لا لأي إضرابات في الجامعة
لا أظن أن ما يحدث في الجامعة الأردنية بشكل خاص أو في بقية الجامعات الأردنية بشكل عام أمر بعيد عن الحل وصعب عن التعامل معه ، وكنت في مقالات سابقة قد ذكرت أن أول المسؤلين عن ما يحدث هو رئيس الجامعة كمسؤولية أدبية وعليه تقديم إستقالته فورا ، وعلى أي شخص يقبل بتولي هذه المسؤولية أن يطلب سلطات كاملة في وقف هذه المهزلة ،وأن يمتنع عن النهوض بها إذا لم توفر له .
ونحن جميعا نعلم أن المسؤول الحقيقي عن ما يحدث هو الدولة بجميع أجهزتها المسؤولة عن الجامعة ، وهي تعلم الأسباب الحقيقية لما يجري وتستطيع وقفه ، ولا بد أن هذا الذي يحدث في داخل حرم الجامعة هو انعكاس لما يحصل خارج أسوار الجامعة ، وغياب العدل الأجتماعي هو الأساس في الترهل الأداري والوظيفي الحاصل في الدولة ، وربما كانت أجهزة مكافحة الفساد هي جزء من المشكلة بدل من أن تكون الحل ....
إن غياب المساواة هو الركيزة الأولى في الفشل الحاصل في أجهزة الدولة ، وتعدد الأستثناءات في التعيينات في جميع أجهزة الدولة هو المقدمة لمشاكل وأزمات ستحصل اليوم أو غدا ، وكذلك هذه الأستثناءات الغريبة العجيبة في المقاعد الجامعية كانت السبب في كثير من المشاكل الأجتماعية الظاهرة أو المختبئة تحت الرماد ....
إن جميع حاملي جواز السفر الأردني هم أبناء الوطن ، وإذا لم يكونوا كذلك فليتم إعلامهم مباشرة أن حقوق البعض تختلف عن حقوق البعض الآخر ..إن المساواة هي أساس المجتمع الناجح ، أما الأختباء خلف إصبعنا فهذا يعني أنه لن يكون لنا حظ من الأستقرار .
لن يكون مفيدا لأبناء الوطن الواحد أن يظن البعض أنه مميز عن البعض الآخر ، فالقانون يجب أن يكون فوق الجميع ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم منارة لنا وهاديا عندما قال ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فليس هناك ابن فلان أو ابن علان ، هناك مواطن يقوم بواجبه مقابل مواطنته أو لا يقوم بذلك فهذا هو المعيار في أي دولة تريد أن تبقى دولة آمنة وعادلة لجميع مواطنيها ....
إن ما يحدث في الجامعات الأردنية هو نوع من البلطجة الذي تعرف السلطات أسبابه ولكنها لا تريد أن تجد له حلا( لأمر في نفس يعقوب ).. ولكن الأمور لا تأت دائما كما يشاء المخططون لها ، والصحيح هو الذي يبقى دائما وأي شيئ آخر يذهب هباء منثورا .
وأخيرا دعوة إلى الطلبة ، فالأغلبية الصامتة الكريمة والمهتمة بتحصيلها العلمي عليها أن تتحرك من أجل الحفاظ على ممتلكات الوطن وعليها حماية الجامعات فهذه الجامعات هي رمز من رموز وطننا وبلدنا ويجب علينا أن نذود عنها وأن نحميها برموش عيوننا وعليكم الأستمرار في محاضراتكم حتى لو حاول البعض تعطيلكم عنها ، فهذا هو أسلوب المقاومة المتحضر من أجل أن يفشل الآخرين في زعزعة استقرار جامعاتكم . لا تخرجوا من قاعات المحاضرات عند حدوث اضطرابات ، ولا تقوموا بتعليق الدراسة ولو لساعة واحدة ..برهنوا انكم أكبر من محاولي الفتنة أيا كان شكلها .. والله الموفق
د معن سعيد
12 - 3- 2012