أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
روسيا : خطط الناتو لنشر المزيد من الأسلحة النووية تمثل تصعيدا للتوتر قوات الاحتلال تقتحم قرية في رام الله الكرك: الركود يخيم على الأسواق في ثاني أيام عيد الأضحى نوير حارس ألمانيا: قد أعتزل بعد اليورو تكدس ألف شاحنة مساعدات عند معبر كرم أبو سالم وزارة الأوقاف :العثور على حجاج أردنيين "غير نظاميين" كانوا مفقودين الربابعة: يوم "القرّ" أول أيام التشريق ومن الأيام العظيمة عند الله الحنيطي: بذل أقصى الجهود لحماية الوطن ومقدراته أبو زيد: الوقف التكتيكي للعملية مؤشر خلاف بين الجنرالات والسياسيين. بيتر بيليغريني يتعهّد بعد تنصيبه رئيسا بتوحيد سلوفاكيا "أونروا": الفلسطينيون في غزة يشربون مياها ملوثة وسط انتشار هائل للأمراض مقتل 13 على الأقل جراء تصادم قطارين في الهند. كوريا الجنوبية والصين تعقدان أول جولة من الحوار الدبلوماسي والأمني الثلاثاء. ولي العهد السعودي يدعو للوقف الفوري للعدوان على غزة جيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الخليل محافظ عجلون: العمل جار لإخماد حريق الصفصافة ارتفاع عدد الوفيات والمفقودين بين الحجاج الأردنيين نيوزيلندا تعلن عن مساعدات إنسانية لغزة بقيمة 5 ملايين دولار. مدرب البرتغال يفرض سياسته ويغير عادات رونالدو مع المنتخب مصدر مطلع: الأردن يثمن تنظيم مؤتمر السلام بشأن أوكرانيا ولم ينضم للبيان الختامي.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل الحياة ممكنة خارج "المدينة المحصّنة"!

هل الحياة ممكنة خارج "المدينة المحصّنة"!

19-01-2010 02:46 PM

ينفض "المواطن" العربي يديه من السياسة. وهو يوقّع، اليوم، بعد مرور أكثر من قرن، على مقالة الإمام محمد عبده "لعن الله السياسة..". فيما يحاول كثيرون أن يجدوا لأنفسهم "مكاناً تحت الشمس"، خارج أسوار مدينة السياسة المحصّنة المنيعة!

الهروب من السياسة والعزلة الشعبية عنها ليست خياراً، ولا ترفاً، بل هي استحقاق الشعور بالكلفة العالية والكبيرة التي يمكن أن يدفعها الإنسان إن هو أراد أن يمارس، فعلاً، "مواطنته الموءودة"، وأن يشعر بأنه "إنسان" كباقي خلق الله.

الجدال في "بلاد العرب أوطاني" لا يمت بصلة إلى الجدالات السياسية في أوروبا وأميركا واليابان وحتى ماليزيا، وربما بلاد أخرى كانت وراء ظهورنا قبل عقود. فنحن ما نزال نتناطح في "الحقوق الأساسية": هل هي ضرورية أم لا؟

نخبة من الشباب العربي زاروا، قبل أشهر قليلة، الدانمارك للاطلاع على تجربة الانتخابات النيابية هناك، عادوا يضحكون (!) من مقدار السذاجة السياسية، إذ يجري الحديث عن عدد الدرّاجات الهوائية المسموح بها في الشوارع، وعن حقوق المشاة، بينما شوارعنا العربية تفيض عند أول نقطة ماء، وتتلف البنية التحتية، ولا نناقش ذلك بجِدّية.

الهروب من "المدينة المحصّنة" لا يقتصر فقط على الشارع، بل حتى النخب المثقفة والأكاديمية، التي تمتلك قدراً من العقلانية والوعي والواقعية، تؤثر السلامة الفردية، ولا تشطح بأحلامها بأن تجد نفسها في دولة يمارس المواطنون فيها حقوقهم كاملة، من دون جمل معترضة، والحكومة في خدمتهم، ودولة القانون والمؤسسات بدهية لا تحتاج إلى نقاش وسجال!

في ندوة سابقة حول الواقع العربي، ردّ بعض الحضور على مداخلتي، بالقول "كفى جلداً للذات". سألت مستغرباً: إذا وصلنا إلى هذه المرحلة ولم نجلد ذاتنا، فعلى هذه الشعوب والمجتمعات السلام!

عودٌ على بدء!

هل ثمة حياة، ولو بالحدّ الأدنى، خارج مدينة السياسة المحصّنة؟ أخشى أنّ الجواب: لا. السياسة في عالمنا العربي تلتهم كل شيء، وتفرض سطوتها على البشر والأموال. ومهما حاول أيٌّ منّا أن ينأى بنفسه، فلن يشعر بالأمان، وأيّا كانت محاولاتنا في شق طريق أخرى للحياة سنصطدم، في نهاية اليوم، بجدران المدينة الإسمنتية.

لا بديل عن الإعلان جهاراً نهاراً عن قضية الناس جميعاً في العالم العربي وهي المواطنة الحقيقية، التي تعكس الاعتراف بإنسانية الإنسان.

الإصلاح ليس قضية شخص أو مجموعة، ولا ميداناً للمناكفات السياسية ولا الخلافات الأيديولوجية، بل هو شرط أساسي للحياة الإنسانية الطبيعية المهدرة اليوم في المشهد العربي، لو تأمّلناه، بصدق، قليلاً!

 "مواطنة كاملة"، لا تقبل القسمة أو الطرح، هو العنوان الوحيد المشروع اليوم للدفاع عن أنفسنا وأوطاننا ومجتمعاتنا وكرامتنا ومستقبلنا.

m.aburumman@alghad.jo

محمد أبو رمان





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع