أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الجحيم الذي تساق إليه البشرية قسرا كل يوم
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الجحيم الذي تساق إليه البشرية قسرا كل يوم

الجحيم الذي تساق إليه البشرية قسرا كل يوم

19-01-2024 08:53 AM

بقلم د المخرج محمد الجبور - يبدو أن هذا الاستفهام الوجودي قد خلق عاريا عن أي إجابة منطقية أو عقلية تشبع رغبة المعرفة عند البشر حول هذه الجوانب الأكثر ظلمة في تاريخ الإنسانية وحياتها وطبائعها؛ فهي امتداد تاريخي للشر وإرث قديم وربما أصدق البراهين الطبيعية التي تدحض ما تبقى من شك في أن لهذا الإنسان جذرا وحشيا يتنفسه الآن على هيئة صراع دموي، منفصلا عن شكله الإنساني القويم، متخليا -في الوقت نفسه- عن أجل ميزاته الاستثنائية وأعظم مظاهر التكريم الإلهي له عن سائر الحيوانات وإذا ما استسلمنا لفكرة أن الحروب قدر أو واقع لا مفر منه وسألنا عبثا ماذا بعد الحرب؟ ماذا بعد مشاهد القيامة هذه والمسار المأساوي والجحيم الذي تساق إليه البشرية قسرا كل يوم؟ ماذا بعد أن تصير الأوطان رمادا والمدن أطلالا والحياة بكلها ثكنة عسكرية عفنة؟ ماذا بعد انتصار نشوة الموت على الحياة؟ وهذا الخراب الكبير الذي تركوه دليلا على مرور الشيطان هناك؟ ماذا بعد صور النزوح المؤلمة هذه وإفراغ الأوطان من أهلها ليعيشوا حياة الضياع والتشرد والهوان؟ لنقل إن الحروب الاقتصادية آتت أكلها فجاع البشر وحصد البؤس أرواح الكثيرين، لنقل أيضا أن الحرب النووية التي يذعرون بها الشعوب قد حدثت، ماذا بعد ذلك؟ تستطيع عقول آلهة الحرب تخيل مصير الحياة بعد شررها، وما من شك أنها تعلم ذلك جيدا لكنها تستمر في إضرامها دون اكتراث؛ لأنها -ببساطة- لن تخسر أو تعتقد أنها لن تخسر شيئا؛ فضحايا الحرب وآثارها الكارثية على الأوطان والإنسان لا تشكل لها أي رادع أو قلق؛ إذ ليس لأولئك الهمجيين أي ضمير أخلاقي أو إنساني يحول دون أخطائهم لا أهمية لدى أرباب السياسة الدموية لما سيكتبه الواقع عن طبيعتهم المنحرفة أو ما سيرويه التاريخ للأجيال عن صفحاتهم السوداء؛ لذا تراهم بكل صفاقة ورعونة يستلذون واقع البشر الأليم جراء مغامراتهم الرخيصة على رفات الإنسان وأحزانه وقلقه، وآخر ما يفكرون فيه هو الإنسان والوطن والحياة واحتواء الأزمات بدلا من صناعتها وابتكارها كل يوم إن الحروب التي يبدع الإنسان من حين لآخر في تشييئها وتطويرها وتحسين أدائها ونفخ شرارتها بما يضمن هلاك أكبر قدر من البشر فيها، هي أيضا وجود له ما بعد فإنها- حين يتعلق الأمر بعامة الناس- لا تفكر أن تبقي لهم شيئا غير الضياع أو الذكريات الأليمة إذ تمتد فصولها في حلول أبدي أو يكاد يكون كذلك إنها الحرب، واحدة من أفحش خطايا البشر، غيوم داكنة تلقي بظلالها وصقيعها وتعاستها على البؤساء فحسب وكأن قدرهم أن يعيشوا ضحاياها أو أسراها إن هان الأمر قليلا لكن ما بعدها لن يكون سهلا أو حالة يمكن تجاوزها بقدر ما تتركه من آثار اجتماعية ونفسية ومآس إنسانية على شعب دون آخر، ما بعد الحرب هو الحقيقة المرة التي تدفعها الأوطان بكل ما فيها ثمنا باهظا لنزوة أولئك اللئام الذين أظهروا بطولاتهم المخزية في حياة البسطاء وآلامهم وأحلامهم واستنفدوا كل طاقاتهم في تعكير صفو الحياة وإذلال الشعوب وتحويل واقعهم إلى جحيم، لكن يبقى عزاء الشعوب أن لكل جلاد جلادا ونهاية غير محمودة








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع