انها منحقل طاهر لكن الزبد الذي لا يروي عطشا ولا يسقي نباتا هو الاولى بمعرض السوء !!

ابتداءا فالعنوان بالعامية ليس زهدا بالعربية الفصيحة , معاذ الله , انما لأن ذكر المثل او الحكمة بنص اصحابها ابلغ واكثر دلالة .
والغرقان هو الغريق , واما يتخمش :ــ فهذه الاعقد فهوالغريق الذي يفرد اصابع يده ويباعدها لعله يمسك بما ينجيه .
ما اروع هذاه الحكمة واوضح دلالتها على الحالة الانسانية عند العجز وفقدان ادوات النجاح والسلامة وفقدان العقل المتزن الراجح

ودلالتها السياسية اليوم اكثر وضوحا على واقعنا الحالي ......

يقول لك خبراء الانقاذ احذر من ان يمسك بك الغريق فان امسكك فلن يفلتك وسيغرقك معه , ولكن امسك برجله وجره وانقذه , ارأيتم الى هذا الفن في الانقاذ وهذا مجرب وصحيح وعندها يمكن ان تنقذه ان بقي امل في الحياة ,وليس من المعيب عندها ان تمسك برجله ولن يلومك عاقل بل وسيشكرك ذووه ومحبوه .

معجز قول الله تعالى في محكم التنزيل { ولا تؤتوا السفهاء ( اموالكم ) التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا }

فمال السفيه ليس له في الحقيقة , ومسؤولية المحافظة عليه مسؤولية العقلاء مسؤولية المجتمع الراشد , على ان ينفق عليه بامانة وينصح ويعلم ويربى حتى يبلغ الرشد , فهو سفيه مهما كان عمره . غريق يمكن ان يفني ماله ويضيع حقوق الاخرين ممن يتولاهم فيما بعد .

الغريق يبحث عن النجاة بلا وعي لأنه يريد النجاة ولو بحبال الهواء التي لاتنجي احدا او حتى بزبد الماء الذي اغرقه بذاته , يفكر بيديه لابعقله ( فيتخمش ) زبد الماء يعتصم به فيزداد غرقا فالزبد لايمسك ولا ينفع لشيء.

لا تتسرع اخي القارىء ولا تتبرم ارجوك ان تتأمل في هذه التجربة تجربة الغرقى التي رسموها بالمعاناة فكانت تلك الحكمة العظيمة وليس بالتنظير في الغرف المكيفة وفي ساعات الليل بمصاحبة ادوات الكيف !!!
هل يمكن ان يتعلق البعض عندنا بالزبد لحل مشكلاتنا الاقتصادية والسياسية والادارية والاجتماعية والثقافية ام ان هذا من التجني ؟

نعم ومن هذا الزبد عندنا ما يلي :ــ
**زبد القروض الخارجية لنعالج العطش بشرب الماء المالح ثم نشرب الماء المالح مرارا والعطش يزداد وهكذا ......

** ومن الزبد التطاول على معيشة الفقراء بالضرائب المتوالية بحجج واهية وما يسمى بتحرير الاسعار ورفع الدعم والتعابير الفضفاضة التي تحتاج الى شفافية وتدقيق وهي كالزبد تماما .

** ومن الزبد الهجوم على الاصلاحيين واتهامهم بأقذع التهم التي لا تليق باشر الناس وربطهم بأجندة خارجية مشبوهة دون دليل او حتى منطق متماسك .


** ومنها لوم الاسلاميين المقهورين المطاردين لعدم اقناعهم مصر بان تزودنا بغاز لا ينقطع ابد الدهر , بل ان بعضهم و على احدى الفضائيات يطالب الحركة الاسلامية ان تتبرع من ملياراتها الكثيرة لصالح الخزينة !!!

**ومن الزبد الاكبر التهليل لقصة اسمها النفط الايراني لثلاثين عاما مجانا ودخلنا في التفصيلات والحوارات ثم يصرح السفير الايراني بالامس قائلا :ــ بانني لم اقل ذلك مطلقا وتحدثت عن اسعار تفضيلية فقط بشروط ليتبين حجم الزبد

** وكان من الزبد الوعود اتي تبخرت واكتشف المواطن خداعها

** ومنها زبد الانضمام الى منظمة مجلس التعاون الخليجي حتى (خزق) الناس اذانهم استعدادا للحلق الذي لم يأت

**وم اعظم الزبد واخطره انكار المشكلة والاستهتار بالردود الشعبية وعدم التجاوب معها واستخدام معالجات يمكن ان تغرق البقية الباقية .

اننا بحاجة الى من يقف على اطراف المسابح على ان يكون من المنقذ ين المتخصصين المؤهلين ذوي الخبرة, لا الى المتعاطفين الذين لا يملكون الا البكاء او الصراخ على حد سواء ويتمنون ان يخرج الغريق لوحده حتى وان زادت عواطفهم فنزلوا الى الماء فسيغرقون معهم ايضا .

سالم الفلاحات
Salem.falahat@hotmail.com