أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
كم ستتكلف صفقة استحواذ الوليد بن طلال على الهلال؟ تأجيل محاكمة المتهمين بسرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري مجلس الوزراء يقر الأسباب الموجبة لمشروع نظام الرعاية اللاحقة لخرّيجي دور الإيواء لعام 2025 مجلس الوزراء يوافق على تسوية 905 قضايا ضريبية عالقة مجلس الوزراء يوافق على خطة شراء القمح والشعير لعام 2026 لضمان الأمن الغذائي مجلس الوزراء يشكل لجنة للحد من الإلقاء العشوائي للنُّفايات اتحاد الكرة يعلن إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في كأس العالم 2026 فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في إربد والمفرق الاثنين الحكومة تقرّ نظام تأجير وتملّك الأموال غير المنقولة خارج محمية البترا الأثريَّة الحكومة تقر نظاما معدلا لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025 الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين الحكومة توافق على منح حوافز وإعفاءات لمشروع الناقل الوطني للمياه قرارات الحكومة الاردنية لهذا اليوم الحكومة توافق على صرف 5 ملايين دينار معونة شتوية لأكثر من 248 ألف أسرة القسام تنعى رائد سعد بعد تحسّن حالته الصحية .. تامر حسني يستعرض ألعابا سحرية أمام أسماء جلال إحالة المدير العام لمؤسسة التدريب المهني على التقاعد إعلام عبري: الحاخام قتيل سيدني زار إسرائيل وشجّع على قتل الفلسطينيين تكليف وزارة الأشغال بإجراءات طرح عطاءات إعداد دِّراسات مشاريع مدينة عمرة صلاح يتجنب تصعيد الأزمة مع ليفربول بتعليق ساخر
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام يا معالي وزير الأوقاف .. ما هكذا تورد الإبل ..

يا معالي وزير الأوقاف .. ما هكذا تورد الإبل ..

15-02-2013 05:10 PM

لعل أغلب الأردنيين تابعوا-متعجبين ومستهجنين- مانشرته وسائل إعلامية أردنية وغير أردنية من تصريحات لمعالي وزير الأوقاف الدكتور عبدالسلام العبادي من اعترافات صريحة بوجود أصناف وألوان من الفساد الإداري والمالي في وزارة الأوقاف الأردنية،حيث ألمح وزير الاوقاف إلى أن وزارته ستتعامل بشفافية،ووفقا للأصول في هذا السياق مسجلا بأن أجهزة الرقابة في وزارة الأوقاف تحاول إحتواء ومعالجة سلسلة من الإنتهاكات وممارسات الفساد التي لا يمكن السكوت عليها بسبب الضرر البالغ الذي أحدثته.

ولذا يسجل معالي الوزير بكل وضوح بأن الفساد وصل للأسف لموقع كان ينبغي أن لا يصل إليه وهو وزارة الأوقاف.

والحق يقال،فإن هذه التصريحات جريئة وشجاعة،وموافقة للواقع تماما،إلا أنها فريدة من نوعها،وجاءت متأخرة جدا كما يشهد بهذا كل من سبر غور وزارة الأوقاف،وعرف حقيقة ما يجري خلف الكواليس في هذه الوزارة التي أثقلتها الواسطات والمحسوبية،ودمرها الفساد الإداري والمالي،والشللية والمافيات التي تعمل جاهدة في السر والعلن على اجهاض أي عملية جادة للإصلاح والتغير في هذه الوزارة الدينية التي يجب أن تكون راعية للإصلاح،وقدوة صالحة في مضمار الخير والفضيلة،والتنمية والنهوض بالبلد إلى مراقي التقدم والتغيير.

ولكن مما تحتاجه وزارة الأوقاف الأردنية لكي ينجح ما يدعو له معالي الوزير من إصلاح شامل،وتطهير للفساد؛هوإرادة جادة وصارمة للقيام بحملة التطهير للفساد والفاسدين من قبل أصحاب القرار،مع خطة للإصلاح تكون شاملة ومحكمةوقابلة للتطبيق على أرض الواقع.

والأهم من ذلك كله أن تكون تلك الخطة(استراتيجية)ثابتة في الوزارة،لا تتغير بتغير أصحاب القرار في الوزارة،بحيث نضمن استمرار عملية الإصلاح والتطهير في كل الظروف والمراحل،لا أن تكون خاضعة لمزاجية المسؤول،وبالتالي تكون عملية التطهير مضطربة وخاضعة للأهواء والأمزجة المختلفة،مما يجعل من التطهير المزعوم (الفساد بعينه).....

وأما مجرد التصريحات المنفصلة عن الإرادة الجادة،والخطة الشاملة؛فقد مللنا منها في الأردن،وما زلنا منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع مثل هذه التصريحات،ونشعر بالنشوة والفرح بها،ولكن سرعان مانفاجأ بالواقع الذي لاعلاقة له من قريب ولا بعيد بمثل هذه التصريحات والأحلام....

علينا أن نعلم في هذا المقام أن من ضروريات حملة التطهير،وعملية الإصلاح؛التي يتكلم عنها معالي الوزير:أن نبدأ بتغيير القيادات القديمة البالية في وزارة الأوقاف،والتي في وجهة نظري لوسلمّنا جدلا بأنهم مؤمنون بضرورة عملية التطهير والإصلاح-وهذا بالطبع بعيد جدا-إلا أنهم غير قادرين على البدء بهذه العملية،فضلا عن السير بها،والمجاهدة والمقاتلة من أجل إنجاحها وتثبيتهاعلى أرض الواقع حتى تؤت ثمارها المرجوة والنافعة.

وعليه فلا مجال البتة لنجاح أي مساع أو جهود في عملية الإصلاح دون أن يقتحم ربيعنا الأردني المبارك وزارة الأوقاف بحيث يعمل على التغيير الحقيقي لكثير من الوجوه القديمة من أصحاب القرار في الوزارة،ذلك أنه من غير المنطق ولا المقبول أن يتمّ تهميش الطاقات الشبابية الواعية لواقعها،والمثقفة،والإستمرار في الإعتماد على شخوص قديمة لا تكاد تنفصل عن ماضيها لكي تستوعب المتغيرات والمتجددات في عصرنا هذا...

لذا فإن حال وواقع مَن يدعو للتطهير والإصلاح في وزارة الأوقاف مِن أصحاب القرار فيها؛يصدق عليه،ويعبر عنه،قول الشاعر-قديما-:

أوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ.....مَاهكَذَا يا سعدُ تُورَدُ الإبل

ومن المفارقات العجيبة،والتي جعلت كثيرا من الأردنيين-مستغربين ومستهجنين-كما أشرت لذلك في مطلع مقالتي هذه- هو خبر آخر رافق نشره في كثير من المواقع الإعلامية،تصريحات معالي الوزير حول تطهير الوزارة من الفساد؛ألا وهو أن مجلس الوزراء وافق على تنسيب وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبدالسلام العبادي بإحالة مدير عام صندوق الزكاة على التقاعد الدكتور علي القطارنة اعتبارا من يوم غدا الخميس 14-2-2012.

وقالت المصادر انه من المتوقع ان يتم تعيين الدكتور هاني الطعيمي امين عام وزارة الاوقاف خلفا له بعد عودة الامين العام السابق لمنصبه الدكتور محمد الرعود بحكم قضائي.

من جهة اخرى اشارت مصادر داخل صندوق الزكاة الى ان موظفي الصندوق اجتمعوا اليوم مع الدكتور القطارنة معبرين عن رفضهم واستهجانهم لهذا القرار بالرغم من كافة الانجازات التي حققها القطارنة داخل مؤسسته،حيث رفع من مستوى الخدمات التي تقدمها للفقراء والمساكين بعد ان كان الصندوق في العهد السابق يمر بضائقة مالية صعبة للغاية.

فهل يا ترى هذا هو التطهير الذي يدعو إليه معالي الوزير؛هو تطهير الوزارة من أصحاب الكفاءات والدين الذين تشهد لهم انجازاتهم على أرض الواقع،واستبدالهم بأناس لا خبرة لهم البتة بإدارة مثل هذه المؤسسة الخيرية الكبيرة،والتي يعتمد عليها بعد الله جل وعلا آلاف الأردنيين من الفقراء والمعوزين كان الله لهم....

هل من التطهير الذي يدعو إليه معالي الوزير جلب(وافدين)على الوزارة لا يعرفون عن الوزارة ومشاكلها شيئا،ولا يملكون خبرات متراكمة تؤهلهم للقيام بالأعمال الموكلةإليهم بكل اقتدار وشفافية،وبالمقابل تهميش أصحاب الخبرات،والطاقات الشبابية المتعلمة والواعية بكل ما يحيط حولها من مشاكل ومعوقات...

ولماذا لا نتعلم من أخطائنا،فقد تمّ من قبل إحالة أو انهاء خدمات الأمين العام السابق الدكتور محمد الرعود،وهاهو يعود إلى عمله من جديد بحكم قضائي،مما أوجد أزمة في الوزارة لم تحدث من قبل وهي وجود أمينين عامين للوزارة،وأخشى ما اخشاه أن يصبح بعد وقت قريب مديرين عامين لصندوق الزكاة،فالذي يبدو أن خطأ يعالج بخطئ آخر،ومشكلة تعقبها مشكلة،فمثل هذا التطهير لا أظن أحدا يريده،أو يستحسنه....

وأخيرا وليس آخرا لفت نظري يا معالي الوزير تعليق أحد الأردنيين على خبر إقالة الدكتور القطارنه من عمله،وذلك على موقع(جفرا نيوز)،أحببت أن أضعه بين أيديكم،لعل وعسا... حيث يقول:(لله در وزير الأوقاف ما أشجعه بالإحالات ولله در محكمة العدل العليا بالإلغائات).

وآخر يقول:(إن ما تقدمت به وزارة الأوقاف اليوم من أن هنالك فساد وأئمه لا يحفظون سورة الفاتحه إنما يدل وبكل وضوح على تغلغل الفساد في الوزارة منذ زمن ومحاولة زج هذه الورقه في هذا الوقت الحاسم لتشكيل مجلس وزاري جديد،إنما هو مصلحة شخصية وتلاعب بالرأي العام.. .. كان الله في عون جميع الأئمة الذين وقع الظلم عليهم لا من المواطن بل من المسؤول لا من الشعب بل من وزارتهم المنوطة بحمايتهم والدفاع عن حقوقهم , حفظ الله وطني الأردن).

وأنا أقول: أملنا أن لا يكون الأمر كذلك،وأن تكون التصريحات الأخيرة المنادية بتطهير الوزارة من الفساد والفاسدين على أسس سليمة،وطرق حكيمة تغلب المصلحة العامة،مقابل المصالح الشخصيّةالضيّقة......

وأختم بقوله جل وعلا :(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع