سائحة تنجو بأعجوبة في مصر
أحكام بالسجن لأعضاء عصابة إجرامية في السلفادور
الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025
الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة
بدء الاجتماع الأول للجنة الفنية للشباب والسلم والأمن
نقابة الخدمات العامة تثمن جهود الحكومة في ضبط العمالة المنزلية المخالفة
احتفال باليوم العالمي للدفاع المدني في الطفيلة
الفيصلي يفوز على شباب الأردن ويتأهل لنصف نهائي كأس الاردن
أسعار النفط تتجه نحو أسوأ أداء شهري منذ 2023
صلاح ليس الأول .. أعلى 10 لاعبين أجراً في كأس أفريقيا 2025
كأس أفريقيا .. زامبيا تخطف تعادلاً مثيراً أمام مالي
مقتل شخص جراء قصف لقوات "قسد" في حلب
اليابان تعتزم إعادة تشغيل أكبر محطة للطاقة الكهربائية في العالم
فصل مبرمج للكهرباء عن مناطق بمحافظات الشمال
الرمثا يفوز على الأهلي ويتأهل لنصف نهائي كأس الأردن
مجلس الوزراء الإسرائيلي يصوت على إغلاق محطة إذاعة الجيش
الحسين إربد يتعاقد مع المدرب البرازيلي فرانكو
المومني: معلومات مضللة تستهدف مشروع مدينة عمرة ولن نتهاون بمروّجيها
"الإعلام النيابية" تقر مشروع قانون الأوقاف المعدل
عرفت بعد التخرج من مدرستي «تراسنطة» الكثير عن الإيمان المسيحي والرهبنة عموما و»حراس الأراضي المقدسة» تحديدا رهبان الفرنسيسكان انتسابا لمن أرسى قواعد أول حوار مسيحي إسلامي عام 1219 القديس فرانسيس الاسيزي والسلطان الكامل الأيوبي.
مما تعلمته ولم أدرسه في المدرسة لالتزامها بتقديم خدمة التربية والتعليم خالصة لوجه الله والوطن دون حتى الاقتراب من أي دين وأي سياسة، تعلمت معجزة السيد المسيح في قانا الجليل. تحويل الماء إلى نبيذ، والمباركة -الإكثار- في سمكتين وخمسة أرغفة، فأطعم بيديه الممجّدتين خمسة آلاف وزاد.
لم تغب عن وجداني قبل بالي هذه المعجزة، وأنا أقرأ الخبر والتعليقات المرافقة له أردنيا وعربيا وشرق أوسطيا حول المخبز الأردني المتنقّل الذي عبر الأردن غربا، جنوبا إلى غزة هاشم بطاقة إنتاجية تصل إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة رغيف بالساعة.
قمحنا مبارك بلا تهجين ولله الحمد. بركة إكثاره عليها مسحة ربّانية. خبزنا رغيف قمح أم شعير، دائما مبارك محمود في عيون الأصايل، ومن بمنزلتهم وقدْرِهم وهم الصامدون في هذا الذي ما رأت عين قبله من أهوال الحروب والإرهاب والفوضى، ليس منذ عام بل منذ عقدين وأكثر منذ النكبة والنكسة الأولى.
وتشاء الأقدار، تشاء الإرادة الملكية والتوجيهات الهاشمية أن تُضاء شجرة عيد الميلاد نورا وضياء وسناء وبهاء في أم الجْمال إحدى مدن ديكابولس العشر، إحدى العجائب السياحية على مقربة من موطن أقدم خبز في العالم، عمره أربعة عشر ألف عام شمال شرق الأردن في الصحراء السوداء في محافظة المفرق التي جمعت وما فرّقت يوما وفتحت ذراعيها لأشقاء لنا في هجرات لجوء -استضافة قصرت أو طالت- تسببت بها حروب وأحداث أدمتنا جميعا، منذ خطيئة احتلال الكويت والأخطاء الكارثية التي نظّرت وطبّقت «الفوضى الخلاقة والربيع العربي».
لم تغب عن وجداني مشاهد الاعتداء حرقا على شجرة الميلاد في ريف حماة في الصقيلبية. إن كان بعض عزاء، فكان في المسيرات التي انطلقت بشجاعة دعما لإخوتنا المسيحيين في سورية التي منها ومن الأردن صار شاؤول الإرهابي بولص الرسول ذلك المؤمن الحماسيّ «زِلِس» الغيور الذي نقل المسيحية إلى العالم كله.
هذه الأراضي المقدسة وهذه الأزمنة، استثنائية في كل المعايير. ولعل الرسائل الأردنية في هذا التوقيت وهذه الكيفية والرمزية، تذكّر العالم كله، العدو قبل الشقيق والحليف والصديق، أن البشرية ما زالت أمام الاختيار عينه إما موتا بالسيف وإما حياة بالخبز..
رحم الله شهداء الأردن المفدى وصفي التل ومعاذ الكساسبة النسر الذي حلت ذكرى استشهاده في أيام الميلاد المجيد. الأردن «ولد بالنار ولم ولن يحترق أبدا». هي معمودية النار لمن يسمع ويرى..